الجزيرة توك التقت بالدكتور بلخير حموتي وأجرت معه الحوار التالي: الجزيرة توك: بداية نريد معرفة حيثيات حصولكم على جائزة أول مغربي له أكبر عدد من المنشورات العلمية، وما هي المعايير التي تم اختياركم على أساسها؟ د. حموتي: هي طبعا معايير علمية بحتة من مؤسسة عالمية مرموقة "إلسيفير "Elsevier ومن خلال بنك المعطيات الذي تم إنشاؤه، و يتم تقييم الباحثين من خلال عدد النشرات العلمية وبراءات الاختراع والكتب وكذلك الذكر كمرجع في الأبحاث العالمية، لهذا نلت أنا الجائزة كأول مغربي له أكبر عدد من المنشورات العلمية في هذه الألفية الثالثة و ذلك في جميع التخصصات. ونال الأستاذ الدكتور زهير السقاط من جامعة الأخوين جائزة إلسفيير كأول مغربي له أكبر عدد من السرد. الجزيرة توك: ما السر وراء هذه الغزارة في الكتابة والنشر؟ د. حموتي:أولا المساهمة في بناء الذات وتحقيق المراد من خلال التكوين فأنا كل الدراسات التي تلقيتها كانت ببلدي المغرب فأنا صنع مغربي. ثانيا الإصرار على انجاز وإعطاء المثل أنه بالإمكان التغلب على الصعاب والمساهمة في النتاج العلمي بالمتوفر عندنا الجزيرة توك: كيف تقيم الظروف والإمكانيات المتوفرة في الساحة العلمية والبحثية بالجامعة المغربية؟ د. حموتي: تزداد أزمة التعليم عندنا كل يوم تعقيدا، أزمتنا تبدأ من التعليم الأساسي بل الأولي، ثم أن عملية التعريب العرجاء جنت على الأجيال، فاللغة تم تدميرها فلا اللغة العربية ولا اللغة الفرنسية استطاع أبناؤنا إتقانها، ناهيك عن غياب الذوق الرفيع وتدني الأخلاق عند الكثير من التلاميذ والمدرسين والإداريين وتغييب دور المسجد جعل العملية التربوية تفرغ من مضامينها. إن ما تصرفه الدول المتقدمة لصالح التعليم وتأطيره والعناية بالباحثين في شتى المجالات هو الكفيل بصناعة المجد والتقدم من أجل صناعة " التنمية البشرية الحقيقية " التي تنشدها الأمم. إن إعطاء فرص التكوين والتأهيل وتحصيل الخبرات في الميادين المختلفة وتجميع الطاقات وتحفيزها هو الأمل الوحيد من أجل بلوغ المرام لإنشاء جيل الإبداع والابتكار. الجزيرة توك: أشرت في حديثنا السابق لهذا الحوار لما أسميته بأزمة الباحث، أين تتجلى هذه الأزمة؟ وهل هي ذاتية أم "موضوعية"؟ د. حموتي: إن الذين يتكلمون عن صناعة النجاح لا يحبون الكلام عن العوائق وإنما ما يمكن فعله. أما أزمة الباحث في العالم المتخلف أو ما يسمى طريق النمو فهي ذاتية وغير ذاتية: