عادل عبد العزيز سعد، شاب مصري في 27 من عمره، مهندس فلاحي متخصص في تحليل علوم المياه والتربة، جاء إلى المغرب منذ حوالي سنتين،يقيم حاليا بمدينة مكناس، هدفه هو إنجاز مشروعه الذي اقترحه والذي يرى بأنه سوف يكون بديلا للبترول مستقبلا. يعتبر المهندس عادل سعد بأن مشروع زراعة نبات "الجوجوبا" بالصحراء المغربية، من المشروعات القومية التي سوف تخدم البلاد في المرحلة القادمة. والتي سوف تكون بمثابة نقلة نوعية في المجال الفلاحي، وخصوصا كيفية تفعيل دور الأراضي الصحراوية الموجودة في المغرب وذلك بإدخال نباتات ذات طابع استراتيجي وتكون ذات عائد اقتصادي مجز. نبات "الجوجوبا" أو "الذهب الأخضر" كما يسميه عادل، شجيرة صغيرة تنتج بذورا يمكن أن نستخرج منها زيتا يصلح للعديد من الاستخدامات الطبية، في علاج أمراض التجميل وإنتاج مستحضرات التجميل، والصناعية في إنتاج الأوراق والشموع والصابون ويستخدم في المجال الفلاحي في علاج المبيدات التي تنشأ في النباتات والأهم من هذا كله هو أن زيت "الجوجوبا" يستخدم كوقود للطائرات والسفن والصواريخ والسيارات. وقد اكتشف نبات "الجوجوبا" في صحراء جنوب كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحديدا في صحراء السونورا وخليج المكسيك. وكان استخدامها في البداية ينصب على استخراج مستحضرات التجميل. وتستطيع شجيرة "الجوجوبا" تحمل العطش لمدة تزيد عن العام، لأن احتياجاتها المائية تعادل نصف الاحتياجات المائية لجميع النباتات. وتستطيع أن تتحمل درجة الحرارة حتى 50 درجة مئوية و 5 تحت الصفر. كما تستطيع تحمل درجات عالية من الملوحة التي قد تصل من 3000 إلى 7000 جزء في المليون. بالإضافة إلى ندرة إصابتها بالأمراض وقلة حاجيتها للرعاية والخدمة، وزراعتها في الأراضي القاحلة والصحراوية، وعلاوة على ذلك فهي ذات عائد اقتصادي كبير. يؤكد المهندس عادل عبد العزيز سعد في تصريح له ل " هسبريس"، بأنه مازال في مرحلة الإعداد المالي والقانوني للمشروع، مضيفا " بأن المشروع ضخم ويحتاج تكاثف الجهود بين وزارة الفلاحة ووزارة الصناعة والطاقة والمعادن لأن المشروع يندرج ضمن ما يعرف بالتصنيع الفلاحي، ولذلك يجب تنظيم البيت من الداخل جيدا قبل البدء فى المشروع، أي يجب توفر أدوات وآليات العمل من فريق عمل فني و إمكانيات بشرية وتقنية على أعلى مستوى". ويشرح عادل مراحل مشروعه والميزانية المخصصة له قائلا " لقد استغرقت 6 أشهر من البحث والدراسة حتى انتهيت من تصميم دراسة المشروع وقسمت مشروعي إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تتمثل في زرع 50 هكتارا، والمرحلة الثانية من 200 إلى 400 هكتار، والمرحلة الثالثة زرع أكثر من 400 هكتار. هذا فيما يتعلق بمراحل الزراعة والإنتاج، أما بخصوص الميزانية فهي على مرحلتين فقط، الأولى عبارة عن تكاليف أساسية ويبلغ مقدارها 169 ألف دولار ثم تكاليف دورية ويبلغ مقدارها 17 ألف دولار. وليست هناك لحد الآن جهة محددة لتمويل المشروع لأني كما سبق وقلت مازلت في مرحلة الإعداد، ولكن الاتصال جاري بالوزارات المعنية بالأمر لتبني فكرة المشروع بالكامل ومنح الدعم المقترح والمحدد من قبلها" ويضيف عادل قائلا " إن مشروعي ليس مشروعا موجها للخواص أو الجهات الخاصة، وإنما حلمي وطموحي أن يكون مشروعا قوميا للمملكة المغربية، بحيث تكون الدولة المغربية ذات سيادة على كل شيء من أول مرحلة في المشروع إلى مرحلة الإنتاج. وقد قمت بزيارة لكثير من المناطق المغربية وقد حددت مدينة جرسيف، والسمارة، الراشيدية، العيون، أكادير، الصويرة، الداخلة، طاطا، مناطق لتنفيذ المشروع، فمعظم المناطق التي اخترتها مناطق صحراوية من الدرجة الأولى." ويقول المهندس عادل، بخصوص العراقيل والمشاكل التي واجهت المشروع،" لقد واجهت العديد من المشاكل والعراقيل ولكن إيماني بالله سبحانه وتعالى وثقتي اللامحدودة في الإصرار على العمل والتعب والاجتهاد هو مفتاح النجاح، وكانت هذه العراقيل عبارة عن مشاكل مسطريه وشكلية أو كما نسميه في مصر روتينية، وتعد المشكلة الكبرى هي أن المشروع جديد والفكرة جديدة، فعندما تجلس وتتحدث مع أي مسؤول أو شخص تنتابه الدهشة ويكون عندهم تخوف من عدم نجاح المشروع بالرغم من وجود تلك التجربة في مصر منذ عام 1982 وفي العديد من الدول مثل أمريكا و إسرائيل والبيرو والأرجنتين ومصر والمكسيك" وفي ختام كلامه نوه المهندس عادل سعد بالمجهودات السامية التي يبذلها الملك محمد السادس، وتوجيهاته الملكية لحكومته، والتي تبذل قصار جهودها سيرا على خطى جلالته لتهيئة المناخ الجيد من العمل والتقدم. خصوصا و أن المشروع يندرج ضمن مخطط المغرب الأخضر والمحافظة علي البيئة ومكافحة التصحر.