الخروج من فم الثعبان ربع قرن في سجون الجزائر البوليساريو ملحمة إدريس الزايدي ربع قرن في سجون الجزائر البوليساريو ملحمة إدريس الزايدي رسائل صادقة من أبناء الشعب الجزائري حلت سنة2000.صادفت السنة الأولى من القرن الحالي وجودنا في الناحية الثانية التي كان على رأسها كريكاو.وهناك قضينا ستة أشهر في تفريغ السلع.وحدثت أمور جعلتنا نقف على حقائق مرعبة وسط المجتمع الجزائري.التقينا أبناء الشعب فقالوا لنا كل شيء.وقد كنا نحن الأسرى نرمي من خلال لقاءاتنا بهؤلاء والصحراويين على حد سواء، أن نبين لهم الحقائق، وكانت وسيلتنا في التقرب منهم وإرشائهم أيضا، ليست شيئا آخر غير مواد التموين المعدة للتهريب.ومن بين من ربطت بهم صلة قوية، عبيدة الشيخ رئيس مركز الهلال نفسه.لقنته كيف يستفيد من البنزين الجزائري.كنت أؤمن له ستة براميل يوميا طيلة سنة.كانت الجزائر تلجأ إلى تمكين كبار قادة الجبهة من الغنائم عبر تعيينهم رؤساء على المراكز بالتناوب، والهدف ترضيتهم. ذات يوم من أيام العام ألفين كنا ننتظر وصول أطنان من "سباكيتي" فإذا بالحمولة يتم تحويلها إلى الجنرال العماري الذي تولى تسويقها في أسواق عدد من المدن البعيدة عن العاصمة وباقي المدن الكبرى.في صبيحة اليوم الموالي، أرسلوني إلى الناحية الثانية للاشتغال في تفريغ سلع المساعدات وتوزيع التموين.كان النصيب الفردي لا يتعدى كيلوغراما واحدا للشخص من مواد كالدقيق والأرز والعدس.أما الباقي فيسوق في الزويرات بموريتانيا باستبداله بالسجائر والنعال والبطانيات والأثواب.وقد أغرقت السلع الموريتانية السوق الجزائرية بشكل ملحوظ في تلك الفترة، ولا أشك لحظة في أن البوليساريو هي السوسة التي نخرت الاقتصاد الجزائري، لكن الجنرالات لا يهمهم أمر الشعب ماداموا يقتسمون الغنيمة فيما بينهم.وبينما أعضاء الجبهة الكبار ينعمون بالأموال، يتسول غالبية الشعب الجزائري.كنا نشتغل ذات يوم فزارنا فجأة عسكريان جزائريان من أبناء الشعب.أحدهما أدى الصلاة ثم بدأ في الحديث إلينا، بعد أن صرف عنا حراس المرتزقة.سألناه عن أحوال الشعب فأخبرنا أن الناس في العاصمة يقتاتون من المزابل وفي أحسن الأحوال تعيش غالبية أفراد الشعب على الخبز وحليب مجفف يسمى "لحظة". وجد لدينا اهتماما بما يقول فاسترسل: لا تظنوا أن لنا حكاما رحماء، بل جبابرة لا يعطفون على المسحوقين لأن الحكام ليسوا من أبناء الشعب بل ينحدرون من سلالة ياجوج وما جوج التركية".وتأسف بحرقة على الخيرات التي تهدر عن طريق المؤامرات والصفقات باسم الشعب الصحراوي.وزاد موضحا: إن حكامنا يريدون أن يتوحدوا على حساب الشعبين المغربي والجزائري،واستغرب تنكر جبهة التحرير لمبادرات الحسن الثاني". محدثنا تناول أيضا واقعة إحراق مكاتب البوليساريو في وهران والعاصمة أثناء مظاهرات، ليستدل بها على رفض الشعب الجزائري لسياسات العسكريين.وتحسر ذلك الشاب كيف أنه صار يتسول الزيت من المرتزقة، وبينما هو يتحدث مر بنا واحد من سكان المخيمات فسأله إن كان بإمكانه مده بنصف لتر من الزيت فأجابه الرجل وكأنما ينهره: ليس لدينا زيت.بادرته بالسؤال: كم تريد من الزيت؟ أجاب: خمسة لترات لو أمكن.طلبت منه أن يقرب سيارة الجيب مني فملأتها عن آخرها زيتا وسردينا مصبرا وجبنا دانماركيا ممتازا.العسكريان لم تسعهما الأرض فرحا بذلك الرزق الذي نزل عليهما من السماء. بعد الجنديين جاءنا ضابط جزائري، ولعل رائحة الغنائم كانت قد وصلت إليه.أول ما بادرنا به:السلام عليكم يا أبناء البلد.فهمنا القصد من زيارته.سألناه عما يحتاج.قال: أحتاج إلى كل شيء.سألنا بدوره إن كنا نحتاج لشيء فأخبرناه باشتياقنا إلى اللحم.وعدنا أن يأتينا اللحم صباح اليوم الموالي.ملأنا له سيارة الجيب عن آخرها سلعا لم تكن تخطر له ببال وطلبنا منه الانصراف فورا تفاديا للشبهات.كانت فرحته لا توصف، سيما بزيت الزيتون الإسباني.لم يخلف الليوتنان وعده وفي الصباح مكننا من كيلوغرامات محترمة من الثمر واللحم، وأكثر من ذلك أمر حراس المرتزقة بأن لا يقتربوا منا أثناء شغلنا. بعد الليوتنان زارنا قبطان بحجة أنه يريد منا إصلاح أحذية بناته.كانت ذريعة فقط، ولكي يطمئننا أكثر قال لنا إننا إخوة، موكلا الله على من أشعل نار الفتن بين المغرب والجزائر.ثم لعن "بوخروبة" أي الرئيس الراحل بومدين، ولم ينس شتم بوتفليقة والعماري وباقي الجنرالات.اشتكى لنا قهر الزمن وغلاء المعيشة وشظف العيش، وأقنعنا بإصلاح أحذية بناته التلميذات.سألناه عن مقابل الخدمة، فتنهد وقال: لو كان بيدي من الأمر شيء لحملتكم في سيارتي إلى الحدود وأخرجتكم مما أنتم فيه من عذاب.ونحن نصلح له الأحذية قال لنا إنه مسكين ولو تحدث في الحقائق لجاءه بومعراك وأفرغ خمس رصاصات في رأسه.كنا كرماء معه أكثر من الآخرين. ملأنا سيارته حتى صارت تنوء بوزن السلع.ولم تمض سته أشهر علىهذا المنوال، حتى كنا قد وزعنا نصف التموين بطريقتنا الخاصة، في غفلة من المرتزقة.والرائع في الأمر أننا صرنا نأكل مع الجزائريين ونطعمهم من أيدينا ويشربون شاينا..وزادت الأخوة والألفة.انتهزنا تلك اللحظات وسألنا القبطان عن أوضاع الجزائر وكنا نتعمد استخدام تعبير "الإرهاب" الذي نسمع أنه يضرب بلادهم. كان الرجل واضحا في جوابه: ليس تمة إرهاب، والجبهة الإسلامية ليست إرهابية، إن الإرهابيين الحقيقيين هم الجنرالات اللصوص الذين صنعوا البوليساريو.أما الليوتنان، فقد أحببناه أكثر لأنه رجل عفيف متدين ولا يخفي كرهه لجبهة التحرير وسياساتها الحاقدة على للمغرب وأقسم بالله أن لو وجد طريقا سالكا للجنرال ليامين زروال لقطعه إربا ورماه للضباع..وأعرب عن يقينه أن التاريخ لا بد سيفضحهم جميعا.استحلفته بالله أن يكون صادقا في إجابتي عن سؤال محدد: ما الذي سيحدث لو نشبت حرب بين المغرب والجزائر؟ اعتدل في جلسته وقال بيقين: لو حدث هذا سيكون الباب المؤدي لانقلاب أكيد في الجزائر. وعاد في تحليله إلى العقلية العسكرية التي حاولت التوحد سنة 1963 خلال المواجهات العسكرية مع المغرب ليخلص إلى نتيجة أنه لو حدث صراع عسكري جديد مع المغرب فلن يكون مدعاة لتوحيد الأطراف الحالية المتحكمة في الجهاز العسكري.وأخبرنا محدثنا بالحقد الشعبي الدفين على الجنرالات في الجزائر ووصف لنا كيف يعيش الجنرالات في أحياء خاصة مع أسرهم ولا يستطيعون الخروج إلى الشارع إلا تحت الحراسة، خوفا من الشعب.ولهذا يسكن عدد من كبار الضباط بعيدا عن الجزائر في البليدة وتندوف احتماء بأهل المخيمات، ولأن المسافة تجعل الراغبين في الانتقام لا يصلون إليهم.ولهذا السبب بذلوا جهدهم لتحويل تندوف إلى مدينة لأنهم يقطننونها، أو لنقل يحتمون بها.لاحظت شهية محدثي للكلام قد زادت فسألته عن السبب وراء اغتيال النقابي عبد الحق بنحمودة، فأخبرني أنهم انتقموا منه لأنه صرح في ندوة صحافية بأن الاقتصاد الجزائري وأموال النفط تهدر جنوب تندوف.أما قصدي مرباح، الجنرال في المخابرات، فقد صفوه لأنه درس في البيضاء واشتموا فيه طباع المغاربة فقتلوه وسائقه وألصقوا التهمة بالإسلاميين.وأضاف محدثنا أن وزير الخارجية السابق محمد الصديق بن يحيى قد تخلصوا منه بتلغيم طائرته وتفجيرها، لأنه كان يريد مصالحة بين المغرب والجزائر، ولم يسلم من أذاهم حتى مطرب يدعى حسن كان يعزف على الغيتارة والهارمونيا ويسخر في أغانيه منهم، فاختطفوه ليلا وذبحوه كالشاة.كما أخبرنا بدروس الحقد الأعمى التي يلقنونها للعسكر ضد المغرب ووصف لنا كيف يغسلون الأدمغة لتهييج الناس ضد بلد جار شقيق ومسالم.وطلب منا بإلحاح أن لا نخبر أحدا بما باح لنا به من أسرار فطمأناه أن سره في بئر.توطدت العلاقة بيننا وصرنا نزوده بما يطلب ولا يطلب مرتين في اليوم. انتهت أيامنا في الهلال وعدنا إلى الرابوني لبناء منصات لا ندري الغرض من تشييدها.بعد المنصات حولونا إلى مركز الدرك حيث لاقينا صنوف القهر وشهدنا بأعيننا زنازن سجن رهيب هناك لا أظن أن مثله يوجد في أي بلاد من العالم.في المعتقل رأيت آلات تعذيب وحشية لا أملك الكلمات لوصفها، وقد طوروا هذه الأساليب مستفيدين من خبرات "الخمير الحمر" والكوبيين وبناما مانويل نورييكا وبعض المنظمات الفلسطينية.مركز الدرك هذا فيه أناس لا يعرف مصيرهم ومنفيون لا أحد يعرف سبب عزلهم هناك. من الرابوني إلى مركز 27. حل شهر رمضان المبارك.كنا نصوم رغم كل شيء، أما هم فلا يعرفون معنى الدين أو الصوم.أظن أننا لو كنا أسرى لدى اليهود لاحترموا صيامنا.كان علينا، ولم نكن أكثر من ستة رجال، بناء سور بطول نصف كيلومتر، وقد توعدنا المجرم ولد نافع بالعذاب الأليم إن لم نكمل السور في بضعة أيام تنتهي بيوم سبت.قلت في نفسي إن الأمر لله. جاء الفرج..يا الله ذات جمعة رمضانية مباركة كنت أعد الحساء لرفاقي الصائمين، صادفت الجمعة يوم الرابع من ديسمبر سنة ألفين، جاءني أحد عناصر البوليساريو مسرعا وطلب مني الخروج.أسرعت الخطى وخرجت.وجدت حوالي خمسين أسيرا واقفين.طلب منا أن نأخذ الملابس التي أعطانا إياها الصليب الأحمر الدولي ونخرج إلى الساحة.رأيت عددا من قدماء السجناء.أحسست أن في الأمر شيئا غير عادي.وأنا أفكر في كل شيء دفعة واحدة، انتشلني الشيخ ولد عينة من هواجسي بكلمة مازالت تتردد داخلي "ادريس على سلامتك"..منذ ربع قرن قبل تلك اللحظة لم أكن قد سمعت مثلها، وكيف أعرف معنى للسلامة وأنا في خطر مقيم ومواجهة مع الموت في كل ثانية من حياتي؟ طلبوا منا الصعود إلى شاحنة من دون حراسة.صعدنا وجلسنا متوجسين.نظرت إلى رفيقي سعيد وبدأت أقرأ من القرآن "إنا فتحنا لك فتحا مبينا...". حملتنا الشاحنة إلى مركز "الشهيد عمي".هناك رأيت عددا من السجناء القدامى.الانتظار لذيذ وقاس.العيون تتحدث بلغة كلها استفهامات.ننتظر..ننتظر. جاءنا مدير المركز بيريك رفقة محمد ولد عكيك.وقفنا ونحن ننظر ونخمن.وانطلقت من فم السجان كلمات بثقل الزمن كله: بشرى لكم أنتم الآن أحرار مفرج عنكم، الأممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي طلبكم في لائحة اسرحوا حيثما شئتم ولا تقتربوا من جنينة صغيرة في مركز النخيلة.كي لا نلتقي السجناء الآخرين فنخبرهم. جننا فرحا تلك الليلة وسرحنا في الصحراء كيلومترات عديدة وبأيدينا أواني إعداد الشاي. هل الصباح، وأي صباح؟ صباح ولادة جديدة، صباح المعجزة.أهلا بالصباح. أهلا بنسيم بلادي.حلت لجنة من الصليب الأحمر الدولي.أصبحنا في عهدة الأممالمتحدة.دبحوا لنا شياها اتوا بها من الجزائر ووضعوا رهن إشارتنا دشات متحركة للاستحمام. بعد أسبوع جاءنا أفراد المخابرات الجزائرية ليسألوننا.لم أشعر كيف انبريت وانطلقت في حديث مباشر: بما أنكم تقولون إنه ليست للجزائر علاقة بقضية الصحراء فلم تسألوننا عن أصلنا وفصلنا وإلى أين نحن ذاهبون؟ ربع قرن وأنا هنا كل ما أعرفه أني مغربي وربما لم يعد لي أهل هناك وقد أقطن في طنجة أو الكويرة أو في اية مدينة اشاء، قد تكون المحبس القريب منكم.لم لم تسألوني طيلة خمس وعشرين سنة من التعذيب عن أحوالي؟ لم تخفون كفركم؟ ولم تسألونني الآن؟ ماذا تركتم فينا بعد أن أفنيتم أعمارنا في الاستعباد؟ اتركونا وشأننا،خلوا بيننا و "شعب الصحراء"..شعب الريح ولا عليكم. ألقمنا المخابرات حجرا وتوجهنا إلى رئيس الصليب الأحمر الدولي.طلبنا منه أن يصرفهم عنا وسألناه إن كنا في عهدة الأممالمتحدة أم تحت إمرة الجزائريين.طلب من مدير السجن أن يبتعدوا عنا فورا وتحدث أيضا إلى بوخروفة رئيس الهلال الأحمر الجزائري في الموضوع. تركناهم وانطلقنا في الصحراء مسافات بعيدة.اشتقنا للحرية، نمشي بعيدا بعيدا.نتوه. ونسينا حتى وقت الإفطار. أتصلت بنا مصالح الصليب الأحمر الدولي وشرحوا لنا القانون الدولي، وإن كنا نريد التوجه إلى أي مكان آخر.قلنا لهم ضحينا من أجل المغرب وإنا إن شاء الله إلى الوطن لراجعون. بدأنا ننتظر ترحيلنا إلى تندوف.تخلصنا من أي شيء مهما كان تافها قد يذكرنا برائحة المخيمات.بدأت وسائل الإعلام تتقاطر علينا من كل مكان.كل من سألنا من الصحافيين نخنقه بسؤال مرير: اين كنتم كل هذه السنين لما كانت الكرابيج تأكل ظهورنا؟ مراسل ال "إم بي سي" أراد التحدث إلى صديقنا "الباد "، فتركه بلا مبالاة واضحة وذهب ليصلي. تقدمت مني صحافية من جريدة "الشعب" الجزائرية. قلت لها إن صحيفتكم تعادي المغرب. ولولا رمضان الكريم وحرمة الصيام لأسمعتها ما لايرضي.سألتني عن شعوري تجاه الشعب الصحراوي وأنا أعانق الحرية؟ قلت لها إن الله تعالى هو من أفرج عنا ولا أحد غيره،وأضفت: انظري إلى هذا اليوم الجميل،حتى الزوابع الرملية هدأت. أرادت مني بأسئلة ملتوية أن أشكر الجزائر أو البوليساريو.قلت لها الفضل لله وليس للجزائر أو "بيزات".سألتني عن معنى بيزات.اقترحت عليها أن تستعمل المعجم لفهم المفردة.لم تفهم وظلت تحملق في وجهي.بسطت لها الأمر: إنهم أذنابكم. فهمت وقالت: تقصد "البوليساريو"؟ أجبت: برافو عليك، ها قد فهمت. واسترسلت: قولي لحكومة بلادك إن المغرب سيبقى قويا وإننا أهل سلام وقد دخلنا الصحراء بناة ولسنا بمنتقمين، وطلبت منها ان تزور الصحراء وتقف على الحقيقة العارية.جادلتني أنهم معتقلون لدى المغرب، فسألتها إن كان السجناء يعيشون في الفلل ويدرسون في الجامعات؟ ثم سألتها إن كانت تجرؤ على نشر كلامي؟ وطلبت منها، سواء كانت صحافية أو عضوا في مخابرات بلادها، أن تلاحظ أن قناعاتنا لم تتزعزع رغم ويلات السجون وسنينه الطويلة.الطويلة جدا. امتطينا طائرة "الإيرباص" تجاه أكادير. وكانت تحلق في سماء تندوف على علو منخفض، كان إلى جانبي رفيقي ابراهيم الملقب بريهمات.نظرت إلى الأرض فرأيت إثني عشرة منصة لإطلاق الصواريخ موجهة نحو المغرب العزيز، في كل منصة أربعة رؤوس.ارتفعت الطائرة في السماء فضعفت تفاصيل الأرض في بصري، وبقيت في الذاكرة تفاصيل ما ورد في هذا الكتاب كاملة واضحة. تركت خلفي ربع قرن من السجن المرير، وذكريات أمر، وعالما بلا معنى، و"جمهورية" من وهم وسراب ورياح وعبث. وصلنا إلى أكادير. نزلت. على أرضية المطار سجدت لله الواحد الأحد، رب المستضعفين، قاهر الجبابرة والمستكبرين. [email protected] mailto:[email protected]