بقلم قدور الفطومي يزخر إقليمتازة بمؤهلات طبيعية هامة تؤهله لأن يصبح "منطقة استقبال سياحي" بامتياز، وتسهم في تنمية السياحة الايكولوجية وسياحة استكشاف المغارات بهذه الربوع. وتضم هذه المنطقة، الممتدة بين جبال الاطلس المتوسط ومقدمة جبال الريف، عدة جبال من بينها "جبل بويبلان"، و"جبل بوناصر"، الذي يصل علوه الى 3000 متر والذي تكسوه الثلوج لفترة طويلة، يمكن استثمارها في تطوير أنشطة سياحية ورياضية من قبيل التزحلق على الجليد. ومن ضمن المواقع الطبيعية الهامة التي يتوفر عليها اقليمتازة، المنتزه الوطني وجبل تازكا (علوه 1900 متر)، الذي يتميز بغاباته الكثيفة وتنوع فصائله النباتية والحيوانية ويشكل فضاء فردوسيا لتطوير الساحة الايكولوجية، فضلا عن كون هذا المنتزه "الاخضر" الشهير، موقع طبيعي للاصطياف لما يتسم به من مناخ معتدل صيفا وكذا ضمه غابات شاسعة والعديد من عيون المياه، وهي عناصر مواتية للقيام بجولات أما مشيا على الاقدام أو على صهوات الجياد. ويمكن لهذا المنتزه ان يشكل لوحده نقطة جذب للسياحة المحلية والدولية إذ يضم ازيد من 5000 فصيلة نباتية نادرة و27 فصيلة من الثدييات و83 فصيلة من الطيور ومساحات ممتدة مغروسة بأشجار الارز وشلالات، ومناظر طبيعية، وكهوف، بالاضافة الى الهندسة المعمارية التقليدية والصناعة التقليدية والفلكلور الغني. وعلاوة على المنتزه الطبيعي المشار إليه، فإن عشرات المغارات التي تم احصاؤها في الاقليم تعد مكامن طبيعية لتنمية سياحة "الاستكشاف والمغامرة"، علما أن مغارة "فريواطو" الشهيرة ومغارة "الشعرة"، اللتين يصل عمقهما على التوالي الى 2000 متر و1650 متر، تظلان غير مستغلتين على الوجه الاكمل من الناحية السياحية. وإقليمتازة غني ايضا بحضارة عريقة، من شواهدها التراث التاريخي والمعماري للمدينة العتيقة لمدينة تازة، ودوار"سيدي مجبار" المصنف في عداد التراث الوطني، والمسجد الكبير "الجامع الكبير" الذي يرجع تاريخ بنائه الى الحقبة الموحدية والمزدان بالثريا الشهيرة المجلوبة من الاندلس، بالاضافة الى برج "سرازين او "البرج الملولب"، والاسوار التاريخية وشلالات "راس الما" والعين الطبيعية "عين حمرا"، ومنتجات الصناعة التقليدية، وكل هذه المؤهلات الطبيعية تعد عوامل من شأنها ان تجعل من تازة "منطقة استقبال سياحي" و"منطقة المغارات بامتياز". ولقد تم بحث الشروط الكفيلة بنجاح تحويل المنطقة الى مكان لاستكشاف المغارات والمغامرة، من قبل المصالح الجهوية للسياحة بفاس والسلطات الاقليمية. وتتلخص هذه الشروط في وجود مؤهلات سياحية ونشاط سياحي قروي وتوفر ارادة للانخراط لدى الفاعلين المحليين، والقرب من المناطق المصدرة للسياح كفاس ومكناس والسعيدية، بيد انه يجب بذل المزيد من الجهود في الشق المتعلق بالاستقبال وتعزيز بنيات الايواء التي ماتزال غير كافية. وبهذا الخصوص، تفيد بعض المعطيات بان الطاقة الايوائية للفنادق المصنفة تبلغ 265 سريرا، بينما يصل عدد الاسرة بالفنادق الغير مصنفة الى217 سرير، كما يتوفر مأوى "عين سهلة" على 36 سرير، وبعض المآوي الاخرى على 44 سرير. ويوجد حاليا فندق "بوجيدة" في طور البناء، اما مشروع بناء مأوى للشباب تصل طاقته الايوائية ل100 سرير بمنطقة "باب بودير"، فهو قيد الدراسة في حين لم يبرح مشروع بناء فندق من سلسلة "إيبيس" التابع لمجموعة "أكور" مرحلة الاستكشاف. ومن شان تعزيز بنيات الاستقبال، رفع حجم تدفق الوافدين على الفنادق المصنفة والذي انتقل من 8433 سنة 2001 الى 12 الف و89 سنة 2008، وكذا رفع عدد ليالي المبيت التي انتقلت خلال الفترة ذاتها من 15 ألف و185 الى 22 الف و175. وحسب استنتاج للمصالح الجهوية للسياحة بفاس فإن التنشيط الثقافي والسياحي والاقتصادي لإقليمتازة يتسم بالطابع الموسمي وسوء الملائمة وضعف تثمين المؤهلات المحلية وتلك المعلقة بالحرف التقليدية والثقافة والتاريخ. وفي أفق تطوير الاقليم كمنطقة استقبال سياحي، اقترحت المصالح الجهوية للسياحة ترجيح علامة "منطقة المغارات" بغية ادخال بعد اجتماعي في تطوير ثقافة السياحة القروية على المستوى الوطني. إن اشراك المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين المحليين، وخلق شعبة لعلم المغارات بالكلية متعددة التخصصات بتازة، وتنمية منتوج "المغارت" وتحفيز الاستثمارات السياحية وتثمين الصناعة التقليدية والمنتجات المحلية والتنشيط الثقافي والفني، تعد من الامور الضرورية لجعل "تازة" ومؤهلاتها الكبيرة التاريخية والطبيعية، وجهة متميزة.