قالت الفنانة والمخرجة المسرحية لطيفة أحرار، يوم الجمعة، إن المسرح ككتابة هو عمل إبداعي مشترك تجتمع فيه عدة عناصر من السينوغراف إلى الممثل، مرورا بالصورة والإضاءة والملابس والموسيقى والجمهور. وأضافت أحرار، في مداخلة بعنوان "تجربتي من النص إلى الركح"، في ندوة "الكتابة خارج النص المسرحي" التي نظمت ضمن فقرات الدورة السادسة عشر للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، أن الكتابة المسرحية لا تعتمد فقط على حركة الجسد وإنما على تيمة الصمت أيضا كلغة وكتابة، مبرزة أن النصوص المسرحية العربية تفتقد إلى الصمت الذي قد يعبر أحيانا أكثر من الكلام. وبخصوص تجربتها في مجال كتابة النص المسرحي، أشارت الفنانة أحرار إلى أنها تعتمد في ذلك على الفضاء المسرحي قبل كتابة النص، وأن الكتابة المسرحية فوق الركح مستوحاة من "اللحظة الحياتية" لأن النص المسرحي هو نص متحرك كما هي الحياة، مضيفة أنها تتعامل في الكتابة مع نصوص كلاسيكية ونصوص حديثة وأخرى تتعلق بمسرحة الشعر والرواية ونصوص تعتمد على الارتجال. نص النصوص وفي ذات الندوة، تحدث الناقد المسرحي نور الدين بونيت عن مفهوم النص المسرحي، معتبرا أنه ليس نصا دراميا وإنما هو "نص النصوص" باعتباره جامعا للنصوص التي تشكل تحققها عبر مراحل، مضيفا أن الحديث عن الكتابة خارج النص هو حديث عن الكتابة خارج المسرح. ولاحظ الناقد أن أهم قطيعة عرفها تاريخ المسرح انتقاله من خانة الثقافة الشفهية إلى الثقافة الكتابية، معتبرا أن هذا الانتقال لم يكن شكليا وإنما انتقال شمل نظم المعرفة وبنية الثقافة، مستحضرا، في السياق ذاته، الدور الحاسم الذي قامت به التكنولوجيا في تشكيل صورة المسرح والجمهور، لاسيما مع ظهور عنصر الإضاءة الذي أدى إلى تطور جذري في علاقة المسرح بالجمهور مما انعكس على أساليب التمثيل المسرحي. الدراماتوجيات الحديثة أما الباحث المسرحي أحمد السبياع، فتوقف في مداخلة بعنوان "النص الدرامي المغربي المعاصر: المنجز والانتظارات"، عند مرحلة من مراحل تاريخ المسرح المغربي، والتي تميزت بصراع حول الريادة بين الكاتب والمخرج الذي أنهى عصر "استبداد" النص المسرحي في تلك المرحلة. كما تطرق الباحث إلى مفهوم "الدراماتوجيات الحديثة" كشكل جديد من أشكال التعاون مع عنصر النص المسرحي، مشيرا إلى أن من خصائص هذا المفهوم اعتماده على نص متماسك ومحكم عكس الكتابة المسرحية التي كانت سائدة في مرحلة سابقة كان فيها المخرج يعتمد على نص جاهز يدخل عليه تغييرات فقط. وتحدث الباحث المسرحي عبد المجيد الهواس، من جانبه، عن بعض التجارب المسرحية التي اشتغل عليها كسينوغراف، ومنها على الخصوص مسرحية "درب المحال لفوزي بنسعيدي (1988) ومسرحية "أيام العرس" وهو نص مسرحي ليوسف فاضل. يشار إلى أن وزارة الثقافة تنظم الدورة الحالية للمهرجان الوطني للمسرح، بشراكة مع الجماعة الحضرية لمكناس وبتعاون مع ولاية جهة مكناس تافيلات، بمدن مكناس والحاجب ومولاى إدريس زرهون، وذلك تحت رعاية الملك محمد السادس.