قال الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، إن الملك محمد السادس، طلب من علماء المملكة النظر في التجربة التي عاشتها المغرب في موضوع محو الأمية والعمل على تقييمها وتقديم اقتراحات بشأن تسريع وتيرة هذا البرنامج، حتى لا يبقى بالمملكة مغربي واحد أو مغربية واحدة لا يعرف القراءة ولا الكتابة. وأكد يسف، في اختتام أشغال الدورة الربيعية الثامنة عشر للمجلس العلمي الأعلى، مساء السبت بورزازات، أن هذه الدورة مكنت من النظر في مجموعة من القضايا المهمة والتي تتعلق بالأساس بمحو الأمية، مضيفا أن المشروع الكبير المتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يقتضي أيضا أن تشمل هذه التنمية المجال الفكري والثقافي والروحي، معتبرا أن الكتابة والقراءة تشكل المدخل الأساس لهذا النوع من التنمية. يذكر أن عدد المستفيدين من برنامج محو الأمية منذ إطلاقه خلال الموسم الدراسي 2000-2001 وحتى موسم 2013-2014، بلغ مليون و808 ألف و280 مستفيد ومستفيدة، بنسبة إنجاز بلغت 68ر122 في المائة. وتسعى وزارة الأوقاف إلى توسيع برنامج محو الأمية وتنويع وسائط التعلم من خلال التلفاز والأنترنت، وتقريب البرنامج إلى المواطنين والعمل على ضمان استمرارية انخراطهم في عملية التعلم الذاتي ومشروع التعلم مدى الحياة. وذكر يسف، من جهة أخرى، بترأس أمير المؤمنين، مؤخرا، مراسيم تقديم "خطة دعم" التي تعنى بالتأطير الديني على الصعيد المحلي، والتي تروم الارتقاء به عبر إشراك أفواج من الأئمة خريجي برنامج تكوين والبالغ عددهم زهاء ألف و300 إمام مؤطر في عملية كبرى لتحصين المساجد، مشيرا إلى أن لكل إمام مؤطر برنامج خاص به لمتابعة ما يجري بالمساجد التابعة له وللتأكد من على أن هذه المساجد تطبق الثوابت المغربية، والمتمثلة في العقيدة والمذهب المالكي والتصوف السني وإمارة المؤمنين. وأبرز أن الدورة تطرقت أيضا إلى موضوع التزكية التي تمنحها المجالس العلمية المحلية للذين يشتغلون في المجال الديني، سواء تعلق الأمر بالخطابة أو الوعظ والإرشاد أو الإمامة أو غير ذلك من الوظائف الدينية، وذلك من أجل المحافظة على الأمن المعنوي لهذه الأمة. من جهته، قال رئيس المجلس العلمي المحلي للقنيطرة، محسن أكوجان، إن دورة ورزازات كانت مناسبة للتطرق لجملة من القضايا الحساسة وذات الطابع الإستراتيجية بالنسبة لبلدنا، والتي تهم التأطير الديني وفق المنهج الذي اختاره المغاربة والذي يقوم على الوسطية والاعتدال، وتطوير وتعزيز برنامج محو الأمية بالمساجد من خلال اقتراحات من العلماء كفيلة بتسريع وتيرة تفعيل هذا البرنامج والقضاء على آفة الأمية في أقرب الآجال. وأضاف أكوجان أن أشغال الدورة تناولت أيضا موضوع الإفتاء، والذي هو محط عناية خاصة للجنة دائمة ومستمرة بالمجلس العلمي الأعلى وذلك لإحياء التراث وإبراز تراث الأمة المغربية.