مستوياتٌ دنيَا تتهاوَى إليها شعبيَّة الرئيس الأمريكِي، باراك أوباما، ليصيرَ معهَا في نظرِ الأمريكيِّين واحدًا من أسوأ الرؤساء الذِين تعاقبُوا على حكم الولاياتالمتحدة طيلة 70 عامًا، إنْ لمْ يكنْ أسوأهم، بعدَ انتخابهِ رئيسًا سنة 2008، وإعادة انتخابهِ لولايةٍ ثانية فِي 2012. استطلاعٌ للرأيِ أجراهُ معهدٌ في جامعة كوينيبياكْ، خلص إلى أنَّ حواليْ 33 بالمائة من الأمريكيين يرونَ الرئيس الديمقراطِي الحالي، أسوأ رئيس حكم الولاياتالمتحدة منذُ سبعة عقود، فيما يذهبُ 28 بالمائة من المستجوبِين، إلى أنَّ الرئيس الأسبق، جورج بوش، الذِي قبعَ في البيت الأبيض ما بين 2001 وَ2009، هو الذي يمثلُ بالأحرى، أسوأ رئيس أمريكي. في غضون ذلك، يكشفُ الاستطلاع أنَّ 35 بالمائة من الأمريكيين يعتبرُون الرئيس الجمهورِي، رونالد ريغن، الذِي حكم ما بينَ 1981 و1989، أفضل رئيس للبلاد منذُ 1945، فيما لا يقول إنَّ بيل كلينتُون أفضلُ رئيس حكم أمريكا، إلَّا 15 بالمائة ممنْ جرى استجوابهم. تبعًا لذلك، يجدُ الرئيس الحالِي للولايات المتحدة، إلى جانب سابقه، جورج بوش، الأسوأ في نظر الأمريكيين، وفي أدنى مستوى للشعبية، كما يوضحُ ذلك، توم مالويْ، المدير المساعد لاستطلاعات الرأي في كوينيبياكْ ، موردًا أنَّ 45 في المائة من المشمُولِين بالاستطلاع رجحُوا أنَّ أمريكَا كانتْ ستكُون على حالٍ أفضل لوْ أنَّ المرشح السابق للانتخابات الرئاسيَّة، ميت رومني، في 2012، عوض أوباما، في الوقت الذِي يرَى 38 في المائة أنَّ الأمُور كانتْ ستكُون أسوأ مما هي عليه اليوم، لوْ أنَّ الرئاسة آلتْ إلى الجمهوريين. وإزاء الاستياء الأمريكِي منْ أداء الرئيس أوباما، الذي يعزوه مراقبون إلى انكفاءه لمشاكل أمريكا الداخلية وأدائه فيها، مقابل إهمال الخارج الذي كانت تتحكم فيه الولاياتالمتحدة إلى وقتٍ قريب. تخضعُ شعبية رؤساء البيت الأبيض لقاعدة تقلب زمني معروفة، حيثُ غالبًا ما تنزلُ شعبيَّة الرئيس حين يكون شاغلًا منصبه في البيت الأبيض، بسبب تفاعل مواطني البلاد مع الأداء واستيائهم منه، لكن ما إنْ يغادر الرئيس موقعه حتى يقلل الأمريكيون غضبهم ويصبحُو أكثر رضا عن فترة حكمه. الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، مثلا، كانت شعبيته في أدنى مستوياتها مع قرب نهاية ولايتها الرئاسية الثانية، لكنْ ما إنْ توالتْ سنواتٌ قليلة بعد مغادرته البيت الأبيض، حتى صار الأمريكيُّون ينظرون إليه بشكل أفضل. فضْلًا عن ذلك، لا ينظرُ سوى 13 بالمائة من الأمريكيين إلى ريشارد نيكسُون، كأسوأ رئيس أمريك، بالرغم من اضطراره إلى الاستقالة من منصبه سنة 1974، على إثر تفجر فضيحة التجسس "واترغيتْ"، كما أنَّ جيمي كارترْ، الذِي لمْ يمكث في البيت الأبيض سوى لولاية واحدة، ليس الأسوأ إطلاقًا، إلَّا لدَى 8 في المائة، رغم أنَّه كان موضع انتقاداتٍ لاذعة أيَّام كان في الحكم.