الإقصاء الاجتماعي والتهميش... قمة الاستهتار بقيمة المواطن العربي عجبت لأقوام لازالوا ينددون،يستنكرون،يشجبون،لو يعلموا أن التنديد لا يقتل، لو يعلموا أن الاستنكار لا يعيد حقا، وأن الشجب لا يحافظ على كرامة ،لكن لا حياة لمن تنادي. تداعت عليهم الأمم كما تداعت الأكلة على قصعتها رغم كثرتهم لكن صاروا غثاء كغثاء السيل ، أنا لست من دعاة التطبيل للقومجة ولا للعروبة ،كما يفعل البعض ،اعلموا أنهم مجرد أزلام مأجورين وأقلام مأجورة وأفواه مأجورة...ليس إلا ،لطالما قلت أنا مواطنة مغربية ولي همومي وتكفيني همومي وهموم أبناء بلدي، منهم من يعاني الإقصاء ومنهم من يعاني الشوماج ومنهم لي مالقى باش يخلص الضو ومنهم لي طاحت عليه داروا ،هداك مسكين ماشي استهتار بكرامته وقيمته،لم يجد آذانا صاغية ترفع عنه الحيف، لتحقيق أبسط ظروف العيش الكريم وهو أن يجد بيتا يأويه وذويه...ومن... ومن...فينا لي يكفينا . الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع،هو كلما فتحت قناة إلا ويطلع علي محلل البتر ودولار يتشدق بكلمات العروبة ويدعو للجهاد في الحكام وفي اليهود ،لا يكلف نفسه غير كلمات وهو في قرارة نفسه ما يقدر يقتل حتى نملة ... لم لا يكلف هذا المحلل العروبي نفسه ويهب أحد أبنائه نصرة للأقصى ولا بقات فالهضرة الخاوية. تخيلوا معي محلل جالس فمكتب كليماتيزي فقناة لي ماشي معنديش معها ولكن مكتعجينش ،لابس كومبلي بالشئ الفلاني لو تصدق بثمنه لطفل من أطفال غزة المحاصرة لتغير الوضع هو ومن شابهه من البترودولاريين،يتفوه بكلمات من قبيل:′′ ما حصل بأسطول الحرية مجزرة...قمة الاستهتار بقيمة الإنسان العربي ′′،وأنا أجزم لو أن معطلا فلسطينيا دفع سيفي ديالو لهذا المحلل طلبا للاشتغال معه ،لكان مصيره سلة المهملات ، صدعتمونا كفاكم ضحكا على الذقون ... أليس تهديم بيوت على رؤوس أصحابها بدعوى أنها عشوائية ومن السكن غير اللائق باستهتار بكرامة وقيمة الإنسان العربي؟، لم دائما نتخذ من نظرية المؤامرة ملاذا؟هل اليهود هم من يقوموا اليوم بهذه الأفعال؟هل اليهود من ينهب الدعم المادي الذي تمنحه الدول العربية المساندة للقضية الفلسطينية أم إخوتنا في فتح؟ كي لا يتهمني البعض بالدفاع عن المتصهيننين أنا ضد كل ماجرى وما يجري على أرض الأنبياء الزكية الطاهرة التي دنسها اليهود من أربعينيات القرن الماضي وأشد بحرارة على كل من قدم دعما سواء كان ماديا أو معنويا نصرة للأقصى ،وفي مقدمتهم الشعب المغربي ،وضد لغة الاستنكار والشجب الذي لا يسمن أطفال غزة ولايغنيهم من جوع،ينبغي فضح بعض الأمور التي تجري وراء الكواليس، وغير خاف ذلك على المواطن العربي بذكائه الفطري،صار يعي مثل هذه التصرفات التي لا تخدم لا فلسطين ولا أي بلد عربي... القضية اليوم هي ينبغي محاربة هؤلاء لأنهم وصوليون ويستغلون القضية الفلسطينية لدغدغة عواطف الشعوب والتلهي بقضايا هم يعلمون أنه لا يمكن لهم تغيير وضع، عجز عن تغييره العالم بأسره من مجتمع دولي،إلى الأونروا،إلى الجامعة العربية،إلى منظمة المؤتمر الإسلامي... بحكم أن هذا زمان البقاء للأقوى والقوي اقتصاديا وعسكريا و....و.... والكل يعلم أنها إسرائيل، ولا يمكن إنكار هذه المسألة، فعوض التلهي بكلام بعض الأفواه المأجورة ينبغي التركيز على التقدم العلمي وتشجيع البحث العلمي والرفع من ميزانية البحث العلمي لكي نكون في مصاف الدول المتقدمة... كيف يعقل لشباب غارق في دهاليز الإدمان،ويُمارس عليه الإقصاء من كل الجوانب،ضحية مجتمع بأكمله،وندعوه لنصرة قضية ما؟... عندما يتم محاربة كل هذه الآفات، آنذاك يمكننا القول أننا قادرون على مجابهة الطفل المدلل لأمريكا،أما الفكر القومجي العروبي لم يؤت أكله والزمن كفيل بتصحيح أو تثمين هذه المقولة والكل يعرف مصير الدعاة أو المتبنين لهذا الفكر إما الموت أو الاغتيال كما حصل مع الرئيس جمال عبد الناصر وصدام حسين والقائمة طويلة...اللهم بعض المستفيدين الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف، يطبل ويزمر بقناة أو جريدة معينة ويحصل على دولارات تكفيه العمر بكامله. المواطن العربي اليوم محتاج إلى تغيير واقعه الاجتماعي ،إلى إنقاذه من بؤر الإقصاء والتهميش،أما الأقصى فله رب يحميه. [email protected]