بث التلفزيون الرسمي المصري أمس، صورا للرئيس حسني مبارك في غرفته في مستشفى هايدلبرغ الجامعي بألمانيا، ظهر فيها جالسا مع فريقه الطبي، وبدا فيها واضحا أن وزنه انخفض . وهذه أول مرة يظهر فيها مبارك (81 عاما) منذ إجرائه جراحة لاستئصال المرارة وزائدة لحمية في الإثني عشر في السادس من مارس الحالي . ولم يصاحب الصور أي صوت بل كان يعلق عليها مذيع التلفزيون . وأظهرت الصور، التي أكد المذيع أنها التقطت صباح أمس، اثناء الزيارة الصباحية للفريق الطبي، جالسا على مقعد أمام طاوله ومرتديا معطفا منزليا (روب)، وهو يتحدث مع طبيبين يجلسان أمامه . وأذاع التلفزيون كذلك بيانا طبيا لرئيس الفريق الطبي لمبارك الطبيب الألماني ماركوس بوشلر قال فيه: انه خلال زيارة المتابعة اليومية الروتينية كان مبارك “مرحا وحالته المعنوية جيدة جدا كالعادة” . وأضاف “كانت عزيمته وإرادته اللتان شهدناهما طوال الأسبوع الماضي أوضح ما يمكن هذا الصباح إذ يتطلع إلى العودة إلى نشاطه الطبيعي المعتاد” . وتابع بوشلر “أنا سعيد بالقول إن حالته الطبية والعامة تتقدم بمعدلات مرضية”، وان “حركته البدنية وشهيته تحسنتا بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، وبالتالي فإنه اعتبارا من اليوم لن تكون هناك حاجة إلى إجراء تحاليل معملية يومية” للرئيس الذي “يظل تحت الإشراف الكامل لفريقنا حتى خروجه من المستشفى”. وكانت متحدثة باسم مستشفى هايدلبرغ قالت في وقت سابق إن الرئيس المصري حسني يتماثل للشفاء، وقالت الناطقة باسم المستشفى “إنه بخير ويتماثل للشفاء” . وبعد عشرة أيام على العملية الجراحية التي خضع لها الرئيس المصري، تتزايد التساؤلات في مصر عن المستقبل السياسي للبلاد واحتمالات انتقال السلطة فيما يتوقع المحللون أن تكون للمؤسستين العسكرية والأمنية الكلمة العليا في اختيار الخليفة المحتمل لحسني مبارك . ويعتقد المحللون أن الوضع الصحي للرئيس يخلق حالة من القلق ويثير العديد من التساؤلات . ويقول الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد إننا نواجه أسئلة كثيرة، ماذا في حالة حدوث مكروه للرئيس أو في حالة عجزه عن ممارسة صلاحياته واستكمال ولايته الخامسة التي تنتهي في شتنبر،2011 ويضيف “هناك قلق عام في مصر وانخفاض البورصة مؤشر على ذلك، كما أن هناك عدم يقين في ما يتعلق بطريقة وشكل انتقال السلطة فيما بدأ الكلام بوضوح عن مرحلة ما بعد مبارك” . ويبدي خبير آخر من مركز الأهرام كذلك وجهة نظر مشابهة . ويعتقد عمرو الشبكي انه “سواء استكمل الرئيس مبارك ولايته أو لم يستكملها فإن الحديث عن بديل مسألة منطقية” . ويعتبر أن السيناريو الأقرب للواقعية هو أن “يأتي بديل من داخل جهاز الدولة تتوافق عليه المؤسسات العسكرية والأمنية”، ويشير إلى أن “أسماء عديدة طرحت في هذا السياق بدءا من مدير الاستخبارات العامة عمر سليمان وانتهاء بأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى” .