في غمرة العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطينيي قطاع غزة، وما واكبه من صمت عربي ودولي مريب، طفت نقطة ضوء إلى السطح برفض الناشط الحقوقي، عبد العزيز النويضي، وساما شرفيا فرنسيا يتهافت عليه الكثيرون، بسبب الموقف المخجل للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من العدوان الإسرائيلي على غزة. النويضي لم يتردد في رفض وسام جوقة الشرف الفرنسي "رافاييل طراب"، بعد أن عبر الرئيس هولاند عن موقفه المساند لإسرائيل التي اعتبرها تحمي سكانها إزاء تهديدات حماس وصواريخها، حيث عزا النويضي رفضه لعوامل حقوقية وقانونية بالأساس، وهي المرجعية التي مافتئت تؤطر عمله المهني والجمعوي. الناشط الحقوقي المغربي وجد في قبوله الوسام الشرفي، تناقضا مع ما يناضل من أجله لسيادة القانون واحترام مبادئ حقوق الإنسان، وهو الواقع الغائب كلية في الحرب المسعورة التي تشنها إسرائيل على غزة، مطالبا في ذات الوقت بإحالة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين على المحكمة الجنائية الدولية. النويضي أيضا كان قد شارك من قبل، في مشروع نشر ومراقبة الأحكام القضائية، بصفته المشرف العلمي لهذا المشروع الطموح، من أجل المساهمة في تجويد أحكام القضاء من خلال حث القضاة على إصدار أحكام جيدة، وحتى يتم رصد أداء المحاكم المغربية وكيفية اشتغالها، ووضعية التجهيزات فيها.