بعد أن أطفأت إذاعة البحر الأبيض المتوسط "ميدي 1"، شمعتها الثلاثين، واستطاعت تقوية حضورها في المغرب العربي الكبير حتى بات لها 23 مليون مستمع كل يوم، يبدو أن كل هذا النجاح لم يكن ليغطي عن العديد من الخروقات على مستوى التدبير المالي للإذاعة الأعرق بالمغرب العربي التي بدأ بثها بتاريخ 8 شتنبر 1980، بشعار "صوت واحد .. ولغتان". فقد أفادت مصادر مطلعة ل"هسبريس" بأن التدقيق الذي خضعت له ميزانية إذاعة "ميدي 1" بعد مجيء مديرها الجديد حسن خياري، أبان عن تلاعبات بالجملة همّت على الخصوص العشر سنوات الأخيرة. وتضيف نفس المصادر، أن حسن خياري أقدم على توقيف المديرة المالية وطالبها باسترجاع مبالغ مالية كبيرة، إضافة إلى معدات تقنية على شكل حواسيب وتجهيزات مكتبية ومنزلية تقدر قيمتها بملايين الدراهم. وفيما يحيط التكتم الشديد بهذه الفضيحة، تؤكد مصادر "هسبريس" أن المدير العام يعتزم متابعة المعنية بالأمر أمام القضاء علما أن التحقيق قد يطال المدير العام السابق الفرنسي بيير كازلطا الذي حكم بقبضة من حديد هذه المؤسسة لمدة تناهز ثلاثين عاما. على أن زلزال "ميدي 1" قد تصل هزاته الارتدادية إلى قناة "ميدي آن سات" التي عانت منذ إنشاءها من سوء تدبير أوصلها حد الافلاس. وتشير المصادر ذاتها إلى أن المديرة المالية الموقوفة كانت فعليا المسؤولة عن تدبير مالية القناة، وأن المدير المالي للقناة كان يأتمر بأوامرها وينفذ توصياتها خصوصا أنها هي من كانت قد اقترحته على بيير كازلطا لشغل هذا المنصب. وكان عدد من العاملين قد طالبوا غير ما مرة من الجهات المختصة بفتح تحقيق حول طريقة تدبير مالية القناة خلال عهد كازلطا، وأيضا خلال الفترة التي تلت استقالته حيث استفرد المدير المالي باتخاذ قرارات وصفتها مصادرنا بالمشبوهة وتصفية حساباته مع عدد من الصحافيين والعاملين، مستفيدا من غياب الرئيس المدير العام آنذاك عبد السلام أحيزون الذي ناذرا ما كان يزور القناة. هذا، وتؤكد ذات المصادر أن هذه القضية مرشحة لتطورات خطيرة قد تطيح بكثير من الرؤوس داخل المؤسستين الإعلاميتين اللتين ظلتا طيلة السنوات السابقة بمنأى عن أعين الجهات المختصة بسبب سياسة التعتيم التي كان يمارسها العجوز بيير كازلطا. [email protected]