ثماني ساعة كاملة، استغرق عمل فرق الإنقاذ التابعة لجهاز الدفاع المدني، بين أنقاض منزل الفلسطيني شحدة أبو دحروج، في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، الذي دمرته غارة شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم. وأدت الغارة إلى مقتل 5 فلسطينيين، وإصابة 3 آخرين، من نفس العائلة بجراح. ورغم هذه الساعات الطويلة، من العمل المضني، إلا أن طواقم الإنقاذ، لم تنجح في العثور على جثث القتلى الخمسة، فوضعت الأشلاء التي تم جمعها في كفن واحد، بعد أن صهر الانفجار أجسادهم، وخلطها بركام المنزل. وأصيب رب المنزل، شحدة أبو دحروج (68 عامًا) بكسور في مختلف أنحاء جسده، بعد أن تم انتشاله من تحت ركام المنزل، ناجيا من الموت بأعجوبة. لكن شقيقته "حياة" (47 عامًا)، ونجله "هايل" (28 عامًا)، وزوجة نجله "هدى" (25 عامًا)، وحفيديه (أبناء نجله هادي) "عبد الله" (4 أعوام)، وهادي (3 أعوام)، فقضوا جميعا في الغارة. ويروي سليمان أبو دحروج (39عامًا)، نجل صاحب المنزل المستهدف، والذي كان خارج المنزل، لحظة القصف، لوكالة "الأناضول للأنباء" تفاصيل ما حدث، قائلا:"قُصف منزلنا المكون من ثلاثة طوابق في 17 من يوليو/تموز الماضي، ولم يُصاب أحد، وبقيت غرفة في داخل إحدى شقق المنزل لم تضرر، وبقينا نعيش بها". وأضاف أبو دحروج :"فجر اليوم أُطلق صاروخ تجاه المنزل من قبل الطائرات الحربية ولم ينفجر، فحاول والدي وشقيقي وزوجته وطفليه، وعمتي الخروج، لكن الطائرات أطلقت صاروخا ثانيا، قبل أن يتمكنوا من الفرار". وتابع:"هرعنا للبيت مسرعين، ولم نجد سوى ركام للبيت، وواجهنا صعوبة في البحث عنهم، وتم استقدام جرافات، وواصلت عملها حتى ساعات الفجر الأولى، وفي كل لحظة نعثر على قطعة لحم للشهداء، حتى إنّ إحدى الأشلاء عرفناها لعمتي من خلال خصلة شعرها!". واستطرد:"جمعنا ما عثرنا عليه من أشلاء تحت ركام المنزل، ونقلناه للمستشفى، وعندما جمعناها وضعناها في كفن واحد، وصلينا عليهم وشيعناهم للمقبرة". وأضاف أبو دحروج، الذي اصيب نجله محمد (11 عامًا) في القصف بجراح خطيرة، بعد أن أجهش في البكاء:"حسبنى الله ونعم الوكيل، هذا إجرام، النازية لم تقم بهكذا أعمال، فما حدث لم يكن متوقعًا(..) هذا العدو لا يمتلك ذمة ولا ضمير". أما بقية أفراد العائلة، فلم يتمكن مراسل الأناضول من الحديث إليهم، حيث فقدت بعض النساء وعيها، لحظة وداع الضحايا، فيما تعالى الصراخ والنحيب. واستأنف الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الثلاثاء الماضي، مهاجمة أهداف فلسطينية، في قطاع غزة، ردا على ما قال إنه "اختراق التهدئة، وتجدد إطلاق الصواريخ على جنوبي إسرائيل"، وهو ما نفته حركة حماس، مشيرة إلى أن إسرائيل "تبحث عن مبررات لاستئناف عدوانها". وووفق القدرة، فقد بلغ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع من شهر يوليو/تموز الماضي، 2097 قتيلا، فضلا عن إصابة 10503 آخرين.