سرّب حقوقيون ناشطون داخل مخيّمات تندوف أنباء تفيد بوجود تحركات من لدن قبيلة "تكنة" التي ينتمي إليها الرجل الثّاني في تنظيم جبهة البوليساريو الانفصالية المتوفّى مؤخّرا؛ المحفوظ اعلي بيبا، من أجل المطالبة بفتح تحقيق يفعّله خبراء علميون دوليون بُغية الوصول لتحديد دقيق للملابسات "الحقيقية" التي تقف وراء وفاة ابنها يوم الجمعة الأخير، كما أضاف نفس الحقوقيون ضمن تسريبهم المنشور على الموقع الإلكتروني "الجزائر تايمز" بأنّ قبيلة "تكنة" تشكّك بقوّة في صحّة الرواية الرسمية التي حملت أسباب الوفاة لتُقرن ب "نوبة قلبية مفاجأة" دون لجوء نفس الجهة الرسمية المتبنية لهذا التفسير إلى إجراء تقصّ علمي حول الواقعة. وأوردت "الجزائر تايمز" بأنّ أعمالا تخريبية انتقامية يجري تفعيلها ضدّ قبيلة المتوفّى اعلي بيبا من لدن قيادة انفصاليي البوليساريو، وأنّ هذه الأعمال قد تمّ تفعيلها بصرامة بُعيد تلقي جبهة عبد العزيز للتقارير المتطرقة لمشاريع مطالب "التكنيين" المزمع توجيهها إلى المنتظم الدّولي، إذ تمّ الحديث من لدن نفس المصادر الحقوقية عن وجود تهديدات بالتجريد من الممتلكات والتعرّض للتنكيل في حال استمرار التشكيك بالرواية الرسمية. كما تسود بين أفراد قبيلة "تكنة" مخاوف من تعرّضهم لمساوئ كبرى على يد كبار تنظيم البوليساريو الذين أصبحوا لا يحتملون الانتقاد الدّاخلي أكثر من أيّ وقت مضى، إذ أمسى نفس الأفراد يتحدّثون عن وجود مساعي لتهميش دورهم داخل تندوف ب "اغتيال" المحفوظ اعلي بيبا يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي ونقله جثمانه إلى العاصمة الجزائر، وسط تكتّم دام ثلاثة أيّام، قبل الإعلان الرسمي عن وفاته ببلاغ نشرته "وكالة الأنباء الصحراوية".. زيادة على التسرّع في مواراة الهالك الثرى دون احترام للمساطر التي تقتضي إخضاع الهالك لعملية تشريح من قبل هيئة طبّية محلّفة تُصدر تقريرا في الموضوع. ويسود شكّ قويّ بين أقرباء اعلي بيبا من أن يكون كبيرهم، المترئس ل "البرلمان الصحراوي"، قد اغتيل تنفيذا لقرارا بتفعيل "تصفية جسدية" طالته، خصوصا وأنّه قد سبق وطال محمّد فاضل ولد اسماعيل ولد السويح، الممثل السابق للبوليساريو بلندن، عملية مماثلة بُنيت على تصفية الحسابات.. إذ ترتكز فرضية "التكنيين" على ما يُتداول بينهم وبين قياديين في البوليساريو من فَلاَحِ اعتراض الاستخبارات الجزائرية لرسالة موجّهة من اعلي بيبا إلى "مسؤول مغربي رفيع المستوى" بغية طلب لقاء عاجل لم يتمّ الإفصاح عن سببه ضمن الرسالة المفترضة التي وقعت بين أيدي جواسيس عبد العزيز بوتفليقة.