ركزت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، أبرز اهتماماتها على الجهود الدبلوماسية التي رافقت الاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء في النورماندي، بهدف تجنب التصعيد بخصوص الأزمة الأوكرانية، وعلى لعبة الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة فيدرالية جديدة في بلجيكا عقب الانتخابات. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بالاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال قوات الحلفاء في النورماندي وبالجهود الدبلوماسية التي تم بذلها خلال هذه المناسبة من اجل تجاوز الخلاف بين روسيا والغربيين حول الملف الأوكراني. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) في هذا الصدد أن 19 قائد دولة حضروا الاحتفالات من بينهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين والاوكراني بيترو بروشنكو الذين التقيا في ما بينهما، مشيرة إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند تمكن من الجمع بينهما لأول مرة. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) إن الاحتفالات بذكرى الإنزال مكنت من استئناف الحوار مع فلادمير بوتين، معتبرة أن لقاء القادة الغربيين بالرئيس الروسي قد يسهم في تجنب التصعيد. وأضافت الصحيفة أن الغربيين الذين يهددون موسكو بعقوبات جديدة، سينتظرون إلى غاية متم يونيو للحصول على مؤشرات ملموسة بشأن التهدئة شرق أوكرانيا. فيما اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن الأمر يتعلق بتقدم هش لكن حقيقي، معتبرة أنه إذا كان فلادمير بوتين قد التقى ببترو بروشينكو فليس لان هولاند طلب منه ذلك لان هذا الانفتاح يخدم مصالحه. وأضافت أن الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا كشفت عن نقص في الدعم الذي تستفيد منه روسيا شرق البلاد. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالآفاق التي فتحت على طريق السلام في أوكرانيا بعد اللقاء الذي جمع أمس الجمعة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وهكذا، كتبت صحيفة (إلموندو) أن اجتماع بوتين وأوباما أعطى الضوء الأخضر لبدء عملية السلام في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء في نورماندي سنة 1944 كانت مناسبة للزعيمين لعقد أول اجتماع رسمي بينهما منذ ضم شبه جزيرة القرم من قبل موسكو. وبدورها، كتبت صحيفة (أ بي سي) تحت عنوان حفل تخليد ذكرى إنزال الحلفاء، الذي أقيم بفرنسا، دفع بعملية السلام في أوكرانيا إلى الأمام، مشيرة إلى أن الحلفاء نجحوا في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة إنهاء النزاع المسلح في أوكرانيا. وأضافت اليومية أن ماراطونا دبلوماسيا قاده الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند برعاية أنجيلا ميركل مكن من وضع أسس اتفاق مبدئي بين بوتين وأوباما حول أهمية كبح المواجهة المسلحة في أوكرانيا والبحث عن حل سلمي للنزاع. وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على التفاوض من أجل نزع فتيل التوتر في أوكرانيا بعد المباحثات التي أجراها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والزعيم الأوكراني. وبدورها، ركزت الصحف الألمانية اهتمامها على الاحتفالات بمناسبة الذكرى 70 لإنزال قوات الحلفاء في شواطئ نورماندي الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، بحضور زعماء ما يقرب من 20 دولة، وعلى الاجتماعات التي عقدت على هامشها خاصة بين رؤساء روسيا والولايات المتحدةوأوكرانياوألمانيا. وسلطت صحيفة ( ساخزيشه تسايتونغ) بهذا الخصوص الضوء على الاجتماع الذي عقد بين الرئيسين الأمريكي والروسي لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن مناسبة الاحتفال كانت فرصة لاستحضار النضال المشترك من أجل تحرير أوروبا من مخالب النازية وتحفيز أكثر القوى العظمى على العمل اليوم بنفس الروح من أجل نشر السلام والأمن في العالم. وترى الصحيفة، في هذا السياق، أن تحقيق السلم ضرورة حتى ولو أن الأمر صعب في الظروف الراهنة التي تتميز بوجود مسافة وبرودة في العلاقات. من جانبها، أشارت صحيفة (دي فيلت) إلى أن اللقاء الذي جمع بين فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني الجديد بترو بوروشينكو يمكن اعتباره مؤشرا على بداية إنهاء التشنج في العلاقات وربما للأزمة الأوكرانية لكن، تقول الصحيفة، لا يمكن انتظار نتيجة كبيرة كما وقع خلال التحالف العسكري ضد النازية في السابق. وأضافت الصحيفة أن المستشارة أنغيلا ميركل التي كانت وسيطا في هذا التقارب أرسلت إشارة واضحة إلى موسكو خلال اجتماعها ببوتين للاعتراف بالرئيس الأوكراني الذي حظي باعتراف دولي وفتح قنوات للحوار مع كييف، مؤكدة أن الغرب ومن ضمنه ألمانيا، لن يتردد في فرض عقوبات جدية على روسيا إذا استمرت في سياستها العدوانية. أما صحيفة (دي ساغبروكن تسايتونغ) فترى في تقييمها لهذا الاحتفال أن تواجد بوتين جنبا إلى جنب مع بوروشينكو يمكن اعتباره شبه اعتراف من بوتين للرئيس الأوكراني المنتخب حديثا لذلك، تؤكد الصحيفة، على ضرورة إقامة حوار مباشر بين كييف وموسكو، والذي يعتبر مطلبا أساسيا للغرب. من جهتها، كتبت صحيفة (برلينه مورغنبوست) في تعلقيها على الحفل، أنه كان مناسبة للتذكير بأن تحقيق الديمقراطية والحرية ومحاربة المحتلين والظالمين تتطلب تضحيات كبيرة، مسجلة أن المناسبة جمعت حلفاء وأعداء الأمس، وبينت قيمة هذه المصالحة. في نفس السياق، خصصت الصحف الروسية تعليقاتها لتدهور الوضع الإنساني في جنوب - شرق أوكرانيا حيث تستمر العملية العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة الخاضعة لسلطات كييف. في هذا الإطار، وصفت صحيفة (كوميرسانت) تدفق اللاجئين من أوكرانيا بالأمر غير المسبوق، موضحة أن رئيس الوزراء الروسي مدفيديف أشار خلال جلسة الحكومة حول مشاكل اللاجئين إلى أن عدد الأشخاص، الذين يصلون يوميا إلى روسيا يبلغ ثلاثة ألف شخص. وأضاف أن غالبية القادمين من الأطفال والنساء، وأن أربعة آلاف أوكراني طلبوا حق اللجوء إلى روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن سلطات أوكرانيا أغلقت عددا كبيرا من المعابر مع روسيا وبررت ذلك بضرورات أمنية. من جانبها، نقلت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) عن مدفيديف قوله إن ما يسمى بÜ"مجموعة السبعة" تسمح لنفسها بالتحدث عن وجود تصرفات معتدلة من جانب جيش أوكرانيا ضد سكان البلاد"، مضيفا أن "كل ذلك ينطوي على وقاحة لا حدود لها". وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) إلى أن مفوض الرئيس الروسي لشؤون حقوق الطفل بافل أستاخوف أفاد بأن 8386 شخصا دخلوا من أوكرانيا إلى مقاطعة روستوف جنوبروسيا يوم أمس، ومن بين القادمين هناك عسكريون من الجيش الأوكراني. وينتشر اللاجئون من أوكرانيا في المقاطعات الروسية الجنوبية، وبالذات في مقاطعات روستوف على الدون وبيلغورود وبريانسك واقليم ستافروبول. وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء أوعز الى الحكومة بتقديم المساعدات للمناطق الروسية التي تستقبل اللاجئين من أوكرانيا. في الاتجاه نفسه، كتبت صحيفة (لوتون) السويسرية أن مناسبة تخليد ذكرى إنزال الحلفاء مكنت من تكريم أرواح الضحايا والدعوة إلى السلام بعد ضم القرم من قبل روسيا فيما يظل خطر نشوب نزاع بأوكرانيا قائما. وأضافت الصحيفة أنه لأول مرة منذ بداية الأزمة الأوكرانية تواجد الرؤساء الروسي والأوكراني والأمريكي في مكان واحد وتبادلا بعض الكلمات متسائلة عما إذا كان الأمر يتعلق بخطوة نحو إزالة التصعيد. من جانبها، تطرقت صحيفة (لاتربون دوجنيف) إلى الدعوة التي وجهها بوتين وبروشينكو لوقف إراقة الدماء شرق أوكرانيا، مؤكدة أن ذلك يعتبر إشارة مشجعة تنضاف إلى عزم أوكرانياوروسيا استئناف المحادثات لتسوية النزاع حول الغاز. والمنحى ذاته سارت عليه الصحف البريطانية التي تطرقت إلى اللقاء الذي جرى بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني على هامش تخليد ذكرى الإنزال بالنورماندي. وتطرقت صحيفة (الدايلي تيلغراف) إلى المباحثات التي جرت بين بوتين وبوروشينكو بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة انجيلا ميركل. وقالت الصحيفة إن اللقاء بين الرئيسين الاوكراني والروسي الذي استمر أربع ساعات هو الأول من نوعه منذ ضم القرم من قبل روسيا، مضيفة أن هذا اللقاء يأتي غداة تهديد مجموعة السبع بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تلتزم بتجنب التصعيد في أوكرانيا. من جهتها، ركزت صحيفة (الغارديان) على هذا اللقاء الهام الذي أتاح بروز بارقة أمل حول إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للازمة الأوكرانية، مضيفة أن بوتين وبوروشنكو أكدا عزمهما على وقف إراقة الدماء بشكل سريع وتسوية الأزمة عبر الوسائل السياسية والسلمية. من ناحية أخرى، واصلت الصحف البلجيكية فك شفرات لعبة الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة فيدرالية جديدة وحكومات محلية في والوني وبروكسيل وفلاندر. وذكرت صحيفة (لوسوار) أن التحالفات تتشكل من أجل تدبير مختلف مستويات السلطة في بلجيكا بعد أقل من أسبوعين على إجراء الانتخابات، لكن التوجهات السياسية المناقضة التي تم اعتمادها في فلاندر ووالوني وبروكسيل تجعل تشكيل الحكومة الفيدرالية أمرا بالغ التعقيد. أما صحيفة (لادينيير أور) فأكدت من جانبها أنه بعد أن فرض الحزب الاشتراكي نفسه في الجنوب، وبروز تحالف مستقبلي بين القوميين الفلامان (الرابطة الفلامانية الجديدة) والمسيحيين الديمقراطيين الفلامان، من شأنه أن يصعب من اتفاق الفرانكوفونيين والناطقين بالهولندية. بدورها تساءلت صحيفة( لاليبر بيلجيك)عما إذا لم يعد هناك أي حزب يتحمل مسؤولياته الفيدرالية ووضع إجراءات صارمة مطلوبة.