عمد أعضاء من الكُونغريس الأمريكي إلى توجيه رسالة صوب لوزيرة الخارجية الأمريكية هِيلاَرِي كْلِينتُون من أجل حثّها للتدخل ضمن ملفّ اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مُولود وانتزاع قرار بإطلاق فوري لسراحه دون أي شرط.. إذ اعتبر ذات "السّيِنَاتُورَات" الموقعون للرسالة بأنّ استهداف ولد سيدي مُولود قد جاء بناء على تعبيره عن رأي وأنّ "اعتقال مصطفى سلمى ولد سيدي مُولُود، مع نقله إلى مكان مجهول، يصادر حقي التنقل والتعبير عن الرأي اللذان يجب أن يتمتّع بهما الصحراويون إلى جانب كافة سكان العالم". ذات الرسالة التي توصّلت بها وزيرة الخارجية الأمريكية، هِيلاَرِي كْلِينتُون، حملت سردا كرونولوجيا لما سبق اعتقال ولد سيدي مولود قبل أن تُضيف: "لا يسعنا أمام الاعتقال التعسّفي المفعّل إلاّ أن نطالب تدخّل وزارة الخارجية مع تسجيل انشغالنا العميق بالسلامة البدنية للصحراوي المجهول المصير لحدّ الآن.. وقد اعتُقل حينما كان في طريقه لأسرته المتواجدة وسط مخيمات تسيطر عليها البوليساريو فوق التراب الجزائري". وتأتي مبادرة بعض أعضاء الكُونغريس الأمريكي بعد تصاعد الحملة الوطنية والدولية الدّاعية لإطلاق سراح ولد سيدي مُولود، إذ توصّل الأمين العام للأمم المتّحدة بعدد من الرسائل الموجّهة إليه من قبل ثلّة هيئات وأفراد أجمعت على إدانة مصطفى سلمى ومطالبة بتدخل أممي لضمان سلامته وإطلاق فوري لسراحه.. في حين اعتبرت مراسلات صادرة عن شيوخ قبائل صحراوية بأنّ فعل الاعتقال المرصود قد جاء في صيغة "اختطاف تتحمّل فيه الآلة العسكرية الجزائرية مسؤولية كبيرة". من جهة أخرى، أصدرت اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية "خط الشهيد"، بيانا تضامنيا مع مصطفى سلمى ورد ضمنه: "نحن المناضلون الصحراويون في الحركة الإصلاحية داخل البوليساريو، الجبهة الشعبية خط الشهيد، نندد بهذا العمل غير المسؤول لقيادة البوليساريو، والذي يمس حق المواطن الصحراوي في التعبير عن رأيه بكل حرية وديمقراطية، مؤكدين لهم أن عهد الأنظمة الشمولية والستالينية قد انتهى عهده مع تساقط حجارة جدار برلين، وأن المواطن الصحراوي مصطفى سلمى سيدي مولود، وإن كنا نختلف معه في الرأي وفي نظرته القبلية للصراع، فإننا نعلن عن تضامننا العلني معه في حقه للتعبير عن رأيه بكل حرية وديمقراطية، وفي حقه في لقاء عائلته، وحقه في حرية التنقل". كما عبّر بلاغ صادر عمّا يسمّى ب "فرع تندوف من رابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية" عن "الإدانة الشديدة لعملية اعتقال الصحراوي المصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود ومنعه بالقوة من حقه في التعبير ومنعه من زيارة أسرته" هذا قبل أن يزيد: "ندعو كل المنظمات الحقوقية الدولية للتدخل لإطلاق كل المعتقلين الصحراويين في سجون البوليساريو وعلى رأسهم المصطفى ولد سلمى، و"نطالب كل القبائل الصحراوية شيوخا وشبابا بالتوحد من أجل مواجهة كل من يساهم في استمرار معاناتنا بمخيمات تيندوف وشتاتنا بين المخيمات والأقاليم الصحراوية".