تألقت الإيقاعات المغربية مساء أمس السبت بمنصة سلا خلال اليوم الثاني على التوالي لمهرجان "موازين..إيقاعات العالم"، في أمسية استثنائية ازدانت بمواهب مغنين شباب لمعوا داخل المغرب وخارجه. فبعد الأمسية الأولى التي أحياها خريج مسابقة "جيل موازين"، طارق باطما والمغنية سامية الطويل والفنان سعيد مسكر، استقبلت منصة سلا أربعة أسماء تعد بالكثير في مستقبل الأغنية المغربية، ويتعلق الأمر بكوثر نهاد وايمان قرقيبو والتوأم صفاء وهناء فضلا عن الفنان ابراهيم بركات. لقد شكل التوأم ظاهرة موسيقية فريدة، تعرف عليها الجمهور في برنامج "إكس فاكتور" في لبنان، حيث احتل التوأم صدارة فئة "المجموعات الموسيقية". وبرزت صفاء وهناء بقدرتهما على أداء أساليب غنائية متنوعة، تعزز باستمرار رصيدهما الجماهيري داخل وخارج المغرب. وشكل حفل أمس مناسبة للتوأم للوقوف على اتساع نطاق جماهيريتهما، أمام آلاف من الشباب، المعجبين والمعجبات، يرفعون صورهما ويهتفون باسميهما، ويرددون معهما باقة من الأغاني المغربية. وأعربت الفنانتان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سعادتهما بالمشاركة في موازين واعتزازهما بقدرة المغرب على تنظيم تظاهرات من هذا الحجم. وعلى دأب اهتمامهما بأداء قطع من الرصيد الفني الوطني الزاخر، قدمتا "أهلا وسهلا بكم" ، "الزين اللي عطاك الله"، "مكوية بالنار"، "يا حبيب القلب"، "يا بنت بلادي" قبل أن تنتقيا قطعا مشرقية من قبيل "حكم القاضي" لنجوى كرم و "حلم الليالي" لنوال الزغبي. وتباعا، تعاقب باقي نجوم الليلة على منصة الأغنية المغربية، حيث تفاعل الجمهور بقوة وحنين مع أشهر القطع الوطنية والعاطفية، التي وسمت الذاكرة الغنائية الجماعية، مؤداة بلمسات شخصية خاصة، وبأصوات شابة تعد باستمرارية مجد الغناء المغربي. ورافق هذه المواهب فرقة الواشيري التي افتتحت الحفل بإبداع موسيقي يحمل عنوان "ألوان قوس قزح". وقدمت كوثر نهاد، المقيمة بالولايات المتحدة، أغنية من ألبومها الأول "انت اللي بغيت" قبل ان تشدو بكلاسيكيات الأغنية المغربية مرورا بفن الراي لتختم وصلتها بقطعتين وطنيتين خالدتين: "صوت الحسن" و"العيون عيني". وقالت كوثر نهاد، إن تعلقها بالأغنية المغربية ينبع من تمسكها بالأصالة علما أنها تؤدي أساليب مختلفة. ومن جانبه، لمع نجم ابراهيم بركات الذي عرف بأدائه للألوان الموسيقية المغربية العصرية وكذا المشرقية، بتقديمه لرائعة الراحل عبد الحليم حافظ "الماء والخضرة"، وغنى من رصيد العندليب أيضا "نبتدي منين الحكاية" و "الهوا هوايا". وختمت فقرات الحفل إيمان قرقيبو، التي برزت في الدورة الرابعة لاستوديو دوزيم، مقترحة ورودا فائحة من حديقة الفن المغربي والعربي الأصيل من قبيل "آش داني" و "اسمر يا أسمراني" والقطعة الوطنية "جنة، مغرب يا وطنا". يذكر أن مهرجان "موازين..إيقاعات العالم" يخصص نصف برمجته لفناني المملكة، معتمدا منصة سلا كملتقى للجماهير الشغوفة بالأغنية المغربية، مع إيلاء أهمية خاصة للمواهب الشابة التي تنحت طريقها في عالم الفن المغربي والعربي. *و.م.ع