قال الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر إن المغرب انخرط في دينامية جديدة من أجل الرقي بأوضاع المغاربة القاطنين بمنطقة الخليج،مبرزا أنه يتعين على هذه الشريحة التفاعل مع هذه الدينامية والمساهمة فيها بفعالية قصد تعزيز فرص نجاحها. وأشار الوزير،الذي كان يتحدث في لقاء مفتوح عقده مساء أول أمس الجمعة مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بإمارة دبي،إلى أن أوضاع الجالية المغربية المقيمة بدول الخليج تختلف تماما عن أوضاع مثيلاتها بباقي دول العالم،بسبب تباين انتظاراتها ومشاكلها اليومية. وشدد عامر،خلال هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص عبد القادر زاوي سفير المغرب بالإمارات العربية المتحدة ونجيب بنشريف عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج،على أن ارتفاع عدد أفراد مغاربة الخليج "يفرض علينا جميعا تغيير نمط التفكير في حل مشاكل هذه الفئة " ،مبرزا أن "حل مشاكل الأجيال الجديدة يظل رهينا بالتعرف على حجم انتظاراتها وانشغالاتها العميقة وتدبير قضاياها بشكل دائم ومستمر". وأكد الوزير أن زيارته إلى دول الإمارات وقطر والبحرين،مكنته من الوقوف على حجم الانشغالات الحقيقية للمغاربة القاطنين في هذا الحيز الجغرافي وكذا انتظاراتهم المشروعة بخصوص العديد من القضايا التي تلامس حياتهم اليومية في بلدان الاستقبال. ومن جهة أخرى،استعرض الوزير الخطوط العريضة لاستراتيجية الوزارة الرامية إلى النهوض بأوضاع مغاربة العالم،والمتمثلة في تعزيز الحضور الثقافي للجاليات المغربية في الخارج،عبر التعريف بتنوع الثقافة والحضارة المغربيتين،وتلقين الأجيال الصاعدة اسس الثقافة الوطنية،وكذا إنشاء مراكز ثقافية مغربية في العديد من بلدان الاستقبال من أجل تسهيل اندماجها في بلدان المهجر. وأوضح أن الوزارة تعتزم بتعاون مع باقي القطاعات الحكومية المعنية تنظيم أسبوع ثقافي في الإمارات العربية المتحدة،للإسهام في تقريب أفراد الجالية من محيطهم الثقافي وعاداتهم وتقاليدهم الموروثة. وأشار إلى أن الوزراة تعمل أيضا على تدبير الملف الاجتماعي لمغاربة العالم عبر حل العديد من المشاكل التي تعترضهم خصوصا ما يتعلق بالتقاعد وتعشير السيارات ،مذكرا بأن أزيد من 15 ألف مغربي في شتى دول أوربا استفادوا من تخفيض النسبة المفروضة على عملية تعشير السيارات. وسجل عامر أن الوزراة تعمل أيضا على إذكاء روح العمل الجمعوي في صفوف أبناء الجالية المغربية من خلال دعم جميع مبادراتها وبرامجها ذات الصلة. وفي ما يتعلق بتدبير الشؤون الإدارية لهذه الشريحة من المجتمع المغربي،قال الوزير إنه تم لهذه الغاية وضع جهاز إداري يضم قطاعات وزارية مختلفة لدراسة مشاكلها المتعلقة بالشكايات ذات الطابع الإداري والعقاري والقضائي ،مبرزا انه تم أيضا إنشاء قسم خاص بالدعم القانوني للأشخاص الذين يواجهون إكراهات من هذا القبيل. وأكد أنه تم أيضا إحداث موقع إلكتروني تفاعلي للتواصل مع أفراد الجالية من اجل الوقوف على انشغالاتها وانتظاراتها والرقي بأوضاعها عن كثب،وكذا إنشاء ممثليات للوزارة بكل من مدينتي الناظور وبني ملال لتعزيز التواصل مع أفراد الجالية ومع محيطهم الاجتماعي. وبخصوص دعم مشاريع الاستثمار الخاصة بمغاربة العالم،أبرز الوزير أنه تم لهذا الغرض إنشاء صندوق وطني لدعم استثمارات الجالية المغربية عبر تقديم حصة 10 في المائة من التكلفة المالية للمشاريع الاستثمارية التي تقدر قيمتها بمليون درهم ،وضمان التمويل البنكي بنسبة تصل إلى 65 في المائة ،داعيا هذه الفئة من المجتمع المغربي ،إلى الانخراط الفاعل من اجل خلق جيل جديد من الاستثمارات الناجعة التي تلامس احتياجات التنمية الوطنية. وفي معرض تدخلهم،استعرض أفراد الجالية المغربية المقيمة بدبي المشاكل التي تواجههم على مستوى إقامتهم في هذا البلد الخليجي ،والمتمثلة في خصوصية القوانين التنظيمية المحلية المؤطرة لتأسيس الجمعيات وإنشاء فضاءات جمعوية لتعزيز التواصل بين جميع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالإمارات. وفي هذا السياق،دعا مغاربة دبي الوزارة إلى إرساء آلية مشتركة مع الحكومة الإماراتية قصد تسريع إخراج مشروع نادي المغاربة بالإمارات إلى حيز الوجود،والعمل على تقنين عقود العمل وإطلاق برامج خاصة بقطاع التخييم وحل مشكل التقاعد والضمان الاجتماعي وتخفيض كلفة تعشير السيارات.