اعتبر مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاتصال، أن تصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، التي أطلق من خلالها قبل يومين اتهاماته يمنة ويسرة في حق منابر إعلامية مغربية، أنها "تدخل في حرية التعبير لرئيس الحكومة لا أقل ولا أكثر". جواب وزير الاتصال نقله الصحفي محمد التيجيني في برنامجه "تيجيني تولك"، الذي عُرض يوم أمس على قناة "مغرب تي في" التي تبث من بلجيكا، بخصوص سؤال يتعلق بمدى محاولة رئيس الحكومة الضغط مباشرة أو بطريقة غير مباشرة على منابر إعلامية معينة. علي الباهي، مستشار وزير الاتصال، هو الآخر سار تقريبا في نفس موقف الخلفي، عندما قال لقناة "مغرب تي في" إن تصريحات رئيس الحكومة إزاء منابر إعلامية محددة تبرز ما أسماها "حركية سياسية موجودة بالمغرب، ترتبط بالانفتاح بالمشهد السياسي للبلاد". واستدرك الباهي بأن "التصريحات التي تأتي أحيانا من وزراء تبقى نسبية"، مشيرا إلى أن "الأصل بالنسبة للبلاد هو الانفتاح وضمان حرية اشتغال الصحافة، والعمل على إرساء صحافة حرة ومسؤولة بالمغرب". وفي ذات البرنامج أدان خالد البرحلي، صحفي بهيئة تحرير هسبريس، التصريحات التي جاءت على لسان رئيس الحكومة إزاء عدد من المنابر الإعلامية، معتبرا أنها اتهامات تشكل "إساءة لنفسه وشخصه قبل أن تكون إساءة للصحافة المغربية" وفق تعبيره. وبخصوص المصداقية لدى القراء التي "هدد" بنكيران هسبريس بأنها ستفقدها مستقبلا، أفاد البرحلي بأن المصداقية المبكي عليها لا يوزعها رئيس الحكومة على من يشاء ويمنعها على من لا يشاء، بل هي حصيلة تراكم سنوات من العمل والجدية داخل مؤسسة هسبريس. وتعليقا على اتهام بنكيران للجريدة بأنها "باعت الطرح"، أوضح الصحفي ذاته بأن "هذا الخطاب من رئيس السلطة التنفيذية يليق بحملة انتخابية أكثر منه بتطوير الجسم الصحفي بالبلاد"، مردفا أن تصريحات بنكيران "لا تساعد على بناء إعلام حر وديمقراطي بالبلاد". ولفت المتحدث إلى أهمية أن يثير المحيطون برئيس الحكومة انتباهه إلى مسألة الاطلاع والتمييز بين الأجناس الصحفية المختلفة، والتفريق بين الخبر ومقال الرأي، مشيرا إلى أن "هسبريس أخذت على نفسها عهدا بالانفتاح على جميع الأفكار وشرائح المجتمع، وأن خطها التحريري ينبني على تعددية الآراء".