ما بين الاستنكار والرفض والتحسيس والتعبئة والبحث عن إيجاد حلول وخطة إعلامية ناجعة، توزعت مقاربات المشاركين في الندوة التي احتضنتها أخيرا، الدارالبيضاء حول موضوع "صورة المرأة المغربية في الدراما العربية". ورفض المشاركون في الندوة التي نظمتها شبكة النساء الصحفيات بالمغرب ومجلة نساء من المغرب، الصورة النمطية التي قدمتها بعض الأعمال الدرامية العربية من مصرية وخليجية في السنوات الأخيرة عن المرأة المغربية، معتبرين أن هذه النظرة تستند إلى كليشهات جاهزة لا علاقة لها بالواقع المغربي وبالصورة الحقيقة للمرأة المغربية. وأبرزوا أنه في ظل "الاستثناء المغربي" الذي حققته المملكة في سياق ما يسمى بالربيع العربي وفي ظل دستور متقدم أقر بالمساواة بين النساء والرجال في الحقوق المدنية ودعا إلى إقرار آليات المناصفة ، مع ما رافق ذلك من قوانين متقدمة فيما يخص حقوق النساء تضع هذه الأعمال الدرامية نفسها في موقع الشرود. وقلل المشاركون من هجوم بعض وسائل الإعلام العربية على المغرب ،مؤكدين أن المغرب البلد المستقر الذي يؤمن بالتعدد ويمتلك تنوعا جغرافيا وإثنيا ولغويا يعد نموذجا يحتدى به في المنطقة العربية. وحثوا على تجاوز التمثلات والكليشهات المتجاوزة عن صورة المغرب بشكل عام والمراة المغربية بشكل خاص ، معتبرين أن مسؤولية تسويق صورة المغرب الحقيقي تقع على عاتق الجميع من مثقفين ومبدعين وسياسيين ومسؤولين حكوميين ومغاربة العالم، معتبرين أن الدراما المغربية التي من المفروض فيها أن تواجه الدراما العربية من خلال تقديم صورة إيجابية عن المرأة المغربية تعاني من "ضعف كبير" ولا تمتلك القدرة على المنافسة داخل الوطن فبالأحرى تسويقها بالخارج. وانتقد المشاركون الدراما المغربية المغرقة في المحلية والتي تعتمد في غالبيتها على الموروث الشعبي ولا تخاطب المشترك، مشيرة إلى أنه بدل انتقاد الطريقة التي تقدم بها بعض الأعمال الدرامية العربية صورة المرأة المغربية يتعين إعادة النظر في الأعمال التلفزية المغربية والتيمات التي تعالجها وجعلها تسافر إلى الآخر. واستدل المشاركون في هذا السياق بالسينما المغربية التي تحقق حضورا متميزا في المهرجانات الدولية وتحصد جوائز مهمة بفضل مواضيعها الجادة واعتمادها بشكل كبير على سينما المؤلف علاوة على تمرسها بالتقنيات السنيمائية وامتلاكها لجمالية فنية. وفي مواجهة التناول المسيء لبعض الأعمال الدرامية للمرأة المغربية دعوا إلى التعجيل باتخاذ مواقف حاسمة لمواجهة هذا "الانحراف الدرامي" ومعالجة "القصور" الحكومي والإعلامي والمدني بخصوص صورة المرأة المغربية في الدراما والإعلام العربيين وفي الخارج بشكل عام. كما حثوا على الترويج للبرامج والأعمال التلفزية العربية التي تقدم نماذج متميزة عن المرأة المغربية وصورة إيجابية عن دينامية الإصلاح التي تنهجها المملكة، مؤكدين على ضرورة تجاوز "سوء الفهم" ما بين المغرب والمشرق من خلال تكثيف التواصل فيما بينهما وعقد لقاءات مشتركة مع فاعلين في الدراما العربية وفتح القنوات العمومية المغربية في وجه المنافسة والقيام بإنتاجات مشتركة. ودعوا إلى التحسيس ونشر الوعي لدى المنتجين والمخرجين بالدور الفعال والرائد الذي تلعبه المرأة المغربية في مجتمعها والمجتمعات الاخرى التي تحتضنها وحثهم على تسويق صورة المرأة المغربية الحقيقية، التي استطاعت اقتحام جميع المجالات ورفع شعار التحدي أمام صعوبات الحياة، مشددين على أهمية الانفتاح على مختلف المهن السينمائية وتطوير الإنتاجات الدرامية المغربية في أفق تحقيق تراكم في هذا المجال وبلورة مشروع فني يحترم الهوية المغربية بمختلف روافدها. يذكر أن هذه الندوة التي قدمت نماذج من الأعمال الدرامية العربية التي تمس بصورة المرأة المغربية عرفت مشاركة بسيمة الحقاوي وزيرة التنمية الاجتماعية والتضامن والأسرة فضلا عن شخصيات من عالم السياسة والاقتصاد والفن وإخصائيين ومتتبعين للشأن الفني والاعلامي. *و.م.ع