يشكل المتحف البيئي للمنتزه الوطني لتوبقال ، الواقع بين منطقتي آسني وإمليل على بعد حوالي 70 كيلومترا من مدينة مراكش، فضاء يعكس ما يزخر به إقليمالحوز من تنوع بيولوجي، حيث أضحى يعتبر منتوجا سياحيا مهما يجذب المهتمين بالسياحة البيئية والجبلية. ويساهم هذا المتحف البيئي، المشيد على مساحة 725 متر مربع، في خلق دينامية تنموية واقتصادية بالمنطقة وفي النهوض بالسياحة المستدامة والايكولوجية، وتحسيس العموم بضرورة الانخراط في مختلف المبادرات الرامية الى حماية البيئة. ويتكون المتحف البيئي للمنتزه الوطني لتوبقال من جناحين، يعرض الأول تاريخ وجغرافية المنطقة من خلال صور ولوحات وعينات صخرية، تنتمي إلى أزمنة جيولوجية مختلفة، وأدوات وأزياء مميزة تعكس تاريخ وثقافة وأنماط الحياة بالأطلس الكبير. أما الجناح الثاني فيعرض أهم مكونات التنوع البيولوجي للمنتزه الوطني لتوبقال من نباتات وحيوانات وأسماك وفراشات. ويضم هذا المتحف أيضا فضاء لبيع منتجات التعاونيات المحلية كالعسل والزعفران وزيوت النباتات العطرية مما يشكل لبنة أساسية في تشجيع الاقتصاد التضامني، بالإضافة إلى قاعة متعددة الاستعمالات وفضاء للاسترخاء مخصص لمرتادي المتحف. ويقوم المنشطون بالمتحف البيئي للمنتزه الوطني لتوبقال باستقبال الزوار، وشرح اللوحات بهدف تفسير العلاقات والتفاعلات بين مختلف مكونات المنظومة البيئية (حيوان، نباتات، تربة.....). ويعرف المتحف البيئي للمنتزه الوطني لتوبقال إقبالا متزايدا، حيث استقبل مند افتتاحه في يوليوز 2012 قرابة 3000 زائر من مختلف الجنسيات والأعمار. وأوضح المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر لمراكش والأطلس الكبير، محمد إسوال، أن المتحف البيئي يشكل مرآة تعكس ما يزخر به المنتزه الوطني لتوبقال بشكل خاص وإقليمالحوز بصفة عامة، من غنى على مستوى الغطاء النباتي والثروة الحيوانية والموروث الثقافي وفي مجال علم الحفريات، كما يبرز أسلوب الحياة القديمة الذي مكن من رسم معالم المشهد الطبيعي الحالي للمنتزه. كما أن المتحف ، يقول إسوال، يضطلع بدور مهم على المستوى الاقتصادي والسياحي إذ يساهم في تحقيق التنمية المحلية من خلال توفره على فضاء لتشجيع وبيع المنتجات المحلية والنهوض بالاقتصاد التضامني، فضلا عن كونه يعتبر منتوجا فريدا من نوعه بالمغرب يتيح إمكانية تنويع العرض السياحي على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز من خلال النهوض بسياحة إيكولوجية مستدامة بالمنطقة. وأضاف أن المتحف يلعب أيضا دورا مهما في مجال التربية على البيئة من خلال التحسيس بأهمية المحافظة على مختلف مكونات المنظومة البيئية وبمكامن الخطر المحدق بها في حالة الإخلال بها. من جهة أخرى، أشار إلى أن المندوبية السامية للمياه والغابات و محاربة التصحر، ووعيا منها بالضرورة الملحة لتحقيق التنمية المستدامة والتوازن البيئي وحماية الحياة البرية بالمنتزه، قامت بتفعيل تصميم تهيئة للمنتزه يضمن تدبيرا محكما للموارد الطبيعية واستغلالا معقلنا من طرف الساكنة المحلية للثروات الطبيعية يمكن من الحفاظ عليها وصيانتها و تنميتها بصفة مستدامة. يذكر أن المنتزه الوطني لتوبقال ، الذي يعتبر فضاء للاكتشاف والاستجمام والترويح عن النفس، استحدث سنة 1942 على مساحة 38 ألف هكتار للحفاظ على التجمعات الإحيائية من نباتات وحيوانات والتراكيب البيولوجية والمحافظة على التباين البيئي والوراثي والحفاظ على الموروث الثقافي وإنعاش السياحة الإيكولوجية بالمنطقة. ويتميز هذا المنتزه بتنوع حيوي إذ يحتوي على رموز الثروة الحيوانية للأطلس الكبير كالأروي المغربي، والقرد "زعطوط" و السنجاب والضربان والثعلب وطيور كالحجل والغراب والنسر والعقاب والزواحف كأفعى الأطلس والحرباء، إضافة إلى مجموعة نادرة من الفراشات و الحشرات حيث يشكل إرثا طبيعيا ذو قيمة بيولوجية وعلمية. وينتمي المنتزه الوطني إلى مجموعة المنتزهات العشرة التي أحدثتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والتي صنفتها كمناطق محمية والتي يدعمها قانون المحميات الطبيعية الذي تبنته المندوبية في 2010 والذي يتوافق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المنظمة لأطر الحماية والمحافظة على تلك الثروات الطبيعية.