يعتبر اقليمالحوز من المناطق الطبيعية بامتياز، نظرا لما يزخربه من المقومات الاساسية للثروة المادية واللامادية، بدء ابطبائع أهله وعاداتهم المضيافة والمنفتحة على زوار المنطقة، جبلية كانت أم سهلية، القابلة للاكتشاف والاحتكاك عن قرب. و يزيد من هذه السمات التوفر النسبي للاقليم على بعض التحهيزات الاساسية في السنوات الأخيرة كالطرقات والانارة الكهربائية والماء الشروب في إطار الفك النسبي للعزلة بين القبائل والدواوير. وهذه تسهل إمكانيات استغلال كل هذه المناطق عبر فصول السنة بفضل تنوع التضاريس . ومن أهم هذه الثروات الغابات التي تلعب دورا مهما على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل عام في التنمية الشاملة المستدامة والحفاظ على التربة ضد الانجراف ، وبالاضافة الى ذلك، فهي في اقليمالحوز الجبلي في جزء كبير منه تستجيب لمجموعة من متطلبات الساكنة في توفير و ضمان حصة من الحاجيات الكلئية من العلف لإعفاء الكسابين من مصاريف الشعير وخلق أيام عمل عبر الأوراش الغابوية في التشجير والتجهيز واستغلال بعض المواد كالخروب والزعتر ومختلف النباتات الطبية والعطرية من طرف السكان، تعمل بعض التعاونيات والجمعيات على المساهمة في الرفع من الدخل اليومي للمنخرطين فيها وتحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية. كما ان الغابات تمثل رصيدا سياحيا خصبا بفضل مقوماتها الطبيعية وجمالية مناظرها وإمكانيات الراحة والترفيه التي توفرها، كما أنها تجلب عددا كبيرا من هواة رياضة الصيد والقنص، حيث تعتبر غابات الحوز من اهم المناطق الغنية بالوحيش على الصعيد الوطني ويتمثل تنوع الوحيش في الغزال والارنب والحجل والقنية والسمان والحمام واليمام والخنزير البري، وهناك كذلك صيد الأسماك التي توفرها شبكة الاودية الموجودة في كل من اكنديس و نفيس وويركان والزات وغيغاية ايت عادل، وتنشط في هذه الهواية كذلك بعض الجمعيات هدفها تنشيط المجال السياحي والحفاظ على التنوع البيولوجي في عدد من مناطق الاقليم. وحتى يتم الحفاظ على هذه الثروة الوحيشية تم إحداث محميات دائمة أكبرها منتزه توبقال الذي ينضاف إلى مجموعة المنتزهات العشرة التي أحدثتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والتي صنفتها كمناطق محمية يدعمها قانون المحميات الطبيعية الذي تبنته المندوبية في 2010 والذي يتوافق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية المنظمة لأطر الحماية والمحافظة على تلك الثروات الطبيعية. يتميز هذا المنتزه بالوديان المتدفقة والمرتفعات المكسوة بغابات أشجار العرعار والبلوط، الأكثر انتشارا في المنتزه، والمنابع والعيون والشلالات والكهوف، بالاضافة الى تنوع حيوي يحتوي على رموز الثروة الحيوانية للأطلس الكبير كالأروي المغربي، والقرد والسنجاب والضربان والثعلب والطيور كالحجل والغراب والنسر والعقاب، والزواحف كأفعى الأطلس والحرباء، إضافة إلى مجموعة نادرة من الفراشات و الحشرات حيث يشكل إرثا طبيعيا بقيمة بيولوجية وعلمية كبيرة مع العلم أن المنتزه الوطني لتوبقال يضم متحفا بيئيا، يقع بين منطقتي آسني وامليل بإقليم الحوز وعلى بعد 55 كيلومترا من مدينة مراكش، ويساهم هذا المتحف البيئي، المشيد على مساحة 725 مترا مربعا، في خلق دينامية تنموية واقتصادية بالمنطقة وفي النهوض بالسياحة المستدامة والايكولوجية وتحسيس الزائرين بضرورة حماية البيئة.. كما يتوفر المتحف البيئي لمنتزه توبقال بإقليم الحوز على ارشيف تاريخ وجغرافية المنطقة من خلال صور ولوحات وعينات صخرية، تنتمي إلى أزمنة جيولوجية مختلفة، أهم مكونات التنوع البيولوجي للمنتزه الوطني لتوبقال من نباتات وحيوانات وأسماك وفراشات، وكل هذا يساهم في جلب عدد كبير من الزائرين. . و تقدر المساحة المغطاة بالغابات في اقليمالحوز ب 270000 هكتار، وهو ما يمثل 45 في المئة من المساحة الاجمالية للاقليم. وتتنوع الاشجار الغابوية، حسب المساحات التالية: البلوط 142000 هكتار والعرعار 33800 هكتار وسرو الاطلس 2700 هكتار، والصنوبر الجبلي 3600 هكتار، والعفصية 24000 ، والبلوط الفليني 300 ، وما يناهز 4000 من الانواع الاخرى، توجد أهم هذه الغابات في مناطق غجدامة ومسفيوة وكدميوة وكندافة وغيغاية واوزكيتة وكلاوة واوريكة واجوكاك والتوامة والزات. وحتى تستفتيد من خيرات الغابات مصالح الدولة والجماعات القروية والمواطنون بشكل عام، يجب اتخاذ عدد من الاجراءات العملية والوقائية تتمثل في الاستمرار في التشجير واعادته وصيانتها، أي الغابات، من الضياع كيفما كانت مصادره، سواء من فعل الطبيعة او الانسان وتقوية أجهزة المراقبة وتمكينها من كل الوسائل الضرورية من موارد بشرية واعادة تشغيل المقرات الادارية للمصالح الغابوية التي انشئت منذ عهد الحماية في عدد من مناطق الحوز في الدوائر الحالية الادارية كأمزميز وايت اورير واسني والتوامة وتحناوت وتأهيلها، وذلك من أجل تقريب المراقبة والحراسة من المجالات الغابوية.