الحلقة 11 تفاؤل زائد يحول الألم الى أمل كل ما تعرف عن الرجال أنهم عنصر ضروري لاكتمال البرزة لم أر البوجادية قط حزينة فهي دائما مبتسمة و متفائلة حتى في عز الانكسار، لكنها هذه المرة تألمت كثيرا إثر انصراف ذلك العريس عنها، ووبخت نفسها بشدة لأن حلمها الأساس في "التعراس" كاد أن يتحقق لولا حادثة طقم الأسنان في العصير. فحسب ظنها كان هذا هو السبب الأساس و الوحيد في هروب ذلك العريس المفترض، و أن أسنانها هما اللي خرجوا عليها و الحقيقة أن "داك السيد حتى قبل أن تسقط هاته الأخير و منذ انضمامها للمائدة التي جمعته بصديقتها، بانت ليه فشي شكل" لأن الكحل الذي رسمت به حاجبيها و جرته حتى وصل للأذنين والتلطيخة التي زوقت بها وجهها كانوا كافيين لكي يعدل عن فكرة الزواج لسنين حتى يتسنى له نسيان موقف كهذا، والظاهر أنه من يومها و هو يردد "آشْ دَّاني، لاشْ مشيت" و باين أنه حلف كاع على الزواج، و عنده حق في ذلك، فأي شخص سيتصرف نفس التصرف إذا شاهد بأم عينيه طقم أسنان الزوجة المقترحة عليه غارق في كأس ديال العصير. مرت أيام على هذا الحادث و تبدد غضب البوجادية الذي لم يدم طويلا لأنها لا تتقن أبجدية الألم ويسمح لها دوما تفاؤلها الزائد أن تطوع آلامها مهما كان حجمها لتحولها إلى بلسم و إلى أحلام غزيرة تواجه بها واقع الأيام. وكثيرا ما خفت عليها و حملت همها من أن يستغل أحدهم براءتها و سذاجتها فيفترسها كالذئب، و كلما ألتقيتها أحذرها من أن لا تنجرف وراء خيالها كثيرا و أن لا تثق في أحدهم خصوصا أولئك الذين يغتصبون البراءة بدون ضمير و يحترفون المكر و الخديعة، فهي لا تميز بين الرجال و لا تعرف عنهم شيئا كل ما تعرفه عنهم أنهم عنصر مهم لاكتمال "البَرْزة" و إتمام مجموعة من المقاطع مختزلة في لحظات و طقوس وفق رؤية نمطية تشترك البوجادية مع كثيرات في تعريفهن للزواج (عَمَّارِية، كروب، نكافة، و جوج جوج من الحاجة...). لكنها ترد على تحذيراتي تها قائلة مَتْخافيش عْلِيَّ راني مطورة، مضيفة أنا راني ماساهلاش ليهم، و الله أهذا اللي بْغاني و ما جاب الضروبة لا ضاكني، هكذا تَرُد تعتبر نفسها وجبة إذا أراد تذوقها وجب عليه أن يُطْعِم الناس من لحم آخر لذبيحة كبيرة دفع فيها ماله (ضِروبة أي عجل كبير). وقد سألتها مرة، ماذا يعني لك الزواج بالضبط؟؟ هل هو العرس، العائلة، الأولاد، الاستقرار، الجنس، أم ماذا؟؟ منعها حياؤها من الإجابة بصدق خصوصا لما سألتها، هل هو الجنس؟ فاٌحمرت وجنتاها خجلا و ردَّت حشمتيني، ثم أجابت بسذاجتها المعهودة، في الحقيقة الزواج كله تيعجبني فيه غا العرس و العمارية و اللبسة الهندية، مضيفة أنه مكيعجبهاش الكلام. و الكلام هنا بمعنى الممارسة الجنسية و ليس بمعنى الحديث و هذا المصطلح كان يُطْلَقُ شحال هذي على هذا الفعل و البوجادية بْقَات عاقلة عليه و لاتزال تستعمله كلما تحدتث على مثل هذه الأمور. فهل صحيح أن البوجادية تريد أن تتزوج من أجل أن تصعد للعمارية أم من أجل الكْلام دون أن تُفصح عن ذلك، أم من أجل ماذا؟؟ للتواصل مع الكاتبة : [email protected]