إعداد: وداد الملحاف منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، شكل هذا الفضاء منصة لتبادل المعلومات والتعبير بشكل حر عن الآراء حول سياسات الأنظمة، لكن تلتجئ بعض الدول إلى الحجب لمنع انتشار الأفكار والآراء المعارضة، ما يجعل رواد الويب يبتكرون طرقا ووسائل جديدة ك»البروكسي» من أجل تجاوز هذا المنع. وقد ظهر استخدام هذه التقنية بشكل كبير خلال الربيع العربي، عندما حاولت بعض الدول منع ولوج مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التعتيم على المظاهرات والأحداث التي شهدتها المنطقة: إيران منعت نقل المظاهرات تزامنا مع المظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية سنة 2009، التي فاز فيها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في مواجهة المرشح الإصلاحي حسين موسوي وسط اتهامات واسعة بالتزوير، أثارت موجة عارمة من الاحتجاجات قمعتها الحكومة بقوة، حيث تم حجب موقعي «فيسبوك» و«تويتر». وفي منتصف عام 2013، تم حجب أنستغرام بشكل مؤقت. ومنذ توليه لمنصب الرئاسة، عبر حسن روحاني عن تأييده لإعطاء المزيد من الحرية في المجال الافتراضي، عبر رفع الحجب عن مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يرى معارضوه من المحافظين أن من شأن ذلك أن يهدد أمن البلاد، وقد قام الرئيس الإيراني بفتح حسابات على كل من تويتر وفايسبوك وأنستغرام. حجب الفايسبوك وتويتر بالصين اتخذت الحكومة الصينية قرارًا بغلق مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر ويوتوب وبلوجر، إضافة إلى مواقع أخرى، إثر مصادمات وأحداث عنف شهدتها البلاد سنة 2009 بين مسلمي «الإيغور» والشرطة في مدينة «أورمتشي»، التي تقع شمال غرب الصين، كما حجبت السلطات موقع «أمازون»، بسبب بيع الموقع لكتاب ممنوع من النشر يتحدث عن الثورات، وإذا قام أحد رواد «النت» هناك بالضغط على رابط الكتاب، فإن الموقع يحجب بالكامل لمدة 15 دقيقة على الأقل. وصاحبت عملية الحجب حملة إعلامية دعائية في البلاد تقنع رواد الإنترنيت بكون الحجب جاء لحماية البلاد من «الغزو» الثقافي الغربي، وتوفر الصين لمواطنيها مواقع بديلة للمواقع المحجوبة، كمحرك البحث «بايدو»، وموقع «يوكو» لمقاطع الفيديو، وموقع «ويبو» للتغريدات القصيرة، وموقع «بلوج سينا» للمدونات. وبحسب إحصائيات Emarketer، فإن هناك 35.5 مليون مستخدم نشط من الصين على تويتر عام 2012، ما جعلها في صدارة الدول المستخدمة لتويتر، ويلجأ المستخدمون إلى أدوات مثل VPN لتجاوز الحجب، ويمكن أحيانًا نشر التغريدات عبر تطبيقات خارجية مثل TweetDeck وغيرها. أفغانستان: أكثر من 4 أشهر من حجب يوتوب بعد عرض فيلم مسيء لنبي الإسلام محمد، اندلعت مظاهرات كبيرة في أفغانستان التي شهدت أعمال عنف، ما أدى إلى منع الولوج إلى موقع اليوتوب ابتداء من شتنبر 2012 إلى حدود شهر يناير 2013. حظر الإنترنيت بشكل كامل بكوريا الشمالية كما عودتنا كوريا الشمالية بكونها دولة الاستثناء في كل شيء، فقد قامت السلطات بمنع استخدام الإنترنيت بشكل كامل، إلا في وجود استثناءات خاصة، ويستخدم الكوريون شبكة تواصل داخلية بمواقع محلية. في العام الماضي، قامت السلطات الكورية الشمالية بالسماح للزوار والسائحين باستخدام الإنترنيت على الأجهزة المحمولة على شبكة الجيل الثالث، بعد وساطة تدخل فيها إريك شمبت، رئيس مجلس إدارة شركة غوغل شخصيًا. وقد سبق أن وصف جوليان باين، رئيس المكتب المختص بالإنترنيت في منظمة مراسلون بلا حدود، بكون كوريا الشمالية «ثقبا أسودا» في عالم «الويب» بنجلاديش: حجب يوتوب لمرتين قامت السلطات ببنجلاديش بحجب موقع التواصل الاجتماعي يوتوب لمرتين، الأولى في عام 2009، واستمرت لمدة أربعة أيام، بعدما قام شخص مجهول بنشر فيديو لاجتماع بين رئيس الوزراء وقادة عسكريين بحث فيه إمكانية تنفيذ انقلاب داخل مؤسسة الجيش. أما المرة الثانية التي حجب فيها الموقع، فكانت في شتنبر عام 2012 بسبب رفض إدارة يوتوب حذف الفيلم الذي اعتبر مسيئا للنبي محمد (ص). الفيتنام: منع الولوج إلى الفايسبوك قامت الحكومة الفيتنامية بحجب موقع الفايسبوك. ورغم ذلك، تمكن المواطنون من تجاوز الحظر عبر تقنيات ووسائل بديلة. وفي شهر شتنبر 2013، رفعت الحكومة الحجب رسميًا عن الموقع، مع إصدار قانون يمنع المواطنين من مشاركة أي أخبار ضد الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حظرت تبادل المعلومات الشخصية والروابط الإخبارية. تركيا حجبت تويتر ويوتوب في شهر مارس 2014، اتخذت الحكومة التركية قرارًا بحجب موقع يوتوب، بحجة امتناع إدارته عن تنفيذ أحكام قضائية بغلق بعض الحسابات التي تنشر محتويات رأتها الحكومة تهدد أمن واستقرار الدولة التركية، تبعته بقرار آخر بغلق موقع يوتوب عقب نشر تسجيل سري لمسؤولين بارزين في الحكومة التركية، منهم وزير الخارجية السابق، ورئيس الوزراء الحالي أحمد داوود أوغلو، بشأن احتمال توجيه ضربة عسكرية داخل الأراضي السورية. وقد تم رفع الحجب عن موقع يوتوب عقب صدور حكم قضائي يلزم الحكومة بذلك في يونيو 2014.