بدت منصة إفتتاح الدورة الحادية عشر من مهرجان "تيميتار"، المنصوبة بساحة الأمل مساء الأربعاء، أشبه بفضاء ارتدى فيه الاحتفال جبة الاحتجاج من أجل هوية أمازيغية تأخذ مكانها الطبيعي في وطن يعتبر أغلب أبنائه من سلالة "سكان المغرب الأولين" كما كانت تصفهم مقررات وزارة التربية الوطنية. الجمهور القادم للساحة بأعداد معقولة، رغم إغراء مباريات كأس العالم، حمل أعلام الحركة الأمازيغية ووقف يهتف ملئ الفم بشعار "إيمازيغن، إيمازيغن.." بين فقرة غنائية وأخرى كما أظهر، نفس الجمهور، نوعا من الامتعاض عندما حاول الفنان علي فايق التواصل مع جزء من الجمهور بلسان دارج و هو يقول "خويا براهيم و ا ش نتا فرحان؟ حتى انا فرحان". علي فايق غنى على منصة ساحة الأمل بعد فرقة "أحواش أيت باعمران" التي بدأت فقراتها مع غروب الشمس أمام مئات العائلات التي مددت أقدامها وسط الساحة في إنتظار غروب شمس يوم حار و شروق نجوم الغناء الذين دعاهم المنظمون من دول و ثقافات مختلفة. الرايس أوطالب المزوضي والاركسترا الوطنية "باربيس"، من فرنسا، و"إديكتيف تي في" من المملكة المتحدة غنوا لجمهور عاصمة "سوس العالمة" بإيقاعات مختلفة ولغات مختلفة فيما يشبه الوفاء لروح برنامج 2014 الذي اختار له المنظمون وصفا يقول "كل الموسيقات.. من هنا وهناك". عن "الهوية المغبونة" تعود الذاكرة بإراهيم المزند، المدير الفني لمهرجان تيمتار، في حديثه لهسبريس، الى الدورة الأولى من المهرجان حيث غصت جنبات الساحة بجمهور مكون من فصائل طلابية و حركات ثقافية وجدت في المهرجان فرصة للتعبير عن إشكالات الهوية الأمازيغية بشعارات سياسية لا لبس فيها "إذ كان الآلاف يرفعون شعارا واحدا موحدا و يلوحون بالإعلام أمام فنانين قادمين من محتلف أنحاء العالم..". المدير الفني للمهرجان عبر عن سعادته بكون "تيميتار" كان من المهرجانات الموضوعاتية السباقة التي تحتفي بمكون أصيل من مكونات الهوية المغربية المتعددة قبل أن تأخد الأمازيغية مكانا أفضل في السياسات العمومية و النص الدستوري للمملكة، يقول المتحدث لهسبريس. جزء من جمهور مدينة أكادير إختار مدرجات مسرح "الهواء الطلق" حيث تمت برمجة "سيا تولنو" من غينيا كوناكري و "جينيفر كروت" الى جانب نضال إيبورك اللتين غنتا على إيقاعات عزفتها فرقة عازف النيان رشيد زروال من المغرب ثم الحسين ايت باعمران الذي كان خاتمة السهرة في "الهواء الطلق". عزيز أخنوش، وزير الفلاحة و الصيد البحري وعراب المهرجان، شوهد صحبة كل من لحسن حداد، وزير السياحة ومحمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، وهم يصفقون على إيقاعات أغنية " مانا إلا بشر" للفنان عبد الوهاب الدكالي التي غنتها نضال إيبروك من ضمن مقاطع عربية ومغربية أخرى. يشار إلى أن "تيميتار"، والتي تعني "علامات" باللغة العربية الفصحى، ينظم من 18 يونيو الى 22 من نفس الشهر ويكرم في دورته الحالية روح الفنان عزيز الشامخ الذي وافته المنية في الأسابيع الماضية.