سيطايل: أمير المؤمنين هو المخول الوحيد للحديث في أمور الدين في هذا البلد احتجت عشرات النساء أمام مقر البرلمان اليوم على تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في مجلس المستشارين حول عمل المرأة. المحتجات اللواتي حضرن أمام مقر المؤسسة التشريعية، استعملن الطناجر والمعالق والصافرات لترديد شعارات تنتقد كلام رئيس الحكومة حول المرأة، ك"حدك تما يا بنكيران والمراة راها انسان" مطالبات من بنكيران الكف عن هكذا تصريحات بقولهن "باراكا ما تهدر المراة خط احمر". ومن الشعارات التي تم رفعها في الوقفة كذلك "بنكيران يا بهلوان المراة لا تهان،" "المساواة ولابدا سوا اليوم سوى غدا، " و "العدالة والتنمية عقلية ظلامية" ، و"بنكيران سير فحالك المغرب ماشي ديالك" ،"النساء والرجال فالحقوق بحال بحال." ومن أبرز الحضور في هذه الوقفة الشاعر صلاح الوديع والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، إلى جانب البرلمانيين محمد دعيدعة، عادل تشيكيطو، عبد القادر الكيحل الذين حضروا لمساندة الفعاليات النسائية إلى جانب كل من نزهة الصقلي البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، فتيحة العيادي عن حزب الأصالة والمعاصرة وغيرهن. مديرة الأخبار في القناة الثانية سميرة سيطايل، سرقت الأضواء خلال الوقفة، التي أكدت أن مشاركتها فيها تأتي لأنها "تخاف كجميع نساء البلاد من وجود تراجعات في الحقوق المكتسبة، ولست ضد أو مع أحد، "أنا مع راسي" ومن حقي كمواطنة حرة أن أحضر في هذه المظاهرة كصحافية وكمواطنة تخاف على ابنتها وعلى مستقبلها في المملكة." مضيفة أن رسالتها من مشاركتها في الوقفة أن "أمير المؤمنين هو الذي يمتلك الحق في الحديث عن الدين في هذه البلاد،" منددة بما أسمته "استغلال السياسيين لقضايا المرأة في الحملات الانتخابية"، قبل أن تردف "السياسيين هوما اللي خاصهم يرجعو لديورهوم." من جهتها، اعتبرت نزهة الصقلي القيادية بحزب التقدم والاشتراكية أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران جعلت المجتمع بأكمله يغلي وليس فقط المجتمع المدني، حيث أن الجميع حسب الوزيرة السابقة للتضامن والأسرة "يستنكر الكلام الذي جاء على لسان رئيس الحكومة ولا يريدون الرجوع إلى القرون الوسطى بل التمتع بحقوقه الدستورية التي تقتضي المساواة في الحقوق كلها". نفس المتحدثة عابت على رئيس الحكومة "استغلال" البرلمان "الذي هو من المفروض مخصص للمحاسبة، من أجل القيام بدعاية ضيقة لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده في إطار حملة انتخابية سابقة لأوانها، " مشيرة إلى أن تصريحاته لا تعني باقي المكونات الحزبية للحكومة". فوزية العسولي، رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، استغربت "تخلي رئيس الحكومة عن مسؤوليته السياسية ويتحول الى داعية لاستمالة أصوات اتيارات الاسلامية المتطرفة،"عوض أن "يشجع ويشكر النساء على كفاحهن، فمليون و400 ألف أسرة تعيلها نساء"، مشيرة إلى أنه كان "من المفروض" أن "يأخذ رئيس الحكومة بتوصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يرى أن التمييز مكلف للاقتصاد الوطني ومعرقل للتنمية،" تضيف العسولي.