صورة من الأرشيف انطلقت أمس الخميس من بروكسيل "قافلة للسلام" في اتجاه لكويرة، مرورا بباريس ومدريد، لتحسيس الرأي العام الأوروبي بمصداقية مشروع الحكم الذاتي في الصحراء وشرعية مغربية الأقاليم الجنوبية للمملكة. وقد انطلقت هذه القافلة، التي تتكون من العديد من الحافلات التي تقل 350 مغربيا مقيمين بالعديد من البلدان الأوروبية، وهو رقم رمزي يحيل على 350 ألف مشارك في المسيرة الخضراء، زوالأمس من مقر المجلس الأوروبي. وقالت زهرة حيدرا رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، التي يوجد مقرها بفرنسا، ومنظمة هذه التظاهرة، إنه من المقرر أن يجوب الموكب العديد من العواصم والمدن الأوروبية الكبرى، خصوصا ستراسبورغ ، حيث يوجد مقر البرلمان الأوروبي، وباريس ومدريد، قبل القيام برحلة من طنجة إلى لكويرة. وأضافتحيدرا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "مغاربة أوروبا يتعبأون، كما جرت العادة، لتجديد التأكيد على مغربية الصحراء، والمطالبة بإطلاق سراح أشقائنا الصحراويين المحتجزين بمخيمات العار بتندوف فوق التراب الجزائري". وأكدت أن هذه القافلة، التي ستندرج من الآن فصاعدا في سياق الاستمرارية، ستشكل أيضا مناسبة لتجديد التأكيد على تشبث المغاربة، عبر العالم، بالعرش العلوي المجيد، وتجديد ولائهم للملك محمد السادس. وأوضحت أنه "بالإضافة إلى الرعايا المغاربة المقيمين في بلجيكا وهولندا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وسويسرا، فإن جنسيات عديدة انضمت إلى قافلة السلام، وخصوصا البلجيكيين والفرنسيين والإيطاليين والإسبان واللوكسمبورغيين والجزائريين والتونسيين والعراقيين والفلسطينيين". وأشارت إلى أنه تمت دعوة العديد من الرجال والنساء الأوروبيين من عوالم السياسة والفن والثقافة والإعلام والرياضة والعلوم والسينما، وضمنهم الممثل الفرنسي ألان دولون، لمرافقة هذه القافلة التي ستحظى بتغطية من وسائل إعلام بلجيكية وفرنسية وإسبانية ومصرية. وستشكل الرحلة المغربية، خاصة في الأقاليم الجنوبية، مناسبة للوقوف على النهضة الشاملة التي شهدتها المملكة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس. ومن المقرر أن يلتقي المشاركون، الذين يدعون إلى السلام واحترام حقوق الإنسان، خلال هذه الرحلة بالعديد من المسؤولين ويسلموهم رسالة يدعون فيها المجموعة الأوروبية والدولية إلى الضغط على (البوليساريو) وراعيته الجزائر من أجل وضع حد للمحنة التي يعانيها المغاربة المحتجزون ضدا على رغبتهم بسجون تندوف. وستقوم هذه القافلة مقام مبادرة، باسم ممثلي المجتمع المدني وأسر المحتجزين في هذه المخيمات، من أجل التعبير عن قلقهم الذي يتزايد على أرض الواقع. ولدى حديثها عن مسار القافلة، أشارت حيدرا إلى أن سبع حافلات ستقوم بهذه الرحلة من بروكسيل إلى لكويرة (22 يونيو) مرورا بباريس وليون ومارسيليا وبرشلونة ومدريد والجزيرة الخضراء وطنجة والرباط ومراكش واكادير وكلميم وطانطان والعيون وبوجدور والداخلة. وبخصوص عدد المشاركين، أشارت إلى أن الآلاف من مغاربة أوروبا أبدوا رغبتهم في المشاركة في هذه التظاهرة، غير أنه لم يتم قبول سوى 350 شخصا، موضحة أن الأمر يتعلق برقم ذي رمزية قوية إذ يحيل على عدد المشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة. وسيتم، خلال الرحلة، تدشين نصب تذكاري يحمل اسم "يد مفتوحة" بكلميم يليه إطلاق سرب الحمام تعبيرا عن السلام. وبالنسبة لكلودين ناسينس، نائبة رئيسة نادي الصحافة لمونس ببلجيكا التي تشارك في قافلة السلام، فإن هذه المبادرة ستمكن الأوروبيين من تأكيد روح الانفتاح والديمقراطية السائدة في المغرب واكتشافهم ووقوفهم على أوراش الديمقراطية الكبرى المفتوحة في هذا البلد الجميل "تحت قيادة ملك يحظى بتقدير وحب واحترام الجميع". وقالت ناسينس إن "تمكيننا من زيارة المناطق الجنوبية يدل على أن المغرب ليس له ما يخفيه، وأن حقه مشروع، لا سيما وأن مشروع الحكم الذاتي المقترح منحه لهذه المناطق لقي ترحيبا واسعا من قبل المجتمع الدولي". وقبل إعطاء إشارة انطلاق القافلة، سلمت حيدرا رسالة إلى عدد من المسؤولين بالمؤسسات الأوروبية بستراسبورغ وبروكسيل وخاصة لجيرزي بوزيك رئيس البرلمان الأوروبي ولثوربيورن جاغلاند الأمين العام لمجلس أوروبا. وكان المشاركون قد عقدوا قبل ذلك تجمعا أمام مقر مجلس الاتحاد الأوروبي ببروكسيل للدعوة إلى إطلاق سراح المغاربة المحتجزين بتندوف وتجديد التأكيد على مغربية الصحراء. وإلى جانب صور الملك محمد السادس والعلم الوطني، كان المشاركون من مختلف الجنسيات يرفعون الأعلام الوطنية وخاصة أعلام بلجيكا وفرنسا وتونس.