بسم الله الرحمن الرحيم في ظل الوصاية الأمريكية على العراق،وفي أتون التدخلات الخارجية والإقليمية،تتحمل المرجعيات الدينية مسؤولية كبيرة عن الخراب الذي لحق البلاد والعباد،لأنها تسجن الناس في الماضي مما يؤدي إلى تنزيف الجروح واشتقاق سلوك الأجيال العراقية المتعاقبة من أكدار الفتنة والانقلابات التاريخية على الحكم الرشيد،أما القيادات السياسية فمستعدة للتحالف مع الشيطان لتحقيق " أمنها المذهبي" ،وفي كل طرف توجد عقليات جامدة على حرفية الأقوال والأفعال،من الإخباريين الجدد في السلك الشيعي الذين يعملون على قطع كل سبل التواصل والحوار مع " العامة" ،ومن الحشوية الجدد في عالم التسنن الراكبين متن التسلف الذين تسقيهم أموال النفط مياه الحياة ، ويتحمل المالكي أكبر الوزر أولا باتباعه سياسة التهميش والإقصاء لمخالفيه من السنة والشيعة،ولذلك اشتد مقتدى الصدر في مواجهته لأنه يريد- يقول الصدر- أن "يتسلط على الأموال فينهبها،وعلى الرقاب فيقصفها،وعلى المدن فيحاربها،وعلى الطوائف فيفرقها،وعلى الضمائر فيشتريها،وعلى القلوب فيكسرها،ليكون الجميع مصوتا على بقائه"، وثانيا بعدم استماعه لصوت العقل عندما واجه الحراك السلمي بالحديد والنار،وأسهم في صنع "داعش العراق" ،ولن يصدق أحد حتى الأطفال نسبة كل أسباب انهيار الجيش العراقي إلى "داعش"،والحال أن المظلومية التي كانت تدفع شيعة الجنوب إلى الانتفاضة في وجه صدام هي ذاتها التي دفعت المكون السني إلى الوقوف في وجه المالكي، وثالثا بإقحامه لأسماء أئمة شرفاء من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصراع الطائفي كأنه يواجه يزيد،ضدا على التراث الحسيني المقاوم،والملتزم بالأخلاق في تدبير الاختلاف مع المخالفين،إن استمر الاقتتال في العراق سيؤدي إلى حرب تأتي على الأخضر واليابس، ولن يكون فيها لا غالب ولا مغلوب،وستصب حتما في مصلحة الصهيونية وروسيا والغرب،والسعودية وإيران تبددان أرصدة القوة لديهما،الأولى بارتمائها الأعمى في أحضان الغرب،والثانية بمجاراة أذواق " العامة" لديها،عامة تُسَير بفتاوى الشحن الطائفي،وقيادة تُقَدم وحدة الأمة قربانا على مذبح الحوار الاستراتيجي مع الغرب حول الملف النووي في سورياوالعراق ولبنان.