قرر أحمد الزايدي التخلي عن رئاسة فريق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمجلس النواب، معتبرا قراره وإن كان انفراديا لكنه جاء نتيجة لشعوره بخطورة الوضع، لينهي بذلك صراعا مع الكاتب الاول إدريس لشكر، حول رئاسة الفريق والتي أدخلت الحزب في دوامة على مدى الأسبوعين الماضيين. وقال الزايدي في رسالة له اختار توجيهها للاتحاديين والاتحاديات، وتتوفر عليها هسبريس، "أصبحنا على أبواب فريقين وأصبح الحزب مهددا بالانقسام"، مضيفا "لن أسمح بأن يكتب في تاريخي ولن أساهم في أي عمل يمس وحدة الحزب وكيانه رغم أن الفريق الاشتراكي اختارتني بالأغلبية الساحقة من أعضائه لهذه المهمة". من جهة ثانية قال الزايدي إنه "انطلاقا من نفس القناعات فإن عبد العالي دومو وسعيد شبعتو اللذين رشحهما الفريق على التوالي لمنصب نائب رئيس مجلس النواب ورئيس اللجنة القطاعية الدائمة التي تعود للفريق رئاستها، قرر سحب ترشيحهم". الزايدي أردف إنه ما اتخذه من قرار يعتبر "جائرا ضد نفسي وضد أصدقائي لكن عذري أنه قرار يهون أمام نبل المسؤولية التي أشعر بها علما بأن التاريخ سيسجل لكل مواقفه"، مسجلا أنه "يشعر بالألم العميق وهو يرى اختلافا فكريا وثقافيا يتحول إلى صراع شخصي". واعتبر نفس المتحدث أن "الصورة التي أصبحت تنقل عن الاتحاد جراء تطاحن انحدر أحيانا إلى مستوى تفاهات في وقت ينتظر منا الوطن والمواطنين أشياء أسمى وأرقى، تطاحن قد يعصف بمستقبل الحزب إذا لم يتحمل المناضلات والمناضلون مسؤوليتهم"، مشيرا إلى أن تخليه عن رئاسة الفريق "عملية تمرد ظالمة ضد نفسي في مواجهة عبء أخلاقي وسياسي عشته للحظات منقسما بين ما اعتبرته دوما واجبا يستحق المقاومة والصمود ضد كل مظاهر الانحراف والانزلاقات داخل مؤسسات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". وسجلت رسالة الزايدي أن "أزمة الفريق الاشتراكي ليست صراعا شخصيا بين الكاتب الأول ورئيس الفريق، كما أن الموضوع لا يرقى بالتأكيد إلى مستوى التنافس على منصب مغري أو امتياز أو ريع"، مبرزا "أن الأمر يتعلق بخلاف فكري ومنهجية التدبير السياسي والتعامل مع السياسة في مفهومها النبيل بين أسلوب العراك السياسي، وأسلوب الإقناع السياسي، والتحكم في الملفات ومقارعة الحجة بالحجة بين منطق الفريق البرلماني المالك لاستقلالية القرار والمؤمن بالحوار والإقناع مع قيادته، وبين منطق الفريق الذي يراد له أن يكون مجرد مطبق مطيع للتعليمات أو ما يعبر عنه بالتوجهات الحزبية". "لقد تربيت في مدرسة الاتحاد ومدرسة الأخلاق والفضيلة ونكران الذات وسأبقى وفيا لمبادئ الاتحاد وقيمه"، يقول الزايدي الذي اعتبر هاجسه "ظل دوما هو الدفاع عن المشروعية ومناهضة الإقصاء والدفاع عن استقلالية القرار الحزبي والدود عن قيم الاتحاد ومبادئه".