ركزت الصحف العربية اليوم الأربعاء، على مواضيع منها القمة المصرية الاثيوبية المرتقبة ، والتطورات الأمنية بالعراق ، والأزمة اليمنية ، وموضوع التوتر بين النقابات اللبنانية والحكومة بسبب قانون الزيادة في رواتب الموظفين، والجدل حول تنظيم كأس العالم بقطر. وهكذا ركزت الصحف المصرية على العلاقات المصرية الإثيوبية في أفق القمة المرتقبة بين مصر وإثيوبيا في غينيا ، فضلا عن اهتمامها بالمكالمة التي تلقاها الرئيس المصري من باراك أوباما منهنئا إياه بانتخابه رئيسا للبلاد. فبخصوص العلاقات المصرية الإثيوبية ، كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان " قمة مصرية إثيوبية في غينيا.. لا علاقة لإسرائيل بسد النهضة.. والإعلام لعب دورا سلبيا بين البلدين"، أن وزير خارجية أثيوبيا تيدروس أدهانوم غيبريسوس أعلن أن الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى هايليماريم دسالين سوف يعقدان قمة خلال أسبوعين في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية وذلك في إطار تدشين عهد جديد للعلاقات بين البلدين. ونقلت عن وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدهانوم تصريحه أمس الثلاثاء لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالقاهرة " أن هناك اتفاقا بين الجانبين خلال استقبال الرئيس السيسي له على بناء علاقات من الثقة وبالتالى فإنه يجب أن نعمل بجهد كبير لبناء الثقة " مضيفا أن "هذا يعنى أننا نفتتح عهدا جديدا في العلاقات بين البلدين"، معربا عن "سعادته لذلك لأن لدى إثيوبيا نفس التفهم حول المستقبل مستقبل يحمل معه عهدا جديدا وثقة جديدة". من جهة أخرى ، تطرقت (الأهرام) للاستقبال الذي خص به الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس بمقر رئاسة الجمهورية ، السيد عبد الواحد الراضي، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، حيث استعرض الرئيس المصري الاستحقاقات المختلفة لخارطة مستقبل الشعب المصري، مؤكدا عزمه استكمال الاستحقاق الثالث للخارطة بإجراء انتخابات مجلس النواب، وفقا لما تنظمه مواد الدستور ذات الصلة، بعد ما شهده الاستحقاقان الأول والثاني لخارطة المستقبل من نجاح. أما جريدة (الوطن) فكتبت في مقال لها تحت عنوان " بعد يومين على التنصيب.. أوباما يهنئ السيسي هاتفيا" أن البيت الأبيض، أعلن في بيان صادر له اليوم، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لتهنئته بتنصيبه رئيسا لجمهورية مصر العربية. وأضاف البيان أن أوباما أكد على التزامه بالعمل مع مصر من أجل دعم المصالح المشتركة بين البلدين، واستمرار دعم الولاياتالمتحدة لطموحات الشعب المصري السياسية والاقتصادية والاجتماعية واحترامها حقوقه، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعرب من جانبه عن تقديره للاتصال ورحب بدعم الولاياتالمتحدة للحكومة الجديدة. بالأردن، اهتمت الصحف بآخر التطورات الأمنية في العراق، عقب سيطرة تنظيم (دولة الاسلام في العراق والشام) على مدينة الموصل، وما يمثله ذلك من تهديدات على بلدان الجوار، ومن بينها الأردن. فتحت عنوان "داعش غربا وشمالا، فما العمل¿"، كتبت صحيفة (الدستور)، أن (داعش) التي لا تعترف بحدود سايكس بيكو، وتمتد سيطرتها على شمال شرق سورية، ونجحت مؤخرا في تحقيق اختراقات واسعة على جبهة دير الزور، "باتت تدير دولة كبرى، بمقاييس دول المنطقة، وانتقلت من أن تكون مجرد تهديد إرهابي/ أمني، إلى تهديد عسكري، ذي طبيعة استراتيجية، وما اعتبره البعض هلالا جهاديا يحيط بالأردن من أرجائه الثلاثة، بات اليوم حقيقة قائمة، تستوجب الدرس والقراءة". واعتبرت أن الأردن، لم يعد يمتلك ترف الانتظار والمراقبة، ف"الخطر يقترب من غرف نومنا، وهو يأخذ شكلا استراتيجيا الآن، بعد أن تجاوز حدود التهديد الأمني لخلايا ومجاميع ... لسنا نمتلك ترف استرضاء أي جهة إقليمية أو دولية أو مسايرة حساباتها وأولوياتها ... وبات يتعين علينا التفكير من خارج الصندوق ... وتجاوز الاعتبارات والحسابات التي دفعتنا لإدارة دبلوماسية في حقل الألغام .. ومن ضمن هذا التفكير، النظر في إمكانية رفع وتيرة التنسيق والتعاون، مع نظامي بغداد ودمشق، لتطويق هذا المد الزاحف لقوى التطرف والإرهاب". من جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، أن الجيش العراقي تكبد خلال الأشهر الأخيرة خسائر جسيمة، وسقط فريسة سهلة في كثير من الأحيان لتنظيم (داعش)، الذي بات يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسورية، ويتحول من دولة افتراضية إلى واقعية. وأضافت أن أخطر ما في الأمر أن الفراغ السياسي الكبير في العراق وسورية ولبنان، وحالة الإحباط واليأس والخوف والشعور بتهديد الهوية لدى السنة في هذه المناطق، سيجعل من هذا التنظيم بمثابة العنوان السياسي الجديد لهم، وهو السبب الرئيس الذي يفسر صعوده وانتشاره وتمدده في الأشهر الأخيرة. وباليمن، أولت الصحف اليمنية اهتمامها بمظاهر الأزمة الشاملة التي تمر منها البلاد وأبرزت بالخصوص خروج منظومة الكهرباء الوطنية برمتها عن الخدمة جراء اعتداءات تخريبية، وانعدام المشتقات النفطية، وما أثاره ذلك من احتجاجات شعبية في العاصمة صنعاء وعدد من المدن الأخرى. فقد أوردت صحيفة (الاولى) اعلان وزارة الكهرباء الانقطاع التام للكهرباء عن كل محافظات الجمهورية، وأشارت الى أن الامتحانات المدرسية بدأت أمس في الظلام وأن الحر بات ينكل بسكان عدن والمناطق الساحلية، في حين نسبت لرئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة الاكتفاء بقوله في مواجهة هذه الوضعية "الله ينتقم ممن كان السبب". وبدورها أشارت صحيفة (اليمن اليوم) الى إعلان وزارة الكهرباء نفسه وسجلت أن "أزمة المشتقات النفطية في اليمن دخلت شهرها الثالث وسط مظاهرات ليلة غاضبة في صنعاء تندد بحكومة الازمات. وأشارت الصحيفة من جهة أخرى الى "انهيار أكبر محطة كهروحرارية في الجنوب". ومن جهتها، ذكرت صحيفة (أخبار اليوم) ان انقطاع التيار الكهربائي وانعدام المشتقات النفطية بمحافظة الحديدة أثار أمس موجة غضب شعبية عارمة في المدينة حيث قطعت العديد من الشوارع الرئيسية واشعلت الإطارات وخربت إشارات المرور، مشيرة الى أن التيار الكهربائي انقطع عن مدينة الحديدة منذ منتصف أمس الأول في وقت تشهد فيه المحافظة حرارة شديدة، وفي عز فصل الصيف. ونسبت الصحيفة من جهة أخرى ل "خبراء اقتصاديين وسياسيين" تحذيرهم من عواقب استمرار أزمة المشتقات النفطية "لأنها قد تثير ثورة غضب شعبية لإسقاط السلطة وحكومة الوفاق الوطني، الامر الذي قد تنزلق البلاد على إثره الى فوضى يصعب السيطرة عليها". ونقلت في هذا الصدد عن أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء فؤاد الصلاحي قوله "انه لم يعد هناك خيار أمام الشعب اليمني سوى الخروج الى الشارع بمظاهرات شعبية لإسقاط الحكومة الفاشلة"، معتبرا ان "مراكز القوى المتنفذة في البلاد هي من تقف وراء أزمة المشتقات النفطية وقطع التيار الكهربائي". بلبنان، اهتمت الصحف بموضوع التوتر الحاصل بين وزارة التربية الوطنية والنقابات بخصوص الامتحانات ، التي قررت الأخير مقاطعتها بسبب عدم إقرار البرلمان لقانون الزيادة في رواتب الموظفين. وكتبت (الأخبار) "تدخل نبيه بري واستعان بالرئيس ميشال عون، فرضخت هيئة التنسيق النقابية للضغوط الهائلة التي انصبت عليها. قررت المشاركة في مراقبة الامتحانات، في مقابل تأجيلها ليوم واحد من الخميس الى الجمعة حفظا لماء الوجه، (...) وأيضا في مقابل تعهد وزير التربية إلياس بو صعب بتجميد كل الإجراءات اللاحقة، بما فيها تحديد أسس التصحيح والتصحيح وإعلان النتائج، في انتظار ما ستؤول اليه معركة السلسلة المفتوحة". وأضافت "لم تنجح هيئة التنسيق النقابية في فرض معادلتها (الذهبية): "لا قانون، لا امتحانات"، لكنها بقيت قابضة على سلاح مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح. هذه هي حصيلة (الكباش) في اليوم الطويل أمس". وتحت عنوان "الامتحانات الجمعة.. وشيك بلا رصيد أجهض السلسلة"، أشارت (المستقبل) الى أنه "بينما اضطر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إرجاء الجلسة التشريعية المخصصة لمناقشة وإقرار مشروع قانون الرتب والرواتب إلى 19 الجاري تحت وطأة رفض كتلة (المستقبل وقوى 14 مارس و جبهة النضال الوطني، المشاركة في إفلاس الدولة عبر تمويلها بموجب (شيك بلا رصيد) اضطرت، مساء أمس، هيئة التنسيق النقابية إلى التراجع عن قرار مقاطعة الامتحانات الرسمية تحت وطأة إصرار وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب على قرار إجرائها هذا الأسبوع رافضا كل التدخلات السياسية لحضه على التراجع عن القرار، فأطل منتصف الليلة الماضية ليعلن بحضور ممثلي الهيئة إجراء امتحانات شهادة البروفيه بعد غد الجمعة بتأخير مدته 24 ساعة حفاظا على ماء وجه" . أما (السفير) فعلقت على الموضوع بقولها: "انتهى، أمس، اليوم الطويل من شد الحبال، وعض الأصابع، بين وزير التربية و"هيئة التنسيق النقابية"، الى تسوية مرحلية لعقدة الامتحانات الرسمية على الطريقة اللبنانية التقليدية: "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم". وأضافت أن التسوية المؤقتة تطلبت مفاوضات صعبة على حافة الهاوية، استمرت حتى منتصف الليل، ومرت في أكثر من قطوع، وكادت تنعى أكثر من مرة.. قبل أن تخرج "المعادلة الذهبية" من عنق الزجاجة: تأجيل الامتحانات يوما واحدا ، ثم مشاركة "هيئة التنسيق" في وضع الأسئلة والمراقبة، مع تعهدات ببذل جهود مكثفة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب في جلسة 19 حزيران". وخلصت الى أنه "بذلك يكون وزير التربية وهيئة التنسيق قد خرجا من هذه الجولة من دون غالب ولا مغلوب، على قاعدة (ربط النزاع) وتبادل التنازلات الموضعية". وبقطر، شكلت الحملة الإعلامية التي تقودها الصحف البريطانية حاليا ضد استضافة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم ، وتفاقم الأوضاع الأمنية في العراق خاصة بعد سقوط محافظة نينوى بأيدي مجموعات مسلحة،أبرز الملفات في اهتمامات الصحف القطرية الصادرة اليوم الثلاثاء . وهكذا، وصفت صحيفة ( الوطن) الحملة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام البريطانية ضد استضافة قطر لمونديال 2022 ب"الحملة العنصرية "، مؤكدة أن ملف قطر "نال الثقة المستحقة، متفوقا على عدد كبير من الملفات التي تقدمت بها دول كانت تطمع في نيل شرف التنظيم، حتى تحول الطمع الى حقد، والحقد الى عنصرية بغيضة." وترى الصحيفة من خلال افتتاحيتها " ان الاتهامات الفاسدة لم تكن أول مظاهر ذلك الحقد، وهذه العنصرية والتمييز، وإنما سبقتها حملة ممنهجة عن أحوال العمال في مشروعات كأس العالم"، مبرزة أن " قصص النجاح في ملف مونديال 2022 متعددة ومتنوعة، وستثبت قطر للعالم جدارتها وأحقيتها بالثقة التي نالتها، وستفضح حتما عنصرية المشككين البغيضة". من ناحيتها، كتبت صحيفة ( الراية ) أن هناك حملات إعلامية دولية "مغرضة تريد أن تنال من شرف استضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022 ،وأن تطعن في الملف القطري بأنه يشوبه الفساد ،وهو الذي أبهر العالم أجمع وحمل المسؤولين في الفيفا على اختياره من بين جميع الملفات لتميزه"، مؤكدة أن "هذه الحملات المشبوهة التي تنفث سمومها بأن هناك أيض ا انتهاكا صارخا لحقوق العمال في دولة قطر، تهدف الى سرقة الحق القطري باستضافة نهائيات كأس العالم عبر ترويج الإشاعات واللعب على وتر حقوق الإنسان . " وأوضحت أن هذه الاتهامات "لم توثق بأدلة دامغة واضحة لا لبس فيها، بل اعتبر مراقبون لأوضاع العمالة في قطر أن المعايير التي وضعتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والتي التزمت بها الشركة التي نفذت الأعمال الأولية بملعب الوكرة تشكل إحدى قصص النجاح للخطوات التي تتبعها الدولة في سياق الارتقاء بظروف العمال المعيشية." في قراءتها للتطورات التي يشهدها الوضع الأمني في العراق ، لاحظت صحيفة ( الشرق) أن البلاد بلاد الرافدين " دخلت منزلقا خطيرا ، أمس الثلاثاء ، بعد أن سقطت محافظة نينوى خلال ساعات بأيدي مجموعات مسلحة ،في حدث استثنائي يهدد بكارثة أمنية كبرى لا تهدد استقرار العراق فحسب بل أمن واستقرار المنطقة برمتها ". وأشارت ، إلى أن ما حدث "كان المرة الأولى التي تخرج فيها محافظة بكاملها عن سيطرة الدولة العراقية ونزعات الانفصال والاشتباكات المسلحة اليومية التي أدارتها فصائل معارضة لسياسات نوري المالكي رئيس الوزراء قبل وبعد خروج القوات الامريكية بشكل نهائي من العراق عام 2011" ، مبرزة أن الحل "لن يكون إلا بمعالجة القضايا العالقة والاجماع الوطني والاستفادة من اخطاء الماضي، حتى ينهض العراق من كبوته ويسير في طريق المصالحة والتنمية والديمقراطية ".