أطفأت إذاعة البحر الأبيض المتوسط “ميدي 1′′، أمس الخميس، شمعتها الثلاثين برغبة في تثمين الرصيد المهني للإذاعة الأولى، مغربيا ومغاربيا، وإرادة أكيدة للتوجه نحو المستقبل بثبات، في ظل مستجدات انفتاح المشهد الإعلامي بالمغرب وتفاعلات منطقة المغرب الكبير. إذاعة “ميدي 1′′ .. صوت مغاربي يبث من طنجة ويتجه بثبات نحو المستقبل وقد راكمت هذه المحطة، التي شكلت ثمرة التقاء رغبة مغربية فرنسية، على مدى ثلاثين سنة تجربة جعلتها الإذاعة الأولى من حيث عدد المستمعين بمنطقة المغرب الكبير، إذ يقدر عدد المتابعين الأوفياء لبرامج المحطة ومواعيدها الإخبارية بمنطقة المغرب العربي فقط ما بين 22 مليون و23 مليون شخص خلال الأيام العادية، يصل إلى 25 مليون شخص خلال العطل والمناسبات. وتعتبر “ميدي 1′′ مثالا حيا لإذاعة أورو-مغاربية ناجحة كما يشهد بذلك عدد المستمعين والمهنية والاحترافية العاليتين اللتين تميزان نشراتها الإخبارية، فضلا عن تنوع برامجها بين الترفيهي والتثقيفي والفني. + صوت واحد .. ولغتان + منذ انطلاق بث إذاعة “ميدي 1′′ بتاريخ 8 شتنبر 1980، رفعت محطة البحر الأبيض المتوسط شعار “صوت واحد .. ولغتان”، وهو شعار يحمل دلالة على “تجربة فريدة انصهرت فيها إرادتان مغربية وفرنسية”، يقول إبراهيم الغربي، رئيس التحرير بالقسم العربي، مستحضرا اللحظات الأولى لولادة الإذاعة من استديوهاتها بمدينة طنجة، بوابة البحر الأبيض المتوسط. وأضاف الغربي أن “ميدي 1′′ كانت بمثابة الصدمة الإعلامية الأولى في منطقة المغرب العربي آنذاك، لقد جاءت بمصطلحات دقيقة تسمي الأشياء بمسمياتها، وفرضت نفسها في الساحة بفضل خطابها الجديد في محيط كان يعاني فراغا إعلاميا شبه تام”. ويستدرك، بخصوص هذه النقطة، باتريس مراتان، مستشار الإدارة المكلف بالإعلام والمشاريع الاستراتيجية، بأن “ميدي 1′′ قناة فريدة صنعت مجدها بفضل فريق العمل المتكامل والمكون من جنسيات مختلفة”. بدوره، يرى رئيس التحرير عبد الصادق بني عيسى أن احترام “الحياد وذكاء المستمعين” جعل المحطة تربح رهان التواجد، وتحظى بالقبول لدى مختلف مكونات منطقة المغرب الكبير. + فريق عمل متكامل + وقد راهنت إذاعة البحر الأبيض المتوسط على أن تصبح إذاعة مرجعية لدى المستمعين بمنطقة بثها في الجانب الغربي من حوض البحر الأبيض المتوسط، من خلال تنويع النشرات الإخبارية والتدقيق في المستجدات والاعتماد على اللغتين العربية والفرنسية بشكل متكامل، وهي المهمة التي قام بها، على أكمل وجه، فريق عمل متكامل من حوالي ستين صحفيا من جنسيات مغاربية وفرنسية، بالإضافة إلى مراسلين بمجموعة من البلدان. ويضيف باتريس مارتان، الذي التحق بالإذاعة 11 سنة بعد تأسيسها، أن فريق العمل الصغير من حيث العدد، لكن الكبير من حيث العطاء والتفاني في العمل، جعل من “ميدي1′′ واحدة من بين أهم الإذاعات بمنطقة المغرب الكبير. ويعود إبراهيم الغربي إلى أجواء العمل خلال البدايات الأولى مؤكدا أن “فريق العمل أقبل على ممارسة المهنة بكل مهنية واحترافية وإنصات للآخرين وتعلم ونقد ذاتي، وهي من ميزات روح العمل الجماعي التي سادت وما تزال تسود الإذاعة”. + اعتزاز بالماضي واتجاه نحو المستقبل + على قدر ما يفخر فريق العمل ب`”ميدي1′′ بماضي الإذاعة خلال الثلاثين سنة الماضية وحجم الإنصات إلى برامجها بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، تضع الإدارة الجديدة نصب عينيها مجموعة من الرهانات التي يتعين رفعها لمواصلة ريادة المشهد السمعي للإعلام المغاربي والمتوسطي خلال السنوات المقبلة. ويؤكد مدير الأخبار بإذاعة “ميدي 1′′ توفيق الدباب أن “إعلام القرب يعتبر رافعة للمستقبل، وأن الاتجاه العالمي للإعلام ينحو إلى الرقمنة، ويتعين أن تكون إذاعة البحر الأبيض المتوسط في الموعد”. وكانت توصيات قمة جنيف 2006 قد أوصت بالتخلي عن البث التناظري في أفق سنة 2015 للاعتماد على البث الرقمي، وهو ما يحث على “استعداد المحطة للحقبة الرقمية بكل عزم”، يضيف توفيق الدباب، “ففي المغرب فقط، هناك أزيد من 88 ألف مدون”. ومن رهانات الاعتماد على البث الرقمي أنه سيتيح للمستمعين مد جسور التفاعل مع برامج “ميدي 1′′ ومشاركتهم في صناعة الخبر، وهو مفتاح آخر للنجاح مستقبلا. وبالفعل، خطت محطة البحر الأبيض المتوسط خطوات مهمة في هذا الاتجاه بعد الشروع في البث الحي على شبكة الانترنيت وعبر الأقمار الصناعية، وكان من نتائجه اتساع حوض الاستماع ليشمل العالم بأسره، وشرعت المحطة تجني ثمرات هذا الاختيار بعد تلقيها ردود فعل من مستمعين بالقارات الخمس بمناسبة الذكرى الثلاثين لإطلاق المحطة الإذاعية. + أرشيف إخباري ورصيد موسيقي لا ينضب + بالإضافة إلى المستجدات التي تشكل مادة للمواعيد الإخبارية ال`35 كل يوم، صنعت إذاعة “ميدي 1′′ أرشيفها الخاص على مدى ثلاثين سنة، يتضمن ملفات وقصاصات إخبارية ومراسلات عن أهم الأحداث التي عاشها العالم خلال هذه الفترة. ويسهر على تدبير الأرشيف ست صحافيين لتزويد قاعات التحرير بقصاصات قديمة تساعد محرري الأخبار على الإطلاع على خلفية الأحداث وفهم تطورها وصيرورتها في الزمن، كما تساهم في إمداد بعض البرامج الأسبوعية ذات الطابع العلمي أو البيئي أو السياسي بالأخبار. ولكسر صرامة المواعيد الإخبارية، تعتمد محطة “ميدي 1′′ على برمجة موسيقية متنوعة تراعي اختلاف الأذواق بين الغناء المغربي والعربي والغربي بكل تلاوينه، إذ تزود الخزانة الوسائطية، الفريدة من نوعها بمنطقة المغرب العربي، قسم البث بما بين 250 إلى 300 أغنية يوميا، بفضل تجهيزاتها المعلوماتية الرقمية التي سهلت تخزين الملفات الصوتية وإعادة استغلالها.