أثار عدم التحاق النائبين البرلمانيين عن حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة بالبرلمان، وهما الفائزان بالدائرتين المحليتين لمولاي يعقوب وسيدي إفني، ضمن الانتخابات الجزئية التي أجريت قبل أسبوعين، نقاشا حادا داخل جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس النواب اليوم الثلاثاء. واستغرب نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بالغرفة الأولى الذي ينتمي إليه البرلماني الفائز، من عدم الإعلان عن اسمي الفائزين بعد إعلان النتائج، بالقول إن "الانتخابات الجزئية جرت قبل 15 يوما لحد الآن، ولم يتم الإعلان عن الفائزين بالقبة مباشرة". واختار البرلماني الاستقلالي الفائز بدائرة مولاي يعقوب، حسن الشهبي، الالتحاق بمنصة الزوار كنوع من الاحتجاج، مستغربا في تصريح لهسبريس مما أسماه إقصاءه من حقه الدستوري في الالتحاق بالنواب البرلمانيين لممارسة مهامه الدستورية. وأكد الشهبي استعداده للمشاركة مجددا في أي انتخابات جزئية في حال تم تقديم أي طعن في مقعده، معلنا عن تحديه لحزب العدالة والتنمية، لأن سكان الدائرة اختاروه بفارق شاسع للأصوات" وفق تعبيره. الشهبي طالب رئيس الحكومة بالرقي بمسؤولية منصبه، لأنه رئيس حكومة المغاربة، وليس رئيس حزب العدالة والتنمية وحده، مشيرا إلى أن "الفوز الانتخابي ليس نهاية العالم، بل يحتم على الفائز خدمة المواطنين محليا". وطالب مضيان رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بضرورة مراسلة رئيس مجلس النواب، متأسفا "لكون الحكومة تريد أن تعيش وضعية شاذة"، على حد قوله معتبرا هذا "التأخر هدفه الدفع إلى انتخابات خامسة، لأن رئيس الحكومة لا يريد أن يقتنع بهذه النتائج". ومن جانبه اعتبر عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن النظام الداخلي يحدد مجال نقط نظام الموجهة لرئيس الحكومة، مبرزا أن "الداخلية تراسل رئيس الحكومة، ولدينا تواريخ الانتخابات الجزئية السابقة التي تجاوزت شهرا كاملا". نفس التوجه ذهب إليه رشيد روكبان، رئيس فريق التحالف الديمقراطي، الذي أشار أن الأمر لا علاقة له بالنتائج الحالية، مسجلا "كلنا أعضاء المجلس تم انتخابنا في نونبر، ولم يتم إعلان النتائج إلا في آخر دجنبر". وأكدت ميلودة حازب، رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن الحكومة تحاول تسييس موضوع نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة، مستغربة من تأخر الحكومة في إتمام مسطرة إعلان النائبين الفائزين في هذه الانتخابات بشكل غير مبرر، مما أخر التحاقهما بالبرلمان". واعتبرت حازب أن هذا التأخر غير المبرر يمس بحق النائب البرلماني الفائز في ممارسة مهامه داخل مجلس النواب، ويمس كذلك بحق المواطنين الذين يمثلهم النائب، فهل "النتائج المعلن عنها لم تسر الحكومة؟ تتساءل نفس المتحدثة. ومن جهته دعت الحكومة على لسان وزيرها المكلف بالعلاقة مع البرلمان، الحبيب الشوباني، النواب إلى وضع سؤال آني، أو سؤال عادي، مؤكدا استعداد الحكومة للإجابة عليه، أو تطبيق المادة 104، المتعلقة بإحاطة المجلس علما، عند انتهاء جلسة الأسئلة الشفوية، معتبرا أن "إثارة الأمر عن طريق نقطة نظام "أمرا لا يستقيم".