صورة لرفات ضحايا أحداث يناير 1984 من موقعالناضور سيتي قامت عائلات من ضحايا الأحداث الاجتماعية ليناير 1984 بالناظور، رفقة وفد يمثل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مؤخرا، بزيارة ترحم بالمربع الخاص بقبور الضحايا داخل مقبرة الناظور، وذلك بعد الانتهاء من بناء وتهيئة القبور. وأفاد بلاغ للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، بأن هذا الأخير أشرف منذ تسليم الرفات إلى العائلات وإعادة دفن الضحايا يوم 15 يناير الماضي، على تهيئة القبور وإحاطتها بسور وتصميم مربع خاص بقبور ضحايا هذه الأحداث داخل مقبرة الناظور. وأبرز أنه بهذا، يكون المجلس، في إطار متابعة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، قد استكمل كل مراحل الكشف عن الحقيقة المرتبطة بهذه الأحداث. وذكر بلاغ المجلس بأنه فور إشعار السلطات المحلية بمدينة الناظور، يوم 28 أبريل 2008، باكتشاف بقايا 16 رفاتا بثكنة الوقاية المدنية بالناظور، وإصدار الإذن من قبل النيابة العامة، كما تجري العادة في مثل هذه الحالات، لاستخراج الرفات المكتشف، بادر وفد برئاسة رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان مرفوقا بطبيبة شرعية بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء إلى التوجه إلى مدينة الناظور لمتابعة عملية استخراج الرفات. وأضاف أنه بناء على المعطيات الأولية التي أكدت علاقة الرفات المستخرج بضحايا أحداث 1984، واصل المجلس بتنسيق مع فريق الطب الشرعي والوكيل العام للملك، الإجراءات اللازمة للتحقق من هويات تلك الجثث، تبعا للقرائن القوية التي تم التوصل إليها والتي تشير إلى علاقة تلك الحالات بأحداث 1984. كما قام وفد من المجلس بربط الاتصال بعائلات الضحايا وممثلي المجتمع المدني لإخبارهم بما تم التوصل إليه، وسهر فريق من الأطباء الشرعيين بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء على فرز الرفات طبقا للتقنيات العلمية المعمول بها وأخذ عينات أرسلت إلى مختبر جيني فرنسي بتاريخ 20 أبريل 2009. وفور توصل المجلس من المختبر الفرنسي بنتائج التحاليل الجينية الخاصة برفات ضحايا أحداث الناظور، والتي أكدت علاقة الرفات بالأحداث المذكورة، قام وفد من المجلس بزيارة عائلات الضحايا بمقرات سكناها، وأبلغ العائلات النتائج المتوصل بها. وكانت المنطقة قد عرفت في التاسع عشر من يناير 1984 أحدث أليمة، إذ لقي عشرات السكان حتفهم جراء الاستعمال المفرط للقوة من طرف عناصر الأمن ووحدات الجيش التي تدخلت لوقف الاحتجاجات الاجتماعية، مستعملة الرصاص الحي والمروحيات، في الوقت الذي نزلت فيه المدفعيات لفرض حظر تجول دام أسبوعا كاملا بمدينة الناظور. وترى الجمعيات الحقوقية أن المنطقة شهدت فقدان عشرات الضحايا في الأحداث، واستندت الهيئات الحقوقية على عدد من ضحايا الاعتقال والاختطاف بمنطقة الريف، وشهود عيان كانوا في موقع الأحداث حينها، بالإضافة إلى تجميع الوثائق المتعلقة بالأحداث والشهادات الخاصة ببعض الضحايا، علاوة على اعتماد سجلات المستشفى الحسني الذي نقل إليه بعض المصابين في المواجهات.