تلتئم بمدينة مراكش يومي 17 و18 ماي الجاري نخبة من المفكرين والباحثين في مؤتمر لمساءلة "الخطاب الديني: الإشكاليات وتحديات التجديد"، بدعوة من منظمة "مؤمنون بلا حدود" التي يوجد مقرها بالرباط. وقدمت المنظمة، يوم الإثنين بالرباط، السياقات والمحاور الكبرى للمؤتمر الذي يروم، حسب مديرها العام، محمد العاني، البحث عن تأسيس خطاب ديني عقلاني علمي، ومؤمن، لا يعترف بالحدود. وأبرزت المنظمة، في موقعها الإلكتروني، أن المؤتمر يدخل في إطار استراتيجية المؤسسة، التي تسعى لتفعيل النقاش والسؤال حول هذا الموضوع القديم المتجدد، "الذي كان محصورا في إطار النخب الدينية والفكرية، لتبرزه الأحداث الأخيرة التي مر بها العالم العربي، وتضعه في قلب اهتمامات الإنسان العربي العادي وأسئلته الملحة". وأضافت أن المؤتمر ينشد "الخروج برؤية تشاركية تصالحية عملية وعقلانية تتعالى على إفرازات الواقع الطائفية والمذهبية، وتكون قادرة على إزاحة الخطابات الإقصائية التي تستثمر كأرضية خصبة للفكر المتطرف الذي يحاول هضم الوطن والمجتمع والإنسان داخل حدود عقله وأفقه الضيق". ويتضمن المؤتمر شهادات للمفكر المصري حسن حنفي، تحت عنوان "تجديد الخطاب الديني"، وللمفكر اللبناني رضوان السيد حول موضوع "إشكالات التعامل مع الإسلام بعد الثورات العربية الأخيرة"، وأخرى للمفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي حول "ما تعد به فلسفة الدين الدراسات الإسلامية". كما يشتمل المؤتمر على أبحاث وأوراق عمل لعدد من الباحثين والأكاديميين والمشتغلين بالفلسفة، إذ سيحاضر هاني فحص من لبنان حول "الآخر في الخطاب الفقهي"، وشريف يونس من مصر حول موضوع "معوقات تجديد الخطاب الديني وآلياته"، ومحمد البشاري، المقيم في فرنسا، حول موضوع "أي خطاب إسلامي في الغرب"، فيما يتحدث الباحث الأردني يونس قنديل عن "محددات الخطاب المقاصدي وحدوده". ويحاضر احميدة النيفر من تونس في موضوع "من التقليدين التحديثي والتراثي إلى خطاب التجديد الإسلامي"، وتعالج ورقة هالة فؤاد من مصر موضوع "رؤيا العالم في الخطاب الصوفي ما بين المعاصر والتراث"، بينما يتناول حافظ قويعة، من تونس،"مشاريع التجديد الديني في الثقافة العربية المعاصرة: نحو قراءة متفهمة". ويشارك في المؤتمر من الجزائر، شراف شناف بورقة حول "النقد المعرفي القرآني لباطولوجيا الخطابات الدينية: قراءة في مفهومية التجديد "، وسعيد شبار من المغرب حول موضوع "الخطاب الديني وضرورة التجديد المنظومي"، والباحث السوري خالص جلبي حول "مشكلة الإكراه في الدين: الطريق باتجاه واحد-قتل المرتد". وتتطرق ورقة علي مسفر القحطاني من السعودية إلى "إشكالية الأنسنة في الخطاب الديني المعاصر"، وتقدم ناجية الوريمي من تونس مساهمة بعنوان "خطاب التجديد الديني وأزمة المنهج"، في حين يتحدث يحيى اليحياوي من المغرب عن "الخطاب الديني في الفضائيات: نموذج الدعاة الجدد"، وعلي مبروك من مصر عن "ملاحظات أولية حول الخطاب الديني وتجديده".