مجهول مُتعاطف مع القاعدة يهدد الصيادلة بقطع الرؤوس إذا لم يزيلوا الصلبان من واجهات محلاتهم تتناقل هذه الأيام عدد من المنتديات والمواقع الإلكترونية رسالة تهديد موجهة إلى الصيادلة من طرف شخص مجهول يلقب نفسه ب"محب قاعدة الجهاد". وتتضمن هذه الرسالة، التي عنونها صاحبها ب"إلى أصحاب الصيدليات بالمغرب.. أزيلوا الصلبان وإلا رؤوسكم تزول"، تهديدا ووعيدا موجها لأصحاب الصيدليات بالمغرب، بسبب الصليب الذي يتضمنه شعار الصيدليات في سنة 2009. وقال "محب قاعدة الجهاد" في رسالته "إن فرنسا الصليبية أغرت، سنة 2009، أصحاب الصيدليات بامتيازات مادية وتخفيضات في الأدوية مقابل رسم الصليب الأخضر جنب الهلال الأخضر فتحولت هذه الأوكار النجسة لمراكيز تنصيرية علنية والتبشير بيسوع المزعوم". وطالب صاحب الرسالة الصيادلة والمشتغلين معهم بإزالة "الصلبان" من واجهات صيدلياتهم، داعيا إياهم إلى احترام الدين والأرض والشعب، معتبرا أن "تدنيس أرض طارق بن زياد لن يمر مرور الكرام". ومنح المعني، الذي وقع رسالته ب"محب قاعدة الجهاد وقطع رؤوس العلمانيين الملاحدة"، للصيادلة مدة شهر فقط ليستجيبوا لأمره وإلا شرع في تنفيذ تهديداته. وتلقى صاحب الرسالة ردا بأحد المنتديات المشهورة على الشبكة العنكبوتية، موقعا من طرف عضو بنفس المنتدى يلقب نفسه ب"محب الإرهاب"، ينوه فيه بهذه الخطوة ويقسم بأنه سيحذو حذو "أخيه" (محب قاعدة الجهاد) وينفذ عمليات مماثلة ضد الصيادلة إذا شرع الأول في تنفيذ تهديداته. من جهته، قلل الغوتي لغضف، صيدلي ورئيس نقابة الصيادلة المغاربة، من شأن ما تحمله الرسالة من تهديد معتبرا إياها مجرد "مزحة". وقال لغضف في اتصال هاتفي إن صاحب الرسالة "جاهل لعدة أمور، أولها أن علامة (+) أضيفت إلى الهلال الأخضر في شعار الصيادلة المسلمين منذ سنوات وليس كما قال في سنة 2009". وأضاف "إن هذه العلامة ترمز للصيدلة على المستوى العالمي وليست لها علاقة بالصليب المسيحي"، لكنه أشار إلى أن بعض الصيادلة في المغرب يكتفون فقط بوضع الهلال الأخضر في واجهات محلاتهم لاعتبارات مختلفة. وردا على ما يدعيه صاحب الرسالة من كون شركات الدواء الفرنسية "تغري الصيادلة المغاربة بالتخفيض من أثمنة الأدوية مقابل وضع الصليب في الشعار"، قال رئيس نقابة الصيادلة في المغرب إنه لا علاقة للمعاملات التي تربط بين الصيادلة وشركات الأدوية بالأنشطة الصليبية، مؤكدا أن "منطق التجارة فقط هو الذي يتحكم في هذه المعاملات". وقال لغضف في ختام حديثه: "لقد كان على صاحب الرسالة التهديدية والتنظيم الذي ينسب إليه نفسه أن يولي اهتمامه لأمور أهم من هذه التفاهات". وأضاف: "لماذا لم يحتج مثلا على كون 70 في المائة من المغاربة محرومون من الولوج إلى عالم التداوي والصحة، بسبب عدم استفادتهم من التغطية الصحية؟".