لَمْ يُخفّف الموقف الرسمي لمصر، من خلال سفيرها بالرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، الذي عبّر في بيان أصدره المكتب الإعلامي لسفارة جمهورية مصر بالرباط، عن استهجان ما فاهتْ به المذيعة المصرية أماني الخياط، ولا الاعتذار الصادر عن وزارة الخارجية المصرية، واعتذار المذيعة نفسها للشعب المغربي وللملك محمد السادس (لم يخفّف) من حدّة غضب المغاربة من تصريحات المذيعة المصرية. زوال اليوم حجّ عشرات الأشخاص إلى السفارة المصرية بالرباط، التي تمّ تطويقها عن آخرها بحواجزَ حديدية، للاحتجاج على تصريحات المذيعة المصرية أماني الخياط، التي تحدثت فيها، من خلال برنامج صباحي على شاشة قناة "أون تي في"، عن "دور ملتبس للعاهل المغربي في صفقة مع الإسلاميين، وبكون الاقتصاد المغربي يعتمد على الدعارة، وبكون داء فقدان المناعة المكتسبة منتشر بشكل كبير وسط المجتمع المغربي". المحتجّون الذين وفدوا على السفارة المصرية، استهلّوا وقفتهم الاحتجاجية، التي كانت "مدعومة" من طرف السلطات، والذين جاء بعضهم على متن حافلات من الدارالبيضاء، دون أن يعرفوا حتى سبب الوقفة الاحتجاجية التي سيشاركون فيها، كما صرّحت بذلك إحدى المشاركات، وقالت أخرى "لقد جئنا للتضامن مع غزة"، (استهلّوا الوقفة) بترديد شعار "يا سفير يا مسؤول هادشي ماشي معقول"، قبل أن يعمدوا إلى إحراق صور المذيعة المصرية أماني الخياط، و"ضربها" بالأحذية. واضطرّت عناصر الأمن إلى التدخّل لنزع لافتات رفعها المحتجّون، من قبيل "تصريحات الزنديقة صورة حقيقية للفوضى العارمة بمصر"، و"المغاربة شرفاء رغم أنفك أيتها لقيطة".. ونالت الحكومة، ورئيسها عبد الإله بنكيران، نصيبا من الاحتجاجات، إذْ ردّد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعار "فينك فينك يا بنكيران الوطني لا يهان"، وشعار "المرأة المغربية ضحية والحكومة ملهية. وصبّ المحتجّون جامّ غضبهم على المذيعة المصرية، واصفين إيها ب"الإعلامية الهاوية"، وعلى الإعلام المصري، كما انتقدوا حُكم العسكر في مصر، برفعهم شعار "رابعة"، وترديد شعار "قتلة سفّاحين"؛ وفيما كانت النساء المشاركات في الوقفة الاحتجاجية يرددن شعار "بزاف عليك المغربيات"، الموجّه إلى الإعلامية أماني الخياط، خاطب المشاركون السفير المصري بالرباط، من خلال شعار "فينك فينك يا سفير.. المغرب لا يُهان". وفي تصريح أدلى به عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال لهسبريس، أوضح أنّ ما صدر عن المذيعة المصرية "موقفٌ ينمّ عن عداء مبطن من طرف بعض الجهات، لا يروقها ما يعيشه المغرب من تحولات على جميع المستويات"، وأضاف أن ما صرّت به المذيعة المصرية "يُسيء إلى العلاقة بين الشعوب". واسترسل الكيحل، جوابا على سؤال حول ما إنْ كان الاعتذار الذي قدمته المذيعة أماني الخياط، والاعتذار الرسمي لمصر، كافيا، قائلا "المسألة ليست مسألة اعتذار، الحاصل هو أنّ هناك استهدافا للمرأة المغربية، واستهدافا المغرب، وهذه الوقفة ليست موجهة للصحافية فقط، بل إلى الذين يُعادون المغرب بشكل مجاني"، وزاد "المغاربة قادرون على القيام بالتغيير بأنفسهم، ولا يحتاجون إلى دروس من طرف أحد".