غياب الهيئة كإطار قانوني يحمي ممارسة المهنة يترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام الدخلاء و أشباه المهندسين تعتزم النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة خوض إضراب وطني إنذاري يوم الخميس المقبل، احتجاجا على وضعيتهم المتردية، من جهة، والنزيف الذي يعرفه القطاع لما يزيد عن عقدين من الزمن، جهة أخرى. ووصف ياسين معاش، الكاتب العام للنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، الوضعية المادية والمعنوية للمهندسين خاصة في القطاع ب"المتردية"، مستغربا الأسلوب الذي تنهجه الحكومة، في تدبير القطاع، واستخفافها بمطالب المتضررين، موضحا أن المقاربة التي تعتمدها غير مفهومة، في الوقت الذي تصرف فيه ما يزيد عن مليون درهم من جيوب دافعي الضرائب لتكوين كل مهندس، تدفعه إلى الهجرة نحو القطاع الخاص أو خارج الوطن وانتقد الكاتب العام للنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، اعتماد مشروع تكوين 10000 مهندس بشكل انفرادي و بدون تقييم أو استشارة أو إشراك أي فعاليات هندسية ، قائلا إن آثار هذه المبادرة بدأت تظهر ميدانيا على مستوى جودة تكوين المهندسين ، الأمر الذي قد تترتب عنه عواقب وخيمة من قبيل تردي جودة وفقدان المصداقية على مستوى إنجاز الأوراش التنموية، كالبنيات التحتية و العمران و غير ذلك، مع تغييب الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي للكفاءات التقنية والعلمية للمهندس المغربي، قصد الرفع من تنافسية المقاولات المغربية، خاصة في ظلل تحديات اقتصاد السوق و التبادل الحر. كما استنكر ياسين معاش، تماطل الجهات المعنية في إنشاء هيئة وطنية للمهندسين على غرار ما هو معمول به بسائر الدول، كإطار ينظم ممارسة المهنة ، و يجعلها قوة إقتراحية وتنموية ، مبرزا أن غياب الهيئة كإطار قانوني يحمي ممارسة المهنة ، يترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام الدخلاء و أشباه المهندسين ، مما ينعكس سلبا على معايير الجودة و السلامة، مسجلا أن الفراغ القانوني و التأطيري، الذي يعرفه القطاع يجعل المهندسين عرضة لجميع أشكال التعسف و التجاوزات. وخلص الكاتب العام للنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، إلى دعوة كافة المتضررين لتجاوز الخلافات الضيقة ، والانخراط في برنامج نضالي تصاعدي من أجل إنصافهم، مهيبا الجميع بالانضمام إلى الإطار التنسيقي للنقابات المستقلة، وذلك من أجل تقوية المؤسسة النقابية، حتى تكون فعالة وإيجابية في الدفاع عن حقوقهم. [email protected]