بشعاراتٍ تنبه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى الكفِّ عنْ النظر للمرأة، كما لوْ أنها أداةُ إنجابٍ وطهوٍ للطعام، وأوانٍ من المطابخ إلى أيادي الغاضبات، احتجَّ حشدٌ من النساء والفاعلين الحقوقيين، عصر اليوم بالرباط، يحتجون على تصريحات لبنكيران عن النساء، كان قد آثر فيه لزوم المرأة بيتها عوض الخروج للعمل، على اعتبار أنَّ النساء كنَّ ثرياتٍ، حين ظللن ربات بيت، قبل أنْ تنطفئ البيوت وقد برحنها. الوقفة التي دعا إليها التحالفُ المدني لتفعيل الفصل 19، أمتها عدَّة وجوه نسائيَّة؛ من بينها، مديرة الأخبار في القناة الثانية، سميرة سيطايل، التِي قالتْ في تصريحٍ لهسبريس، إنَّ مجيئها إلى الاحتجاج يأتِي بصفتها مواطنةً مغربيَّة، لا تقبلُ تراجعًا عن المكتسبات التي جرى تحقيقها في الماضي، مستغربَة عمد السياسيين متى ما اقتربَ موعدُ الانتخابات إلى توظيف المرأة ورقةً للاستقطاب. وأضافت سيطايل بالقول "أودُّ أنْ أقولَ كفَى، لأنَّ الملكَ بصفته أمير المؤمنين هو المؤتمنُ الوحِيد في هذه البلاد على الدِّين، لا أحدَ غيره"، تصيحُ سميرة وهيَ مطوقة بحشدٍ من المصورِين، الذِين حجَّ الأجانبُ منهم بكثرةٍ إلى الوقفة. شعارات لافتة من أبرزها "بنكيرانْ سيرْ بحالكْ .. داعشْ هيَ بلادكْ"، و"إدانة شعبيَّة..لفلول الرجعيَّة"، "أنا امرأة ماشي ثريا" أثثت الوقفة الاحتجاجية التي قالت النائبة عنْ حزب الأصالة والمعاصرة، فتيحَة العيادِي، إنهَا فرصةٌ لتذكير بنكيران بأنَّ المغرب قطعَ أشواطًا مهمَّة في إنصاف المرأة، وما عادَ متأتيًا أنْ يبسط، انطلاقًا من إيديلوجيته، تقديره ما إذا كانَ على المرأة أنْ تعمل أوْ لا تعمل، لأنَّ هناك دستورًا يحددُ واجباتِ المواطنات، لا تخمينات رئيس الحكومة". من جهته، قالَ الفاعل الحقوقيُّ، أحمد عصيد، إنَّ مدعاةٌ للتعجيل بتفعيل الدستور عوض النكوص والتخلف الحضاري واستلهام فقه عصور الانحطاط من أجل إعادة المرأة إلى الحريم السيء الذكر، "نحن نعرف جيدًا، أنَّ لا رئيس الحكومة، ولا جماعته في التيار الذي ينتمي إليه، ينظرون إلى المرأة نظرةً تليقُ بالمكتسبات التي حققتها، على مدى قرنٍ كامل.. وأردف "فكرتهم الحقيقية هي ما عبر عنه بنكيران، هي أن تلزم البيت، وتنجب الأبناء وتعدَّ الطعام..كل ما حققته المرأة بنضالاتها لا يهضمه العقل الإخواني والسلفي، ولذلك كانت اللحظة التي نطق فيها بنكيران لحظة حقيقة، لأنه عبَّر عن مكنون العقل الإخوانِي، الذِي لا يقبلُ بالمساواة بين الرجل والمرأة. الوزيرة السابقة للمرأة، نزهة الصقلِي، حضرتْ بدورها إلى الوقفة ورفعتْ شعاراتٍ ضدَّ "الرجعيَّة" وَ"الحكومة"، التِي يتواجدُ حزبها بداخلها، قائلةً في تصريحاتٍ لهسبريس إنَّ كلام بنكيران يتناقضُ مع الدستور المغربي، والمكتسبات التي راكمتها النساء، ويشكلُ خرقًا خطيرًا لحقوقهن. "نحنُ هنا اليوم لنخبر رئيس الحكومة أنَّ مهمته هي تطبيق الدستور المغربي، وأنَّ لا حقَّ له في أنْ يتكلم بمزاجه الخاص، وإنما كرجل دولة، على اعتبار أنَّ المواطنات المغربيات لا ينتظرن تعليماته كي يمضين قدمًا في الحياة"، تقول الوزيرة، في مقدمة الوقفة، غير بعيدٍ من الشاعر صلاح الوديع، الذِي راحَ يسردُ أسماء نسائيَّة مثل ثريَّا الشاوِي ومليكة الفاسي وخديجة المذكوري، وما أسدينه للمرأة، قبل مجيء بنكيران وسيره إلى تقديم قراءة أخرى للحقوق، يقول الوديع، والنساء حوله لا يزلنَ يصدحن بالغضب.