اعتقلت السلطات المغربية حوالي 75 شخصا كانوا يسعون إلى الهجرة غير الشرعية أمس السبت قبالة شواطئ الحسيمة ، خلال محاولتهم الانتقال إلى السواحل الاسبانية على متن زورق مطاط. وقال مصدر في الدرك الملكي لوكالة "فرانس برس" ان هؤلاء المرشحين للهجرة غير الشرعية "هم من دول جنوب الصحراء الافريقية (43 شخصا بينهم امراتان) ورعايا بنغلادشيون (32 شخصا)". واضاف المصدر ان الزورق الذي اعتقل هؤلاء على متنه انطلق من اقليم الدريوش على بعد 90 كلم من الحسيمة. وبحسب السلطات، فان ركاب الزورق تتراوح اعمارهم بين 20 و35 عاما، وكانوا ينوون الهجرة غير الشرعية الى اوروبا، خصوصا الى اسبانيا. وكانت السلطات المغربية طردت الثلاثاء الماضي اثنين وسبعين مهاجرا غير شرعي من دول جنوب الصحراء الافريقية بعد محاولتهم الهجرة سرا نحو اسبانيا انطلاقا من شمال المغرب. يذكر أن الهجرة السرية في المغرب لم تعد تعكس الصورة التقليدية التي كانت سائدة في بداية التسعينات والتي كانت تتميز بهيمنة المحاولات المعزولة التي كان يقوم بها مواطنون مغاربة. ويمثل المهاجرون السريون القادمون من البلدان الافريقية جنوب الصحراء المكون الرئيسي لهذه الظاهرة، بينما شهدت حركة الهجرة السرية للمواطنين المغاربة نوعا من الجمود وتراجعا منذ 2002 ، وهو التراجع الذي يعود على الخصوص إلى الإجراءات الأمنية الرادعة المتخذة من طرف السلطات المغربية وكذا من خلال حملات التحسيس حول مخاطر الهجرة السرية . وتعتمد شبكات الهجرة السرية على المستقطبين وموفري الايواء والناقلين الذين يتوفرون في الغالب على أوراش سرية لبناء القوارب. ويحاول المهاجرون السريون العبور إلى الضفة الاخرى بواسطة القوارب او شاحنات النقل الدولي سواء عبر مضيق جبل طارق او جزر الكناري . كما يحاول مهاجرون مغاربة آخرون الالتحاق بإيطاليا عبر جزيرة لامبدوزة . ويمثل تدفق المهاجرين السريين الاجانب مشكلا حقيقيا له انعكاسات متعددة حيث لم يعد المغرب بلد عبور ، ولكن وجهة نهائية.