دانت محكمة في باريس وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو بتهمة القدح العنصري، وحكمت عليه بغرامة قدرها 750 يور، لتصريحات عنصرية أدلى بها تجاه المهاجرين المغاربيين ما أدى إلى دعوات لاستقالته. وقال محامي أورتفو أمس الجمعة ان الوزير - وهو صديق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منذ زمن طويل - سيطعن على الحكم والذي يتضمن أيضا دفعه 2000 يورو على سبيل التعويض. وظهر أورتفو - الذي عين وزيرا للهجرة عندما تولى ساركوزي الرئاسة في 2007 ثم تولى وزارة الداخلية في تعديل وزاري العام الماضي - في تسجيل فيديو وهو يضحك مع نشطاء من حزبه بينما كانت تلتقط صورته إلى جوار عضو آخر في الحزب من أصل جزائري. وقالت امرأة من المجموعة التي حضرت الواقعة في مطلع شتنبر من العام الماضي "امين كاثوليكي. انه يأكل لحم الخنزير ويشرب الكحوليات." وسمع حينها أرتفو وهو يقول ضاحكا "حسنا هذا لن يجدي على الاطلاق. انه لا يناسب النموذج المثالي بالمرة." وقال صوت اخر من المجموعة "انه واحد منا .. انه العربي الصغير المنتمي لنا." ورد أرتفو حينها قائلا "نحن دائما نحتاج الى واحد. عندما يكون هناك الكثير منهم تكون هناك مشكلات." ونفى الوزير بشدة انه عنصري ويقول ان تعليقاته كانت تتعلق بعدد الصور التي تلتقط له مع اشخاص من منطقته في فرنسا. وقد اعتبرت المحكمة أن العبارة التي تلفظ بها الوزير كانت "مشينة وتنم عن احتقار" وأنها تشهر بالأشخاص من أصل عربي "المشار إليهم سلباً لمجرد انتمائهم". وقال الشاب النشط بالحزب محل الجدل لصحيفة لوموند العام الماضي انه لم يشعر بالإساءة من أرتفو وسارع حلفاء للحكومة أيضا للدفاع عنه. وقد ردّت المعارضة الإشتراكية بسرعة، داعيةّ الوزير الى التحلي ب"شرف" الإستقالة. وصرح الناطق باسم الحزب الاشتراكي بناو حامون ل"فرانس برس" بالقول: أولاً "أدين بريس أورتفو، ثانياً، إنه وزير الداخلية، المكلف النظام العام ومكافحة العنصرية"، وتابع "في جمهورية نيكولا ساركوزي المثالية لا مكان لوزير داخلية، وهو وزير سيادي، يدان بتهمة القدح العنصري؟".