في خضم العلاقات الدبلوماسية المتوترة منذ أمد طويل بين المغرب والجزائر، والتي زادت فتورا وبرودا في الآونة الأخيرة، تنشط بين الفينة والأخرى ما سماه البعض دبلوماسية التهاني بين البلدين، حيث يتبادل قائدا البلدين الجارين، الملك محمد السادس، والرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رسائل وبرقيات التهاني بمناسبة حلول أعياد وطنية ودينية. ويبدو أن العلاقات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر، اكتفت منذ سنوات خلت بتبادل زعيمي الدولتين الجارتين عبارات التهاني، إما في أعياد وطنية أو دينية، أو عندما تمت إعادة انتخاب بوتفليقة رئيسا قبل أسابيع مضت، فيما توارت زيارات الوزراء بين البلدين منذ فترة، في ترجمة لانحدار العلاقات الثنائية إلى مستويات غير مسبوقة. وفي هذا السياق بعث الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد غدا الثلاثاء، فيما سبق أن وجه العاهل المغربي للرئيس الجزائري قبل أيام خلت رسالة تهنئة بمناسبة عيد وطني يتمثل في ذكرى حصول بلاده على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي. وأبدى بوتفليقة، في تهنئته بحلول العيد، عن متمنياته للملك وأفراد أسرته الشريفة والشعب المغربي الشقيق، بسابغ الهناء وموفور الصحة والسعادة، داعيا العلي القدير أن "يعيد هذا العيد علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركات" وفق تعبير برقية بوتفليقة. وبالرغم من تصاعد فتور العلاقات الثنائية بين البلدين، تُوجت أخيرا بتبادل الاتهامات بين وزيري الخارجية في كل من المغرب والجزائر، فإن بوتفليقة تطرق في تهنئته للملك إلى ما سماه "حرصنا الدائم وعزمنا الثابت على توطيد علاقات الأخوة التي تجمع بلدينا الشقيقين". وعبر الرئيس الجزائري، ضمن ذات البرقية بمناسبة عيد الفطر السعيد، عن رغبته في "فتح آفاق جديدة للتعاون المثمر بين البلدين، ويحقق لشعبينا المزيد من العزة والرفعة والخير العميم" وفق تعبير رسالة بوتفيلقة المهنئ للملك محمد السادس. وحاول بوتفليقة، خلال رسالة التهنئة الجديدة الموجهة لملك المغرب، استحضار ما وصفه بقيم صلة القربى والتكافل والتضامن التي يوصي بها ديننا الحنيف، من أجل زرع المحبة في النفوس والسلام في المجتمعات الإنسانية قاطبة". وكان العاهل المغربي قد بعث برقية تهنئة، قبل أيام، إلى الرئيس الجزائري بمناسبة احتفال بلده بعيد الاستقلال، متحدثا عما "يجمع الشعبين الجارين من روابط أخوية متينة وتاريخ مشترك عريق"، وداعيا إلى "بذل المزيد من الجهود لتحقيق تطلعات شعبينا الشقيقين إلى غد أفضل، ينعمان فيه بثمار التواصل والتعاون والتضامن".