هل يعلم القارئ أن الفيسبوك، يوتيوب، تويتر، بلوكر، ومواقع عديدة محجوبة في بلاد الصين.. ربما تُسمع هذه المعلومة لأول مرة.. فلماذا حجب هذه المواقع؟ وكيف يتم؟ وهل هناك طرق لكسر هذا الحجب؟ وماهي البدائل لهذه المواقع؟ حُجب موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في الصين منذ سنة 2009 ، ويعود الحجب لعدة أسباب، أولاً بسبب ذكرالثورات القديمة والترويج لتجديدها، وخيارات الأمان الخصوصية في الفيسبوك، وكذا الانتقادات للموقع ومحرك البحث الشهير "جوجل" بنشر "المواد الإباحية". لكن يبقى السبب الرئيسي لمنع الصين الدخول علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هو اندلاع مصادمات عنيفة منتصف 2009 بين مسلمي "الإيغور" والشرطة في مدينة "أورمتشي" التي تقع شمال غرب الصين، وعلى إثر هذه الأسباب حجبت مواقع أخرى شهيرة جداً، وهي تويتر، يوتيوب، كما حجبت السلطات موقع "أمازون"، بسبب بيع الموقع لكتاب ممنوع من النشر في الصين يتحدث عن الثورات، حيث إنه إذا ما ضغط شخص علة وصلة الكتاب من الصين، فإن الموقع يحجب بالكامل لمدة 15 دقيقة علي الأقل. دونكن كلارك، رئيس أحد الجهات الاستشارية، أشار إلى أن الحكومة ترغب في أنها تفعل أقصي ما في وسعها لمنع وصلات المعلومات عن دول العالم الخارجي وداخل الصين أيضاً. ويفرض الحزب الشيوعي الحاكم في الصين رقابة مشددة على الإنترنت، وكثيرا ما يمحو مشاركات إلكترونية ويحجب مواقع يعتبرها غير لائقة أو حساسة من الناحية السياسية. وإضافة إلى تلك المواقع المحجوبة فإن الصين تمنع أيضا كل المواقع الإباحية. كيف يتم الحجب في الصين.. وهل يمكن تجاوزه الصينيون حريصون على المحافظة على النظام القيمي للمجتمع الصيني، باعتبار أن هذه المواقع من قبيل فيسبوك وتويتر من وجهة نظرهم تخترق ذلك النظام القيمي الذي هم في أشد الحرص عليه، كما تعمل الصين على حجب المواقع الغربية التي تهدد ثقافة الصينيين. الدولة الصينية تعتبر نفسها مسؤولة أخلاقياً عن حماية مواطينها من التعرض للغزو الثقافي الغربي، كما أنه قد تكون هناك عوامل أخرى، من بينها إقفال الباب أمام محاولة الغرب لاستخدام هذه المواقع في إثارة الاضطرابات السياسية ضد الدولة الصينية. لذلك تم بناء مشروع ما يسمى بجدار نار الصين العظيم The Great Firewall of china أو مايعرف رسمياً باسم مشروع الغطاء الذهبي Golden Shield ، ويعد أحد أكثر المشاريع التقنية لمراقبة لإنترنت وحجب المواقع الغير مرغوب بها تقدماً في العالم . وهذا يذكرنا بجدار بكين السور العظيم الذي امتد لأكثر من عشرة آلاف كيلومتر، والذي تم تشيده لحماية الإمبراطورية من الهجمات المتعاقبة لقبائل الشمال، واليوم يتم بناء جدار الكتروني لحماية الصين من الهجمات الجديدة. وعلى الرغم من كون هذا المشروع يعد الأضخم في البشرية، إلا أنه ليس كاملاً، ومن المستحيل حقيقة حجب محتوى الإنترنت والتحكم به بشكل مطلق، والذي يمكن تجاوزه عن طريق الشبكات الإفتراضية الخاصة VPN كما هو حال برنامج TOR مثلا ، أو إستخدام برامج البروكسي لتغيير الأيبي IP. بديل المواقع المحجوبة في الصين حجب الصين لعديد من مواقع التواصل الإجتماعي ليس عن عبث، فدولة الصين ترى أهمية كبيرة في عدم ترك معلومات أفرادها الشخصية بين أيد خارجية قد تعمل بيوم من الأيام على استغلال هذه المعلومات، ما يعد من المقومات الهامة للحفاظ على الأمن القومي. فقبل سنوات وقعت أزمة بين «جوجل» وبين الصين، وتبادل الطرفان الاتهامات التي اتخذت طابعًا سياسيًا، التي ما فتئت أن تهدأ إلا بعد توافق الطرفين على نقل خدمة محرك «جوجل» إلى هونج كونج ، حيث يتم توجيهك إليه مباشرة إذا ما حاولت فتح الموقع في الصين. لكن قبل أن تعمل الحكومة على حجب تلك المواقع المعروفة مثل فيسبوك، توفر الصين لمواطنيها مواقع إلكترونية بديلة عديدة، معتمدة في ذلك على العدد الهائل من المستخدمين الصينيين، الذين استطاعوا بأعدادهم الهائلة إدخال هذه المواقع والبرامج والتطبيقات في منافسة شرسة مع مثيلاتها التي تقدمها شركات أجنبية، ومن أهم المواقع البديلة نجد: محرك البحث الصيني"بايدو" الذي أطلق سنة 2000 من قبل شركة «بايدو» الصينية ليكون بذلك محرك البحث الأول في بلد المليار ونصف المليار نسمة، وأيضًا منافس قوي ل«جوجل». ومن الخدمات التي يقدمها «بايدو» لمستخدميه بالإضافة لمحرك البحث، نجد البحث عن ملفات الصوت والفيديو وأيضًا «خرائط بايدو» كما نجد خدمة «بايدو بايك»، التي تعد نسخة صينية من موسوعة ويكيبيديا المشهورة. موقع «يوكو» يعد البديل الصيني لموقع «يوتيوب»، فموقع «يوكو» يعد أكبر وأهم المواقع التي تقدم خدمة رفع ونشرمقاطع الفيديو على موقع الإنترنت هنا في الصين، ويتميز الموقع بإمكانية رفع مقاطع فيديو غير محدودة، حيث يتيح للمستخدمين رفع أفلام كاملة وحلقات كاملة من مسلسلات صينية وكورية وأيضا أمريكية، ويتيح الموقع للصينيين متابعة العديد من الأفلام والمسلسلات غير الصينية، لكونها تكون مصحوبة بترجمة صينية على الشاشة. موقع «ويبو» » يعد البديل الصيني لموقع «تويتر» المحجوب في الصين، إلا أن موقع «ويبو»، الذي بلغ عدد مستخدميه 300 مليون مستخدم بحسب آخر إحصائيات الشركة، يُقدم لمستخدميه نفس الخدمة. وتعني كلمة «ويبو» بالعربية التدوينة الصغيرة، وبحسب إحصائيات الموقع فإن مستخدميه يكتبون يوميًا أكثر من 100 مليون تدوينة صغيرة، كما يعتبر «ويبو» و «بلوچ سينا» البديل أيضا لموقع بلوچِر. برنامج QQ الذي يعد من أكبر برامج المحادثة في الصين يعد البديل لبرامج المحادثة الشهيرة كmsn وyahoo والتي لا يُقبل الصينيون على استخدامها، يمنح برنامج QQ لكل مستخدم رقما يتبادله الصينيون كما يتبادلون أرقام الهواتف، ويوفر «مسنجر QQ» لمستخدميه محادثات نصية وصوتية ومرئية، ويمكن استخدامه على أجهزة الكمبيوتر العادية أو الهواتف الذكية. ويعد تطبيق «وي تشات» أو «وي شين» بالصينية، هو التطبيق الأكثر استخدامًا في الصين للتواصل الاجتماعي، حيث كشفت الشركة الأم عن تقريرٍ جديدٍ لها أظهر أن يوجد به إلى الآن 355 مليون مستخدم نشيط وهم في تزايد، يدعم «وي تشات» خدمة الدردشة على التليفونات المحمولة بالرسائل الصوتية والنصية، و يدعم مشاركة صور بين الأصدقاء والتعليق عليها، كما يدعم عمل مجموعات خاصة لتبادل الدردشة أوالصور، في خدمة هي أقرب للخدمات التي يقدمها موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك». *طالب دكتوراه في جامعة هونان بالصين [email protected]