سيشكل يوم 19 يونيو 2014 بداية مرحلة جديدة في تاريخ الإسبان بإعلان الأمير فيليبي، ملكا جديدا لإسبانيا، خلفا لوالده خوان كارلوس الأول، الذي قرر التنازل عن العرش بعد 39 السنة من الحكم. وخلال هذا اليوم سيؤدي الملك الجديد فيليبي السادس اليمين الدستورية بمجلس النواب، كما هو منصوص عليه في التقاليد والدستور الإسباني، وذلك في حفل سيتوج بأول خطاب للعاهل الإسباني الجديد، يكشف فيه عن الخطوط العريضة لحكمه. وبحسب برنامج الحفل الذي وزعه القصر الملكي الإسباني على الصحافة فإنه، في ليلة الأربعاء الخميس، سيصبح فيليبي دي بوربون، 46 سنة، ملكا للبلاد بمجرد ما يوقع والده، خوان كارلوس، القانون الذي يجيز تنازله، والذي صادقت عليه الغرفة الأولى بالبرلمان يوم 11 يونيو الجاري، كما صادق عليه مجلس الشيوخ عليه يوم الثلاثاء. وبحسب هذا البرنامج، فإنه قبل حفل إعلان الملك المقبل سيتعين على الملك الحالي خوان كارلوس سن هذا القانون في حفل سيقام اليوم الأربعاء 18 يونيو بقاعة الأعمدة في القصر الملكي بمدريد بحضور نحو 150 مدعوا. وبعد ذلك، سيتسلم فيليبي، الرئيس الجديد للقوات المسلحة الإسبانية، صباح غد الخميس، من والده وشاح الحرير الأحمر كقائد عام للجيوش، قبل أن يتوجه في العاشرة صباحا، بالتوقيت المحلي، مع الأميرة ليتيسيا، وابنتيهما، ليونور، أميرة أستورياس الجديدة، وانفانتا صوفيا، إلى مقر مجلس النواب. وعقب التحية العسكرية، سيلتحق الملكان فيليبي وليتيسيا بالقاعة التي أعدت لهذه للمناسبة، حيث سيؤدي الملك الجديد اليمين الدستورية ويقسم على "أداء واجباته بإخلاص، وعلى تطبيق الدستور والقوانين، واحترام حقوق المواطنين والأقاليم ذات الحكم الذاتي"، قبل إلقاء أول خطاب له كملك. وسيلي أداء اليمين عرض عسكري، قبل أن يعبر الملك فيليبي والملكة ليتيسيا على متن سيارة شوارع وسط العاصمة مدريد في اتجاه بلازا دي أورينتº حيث سيلقيان التحية على المواطنين من الشرفة الوسطى للقصر الملكي، بحضور خوان كارلوس والملكة صوفيا. إثر ذلك، سيقيم العاهلان الجديدان حفل استقبال بالقصر الملكي، يحضره أزيد من 2000 مدعو، وممثلو المجتمع المدني الإسباني والسفراء الأجانب المعتمدين بإسبانيا. وأوضح القصر الملكي أنه اعتمد نموذجا مماثلا لحفل أداء اليمين الدستورية لفيليب عاهل بلجيكا في 21 يوليوز 2013، بعد تنازل الملك ألبرت الثاني، في بساطته "لكن مع مشاركة أكبر من جانب الشارع". وإذا كان تاريخ 22 نونبر 1975، يوم إعلان خوان كارلوس، صانع الانتقال الديمقراطي سيظل موشوما في ذاكرة المواطنين الإسبان، لاسيما الذين عايشوا فترة فرانكو، فإن 19 يونيو 2014 يمثل بالنسبة لهم بداية مرحلة جديدة في تاريخهم، مع جيل جديد يجسده فيليبي السادس، ومرحلة ستتميز بتحدي إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها منذ أربع سنوات.