لم تقف السلطات الأمنية بالمغرب بمختلف مستوياتها موقف المتفرج السلبي إزاء تهديدات صدرت من مقاتلين مغاربة ينتسبون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا باسم "داعش، يهددون فيها بنقل "الجهاد" للمغرب، بل سارعت الدولة إلى إعلان رفع درجة تأهبها الأمني إلى أقصى درجة. وتساءل البعض هل يمكن لتهديدات صدرت من بضعة مقاتلين مغاربة من تنظيم "داعش"، قد تكون تهديداتهم مجرد دعاية لا تبعات لها، تجعل الدنيا تقوم ولا تقعد بالنسبة للأجهزة الأمنية، فيما يؤكد البضع الآخر أن أمن البلاد واستقراره أمر لا ينبغي العبث به، وأن توخي الحذر هو الأصل، والاستعداد للأسوأ بمبادرات استباقية هو المنطق الأفضل. الكاتب والباحث المتخصص في الشأن الديني، إدريس الكنبوري، له رأي يطرحه بخصوص مدى إمكانية تنفيذ هؤلاء المقاتلين الإرهابيين لتهديدات تنظيمهم "الجهادي"، وزحفه نحو منطقة المغرب لعربي، خاصة في خضم استقطاب "داعش" لأتباع كثر له بالمغرب وفي مناطق أخرى بشمال إفريقيا. ويعتبر الكنبوري أن تزايد أعداد الملتحقين المغاربة بتنظيم داعش والدولة الإسلامية التي أعلنها، يعد في حد ذاته مؤشرا على أن المغرب يظل معرضا للتهديدات الإرهابية، فالرقم المعلن عنه حتى اليوم لهؤلاء المغاربة هو 1500، لكن من المحتمل أن يكون هذا العدد أكبر، وهؤلاء جلهم من معتقلي السلفية الجهادية السابقين، بمعنى أنهم اليوم ينظرون إلى تنظيم داعش على أنه "الممثل الشرعي" لهم. وتابع الكنبوري، في تصريحات لهسبريس، بأن الشريط الذي ظهر فيه أتباع للتنظيم، وهم يهاجمون من يسمون بشيوخ السلفية الجهادية بالمغرب ينبغي أن يقرأ من هذه الناحية، ذلك أن المغاربة الملتحقين بالتنظيم يؤكدون من خلال ذلك، بطريقة غير مصرح بها، بأن ما يسمى بالمصالحة بين السلفيين والدولة هم غير معنيين به، وبأنهم لا يزالون على مواقفهم السابقة المتشددة، وأنهم كانوا ينتظرون بيعة جماعية للسلفيين، بمن فيهم هؤلاء الشيوخ لتنظيم داعش". ولفت المحلل إلى مسألة ثانية هامة في هذا السياق، متمثلة في "إقصاء المغرب من الاجتماع الثلاثي بين الجزائر وتونس وليبيا في الجزائر هذا الأسبوع، لمناقشة التهديدات الإرهابية المحتملة للعائدين من العراق وسوريا"، مبرزا أن "الإقصاء يعني أن حدود المغرب ليست محصنة، وأنه لا ينبغي أن يعول على تعاون إقليمي لمحاربة الإرهاب". ولفت الكنبوري إلى كون تنظيم داعش، بعد إعلان ما يسمى بالدولة الإسلامية، من المحتمل بشكل كبير أن يسعى إلى استقطاب أتباع له بالمغرب، وفي مناطق أخرى بشمال إفريقيا، والإعلان عن قيادة إقليمية تابعة، خاصة أنه يسعى إلى الحلول محل تنظيم القاعدة على المستوى المركزي". وهذا يعني، يتابع الكنبوري، بأن هذا الصراع بين الطرفين سيكون له تأثير واضح على المنطقة التي تنشط فيها خلايا تابعة لتنظيم أيمن الظواهري"، مضيفا أنه "لكي يخوض التنظيم هذه المعركة الإحلالية قد يلجأ إلى تنفيذ عمليات ترفع من أسهمه لدى المتطرفين المسلحين، لأن العمليات الإرهابية وعمليات الخطف يعتمدها "الجهاديون" في رفع أسهمهم".