رسمَ منتدَى "دعم الحكم الذاتِي في تندُوف" المعرُوف اختصارًا ب"فُورستَايْن"، صورةً عنْ المخاوفِ التِي باتتْ تتملكُ مسؤولِين كبَار فِي جبهة البوليساريُو من مآلهم، فِي حال أبدَوْا موقفًا من نزاع الصحراء، لا يسيرُ في المنحَى الذِي يريدهُ حكَّامُ "المراديَة" في الجزائر. المنتدَى قالَ في بيانٍ توصلتْ به هسبريس، إنَّ حادثَة اختطاف المستشار لدى زعيم البوليساريُو، المكلف بحقوق الإنسان، أحمد خليل، جعلتْ قياديِّين في الجبهة، يحجمُون عنْ إبداء آرائهم في ما تعرفهُ قضيَّة الصحراء منْ تطورات، خشية أنْ يلقوا مصيرًا مماثلًا. فورستاينْ أوردَ أن قيادة البوليساريو، أبلغت الجزائر، بخطر الخليل أحمد وتهديداته العلنية بفضح المخفيِّ في الجانب الحقوقي بالمخيمات، على إثر استشعارهِ نوعًا من التهميش والإقصاء، وذلكَ بالنظر إلى اطلاعهِ على معلومات حول انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم المرتكبة من طرف أجهزة البوليساريو. فورستاين يقول إنَّ مسؤولين في البوليساريو باتُوا يخافون الاختطاف أو الاعتقال وحتى الاغتيال، بعدما أضحتْ جالات الاختفاء والتصفية عنوان المرحلة بالبوليساريو، حسب البيان، على إثر تفكك بنيتها الداخلية. وتبعًا لذلك، فإنَّ منْ لوح بنيته العودة إلى المغرب، أوْ أبدى توجهًا نحو مغادرة المخيمات صوب وجهة أخرى، تعبيرا منه عن الرفض للأوضاع المأساوية بمخيمات تندوف، صارُوا يتريثُون قبل الإقدام على خطوةٍ ما. وتتولى المخابرات الجزائرية، حسب فورستاين، زمام الأمور لتنحية كل من ظهر أنهُ قدْ يهددُ مستقبل جبهة البوليساريو، التي تريدها الجزائر "دمية" تتحكم لابتزاز وإضعاف الجار المغربي. وبسبب الحذر، بات مسؤولون بجبهة البوليساريو يتجنبون السفر إلى الجزائر، ويحاولون قدر الإمكان أنْ يقللوا من تحركاتههم، خشية الاختطاف أو التصفية بمسوغات واهية أو اتهامات جاهزة بالعمالة أو التجارة في الممنوعات أو العلاقة بالمنظمات الإرهابية. وعن رميِ المخالفِين بالإرهاب لتنحيتهم، يقول بيان "فورستاينْ" إنَّ مَا منْ إرهابٍ يفوقُ ذاك الذِي تمارسهُ البوليساريُو ضدَّ الدولة المغربيَّة، سيمَا أنَّ الجبهة، سبقَ لها أنْ أدرجتْ ضمن التنظيمات الإرهابيَّة، تقريرٍ استخباراتِي لليبابان، كشفَ وثوق الصلة وتزايدها بين البوليساريُو وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامِي، الذِي حول المنطقة إلى بؤرة حذر مجلس الأمن، مؤخرًا، منْ تفاقم التطرف بها.