تعتبر منطقة تازة، التي تزخر بالعديد من الجبال والغابات والتجاويف العميقة والمغارات، مؤهلة لتصبح قبلة لهواة الاستغوار والسياحة الطبيعية والأعماق. ويعتبر مستكشفو المغارات الأجانب والمغاربة منطقة تازة مكانا فريدا على مستوى إفريقيا، بل والعالم بأسره ، اعتبارا لتوفرها على حوالي 125 تجويفا أرضيا محصيا . ومن أشهر هذه التجويفات مغارة الشيكر بعمق 146 مترا وطول 3765 مترا، ومغارة فريواطو، ذات الصيت العالمي، بعمق 271 مترا وطول 2178 مترا، ونهر الشعرة بعمق 7650 مترا تحت الأرض، وهو واحد من أهم التجويفات في إفريقا. ويعتبر عالم المغارات المغربي، مامون العمراني، الأستاذ الجامعي والرئيس المؤسس للجمعية المغربية للاستغوار، أن جهة تازة بفضل " مغاراتها العديدة يمكن أن تصبح وجهة للمستغورين وهواة اسكتشاف باطن الأرض في العالم". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال العمراني، الذي أشرف على تأطير العديد من التداريب والدورات التكوينية لفائدة المسعفين في الأماكن الصعبة، من قبيل قمم الجبال والمغارات " في كل مرة أكتشف جهة تازة، أعثر على مغارات جديدة ". ويتطلع هواة رياضة المغامرة والجبال من أوروبا وأمريكا، إلى التعرف على إمكانيات المغرب في مجال الإنقاذ في حالة وقوع حوادث، بما أن الاستغوار يعد رياضة محفوفة بمخاطر كبيرة . كما يعتبر دور المرشدين في مجال الاستغوار لا غنى عنه بالنسبة لهذا الصنف من الرياضة والاسكتشاف. وفي هذا الصدد قامت وزارة السياحة بعدة خطوات لتكوين مرشدين جبليين، في تخصص اكتشاف المغارات. ويؤكد العمراني أن المغرب يظل بلد الاستغوار بامتياز، من خلال توفره على ألف مغارة أرضية من بينها 543 مغارة مصنفة، لكنه لاحظ أنه لا يتوفر سوى على عدد قليل من علماء المغارات. ويرى المهتمون أن المسؤولين مدعوون لأخذ هذا المنتوج السياحي الجديد بعين الاعتبار، نظرا لانعكاساته الإيجابية على الحياة الإجتماعية والإقتصادية للساكنة. ويمكن للمغرب ، على غرار ما يجري في أوروبا وخارجها ، تهيئة مغارات لاستقبال الجمهور ، ولاحظوا في هذا الصدد أن تهيئة مغارة فريواطو، تمت بكفية مرتجلة ، حيث أن النزول عبر أدراجها السبعمائة ليس متاحا إلا للأشخاص القادرين بدنيا. وفي انتظار الاستغلال الجيد لهذه المؤهلات الطبيعية، يجب أن تحظى هذه الثروة بالإهتمام اللازم بغية المحافظة عليها وحمايتها. وتتعرض بعض المغارات السهلة الولوج والغنية بأحجار الزينة ، مثل فريواطو، للنهب من طرف بعض الزوار عديمي الوعي ، ويأمل المهتمون أن تتدخل السلطات العمومية من أجل حماية هذه المواقع اعتبارا لأهميتها . ويعتبرون أنه يمكن للسلطات الجهوية، بما فيها المندوبية الجهوية للسياحة بفاس والجماعات المحلية والمجتمع المدني، المساهمة بشكل أكبر في جهود التحسيس بأهمية الحفاظ على الثروات الطبيعية الموجودة، من بينها الغابات ( أشجار البلوط والأرز)، فضلا عن المغارات والمنتزهات . ويظل تحسين تهيئة مغارة فريواطو، ذات طاقة الجذب الأكيدة ، وتطوير ممرات المغارات وتثمين المنتوجات المحلية، وكذا تدعيم البنيات التحتية وتنمية التنشيط الثقافي، أمورا ضرورية لتطوير السياحة بمنطقة تازة. ومن المؤمل كذلك حث الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين على الاستثمار في قطاع الفندقة والإيواء من أجل ضمان نهضة السياحة القروية والجبلية لكي تصبح تازة " بلد المغارات" بامتياز، علما بأن تطوير سياحة الاستغوار يتطلب استثمارات كبيرة .