قال اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، إنه يقبل ما أسماه التفويض الشعبي الليبي بمحاربة الإرهاب، في إشارة إلى مظاهرات شعبية أمس في مدينتي بنغازي (شرق)، وطرابلس (وسط)، لتأييد عملية "كرامة ليبيا" العسكرية التي يقودها. ويعيد الحديث عن "تفويض شعبي" إلى الأذهان ما حدث في الجارة مصر، في يوليو الماضي، حين خرجت مظاهرات تلبية لدعوة من وزير الدفاع، القائد العام للجيش آنذاك، عبد الفتاح السيسي، إلى المصريين لمنح السلطات "تفويضا" لمحاربة ما أسماه "الإرهاب". وأضاف حفتر (70 عاما)، في خطاب متلفز، اليوم السبت تلاه بنفسه: "نعلن باعتزاز وفخر وإدراك لخطورة المهمة ووعي لثقل المسؤولية عن قبوله وتشرفه بالتفويض الشعبي الواضح والصريح الذي أصدره الشعب الليبي". ومضى قائلا: "أمر لا يريد وقرار لا يقبل سوى الطاعة والتنفيذ بمحاربة الارهاب وضرب أوكاره وتدمير حصونه ومعاقله دون هوادة وحماية الشعب في جميع مناطقه ومدنه وقراه من كل العابثين والمتطاولين"، محملا من يحاربهم (دون أن يسميهم)، مسؤولية سفك دماء الليبيين، وتعطيل مسار التنمية. وتابع أنهم "حولوا ثورة 17 فبراير (شباط 2011 التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي) المجيدة من وعد للحياة والحرية إلى وعيد للموت والظلام وأحاطوا الوطن إلى حاضنة لوحوش الإرهاب". وتوجه إلى الشعب الليبي بقوله: "لا عودة عن قبول التفويض ومواجهة التحدي، ولن يعود ضباط وجنود جيشك الوطني والثوار الوطنيين الصادقون إلى ثكناتهم وبيوتهم حتى ينهزم الإرهاب هزيمة ساحقة". وأشاد حفتر بالقوات التي تخضع لقيادته، والتي تطلق على نفسها اسم "الجيش الوطني والشعبي"، واعتبرها "حصن الكرامة وحامل الحريات وضامن الديمقراطيات". وتابع قائد ما تسمّى بعملية "كرامة ليبيا": "لن يتوقف المسار الديمقراطي ولن يتعطل مسيرة التعاون والتداول السلمي للسلطة بل يزيد الزخم وتقوى الحرية وتترسخ الديمقراطية ويعود فبراير عيدا لا وعيدا". وقال حفتر إن من أسماها القيادة العامة للجيش الوطني الليبي تدعو الشعب الليبي إلى مساندة ما وصفها ب "المعركة التاريخية"، وإلى "الصمود والصبر والاحتساب حتى يتحقق الانتصار الناجز والنهائي". وشهدت عدة مدن ليبية، أمس الجمعة، مظاهرات مؤيدة ومعارضة ل"عملية الكرامة". ومنذ يوم 16 من الشهر الجاري، تشهد الأوضاع الميدانية في ليبيا تصعيدا أمنيا إثر وقوع اشتباكات مسلحة بين قوات حفتر، وبين عناصر تتبع رئاسة أركان الجيش الليبي، في محاولة للسيطرة على مدينة بنغازي (شرق)، تلتها محاولة مسلحين اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت، أعلى سلطة في البلاد) بالعاصمة الليبية طرابلس؛ ما أسقط إجمالا ما لا يقل عن 80 قتيلا و150 جريحا. وبينما يردد حفتر أن تحركاته تهدف إلى تطهير ليبيا من "المتطرفين، والتكفيريين، والإخوان المسلمين"، تقول الحكومة الليبية إن تلك التحركات "محاولة انقلاب على السلطة". وقبل نحو أسبوع، قال مراقب جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، بشير الكبتي، إن "دولا عربية" (لم يسمها) تدعم حفتر في "محاولة لاستنساخ تجربة مصر". ويشير الكبتي بذلك إلى ما حدث في مصر يوم 3 يوليو الماضي، عندما أطاح وزير الدفاع القائد العام للجيش آنذاك، السيسي، تشاركه قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس حينها، محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوات المسلمين. فيما نددت وزارة الخارجية المصرية بما أسمتها محاولات "الزج" بمصر في الأزمة الليبية.