يحتضن المغرب أكبر شبكة لمؤسسات التعليم التابعة لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج التي تحتفل هذه السنة بعيد ميلادها العشرين، وذلك ب 23 مؤسسة وأزيد من 18 ألف تلميذ. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت السيدة " آن ماري ديسكوت" (الصورة)، مديرة الوكالة التي تدير ما مجموعه 461 مؤسسة في 130 بلدا، " إنها شبكة ضخمة نولي لها اهتماما خاصا، باستثمار يتراوح ما بين 33 و35 مليون أورو في السنة". وأوضحت ديسكوت أن الوكالة التي توجد تحت وصاية وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، " تقوم بمهام مؤسسة عمومية مرتبطة بالتعليم، لفائدة الأطفال الفرنسيين المقيمين خارج فرنسا، وتساهم في إشعاع اللغة والثقافة الفرنسية ، وفي تعزيز العلاقات بين أنظمة التعليم الفرنسي والأجنبية ". أغلبية التلاميذ هم مغاربة وتبدو هذه المساهمة، حسب السيدة "ديسكوت"، من خلال إدماج تلاميذ بلد الاستقبال وتدريس لغتهم في المدارس الفرنسية، مشيرة إلى أنه في المغرب " ظل التلاميذ المغاربة لمدة طويلة يمثلون 60 في المائة من مجموع التلاميذ مقابل 40 بالمائة من الفرنسيين". غير أنها أشارت إلى أن " هذا الاتجاه آخذ في السير في الاتجاه المعاكس ، خصوصا في الدارالبيضاء التي أضحت تستضيف أكثر فأكثر أبناء الجالية الفرنسية ". وتفسر السيدة "ديسكوت" هذه الوضعية على الخصوص، بالدينامية المسجلة في العاصمة الاقتصادية للمملكة ،والتي شهدت قدوم مجموعة من المقاولات الدولية إليها ، لا سيما منها الفرنسية . وحسب مديرة وكالة التعليم الفرنسي في الخارج، فقد ساهمت الأزمة الاقتصادية كذلك في تدعيم هذا الاتجاه ، مشيرة إلى أن " بعض العائلات الفرنسية التي يغريها انخفاض مستوى المعيشة عما هو عليه في فرنسا، تقوم بتسجيل أبنائها في مؤسسات تعليمية بالمغرب تضمن نفس جودة التعليم الذي تقدمه المؤسسات التعليمية في فرنسا ". ويشار إلى أن تمويل شبكة مؤسسات التعليم الفرنسي في الخارج، يقوم على مبدأ التمويل المشترك بين الدولة الفرنسية و الأسر التي تؤدي الرسوم الدراسية. إدماج تدريس اللغة العربية وفي إطار انفتاح المؤسسات الفرنسية على لغات بلدان الاستقبال، وبالخصوص اللغة العربية، ذكرت السيدة "ديسكوت" أنه تم بالمغرب منذ ست سنوات، إنشاء مركز للدراسة يستهدف إنتاج مقررات لتعليم اللغة العربية كلغة أجنبية، موضحة أن" هذه الكتب يتم توزيعها كذلك في باقي الدول الناطقة باللغة العربية". وأبرزت السيدة ديسكوت , أن الشبكة المغربية لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج, وبالنظر لأهميتها, ستساهم مساهمة كبيرة في الأنشطة المبرمجة هذه السنة في إطار الاحتفال بالذكرى العشرين للوكالة. وحسب السيدة " ديسكوت", فإن من أهم الأنشطة المنظمة بهذه المناسبة ,اللقاءات العالمية الأولى لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج, والمبرمجة يومي 9 و 10 أبريل في باريس . وتطمح هذه اللقاءات المنظمة تحت رعاية وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية, إلى تأسيس فضاء جديد للتبادل بين الفاعلين الأساسيين في شبكة مؤسسات التعليم الفرنسية في الخارج, كما ستتميز بإطلاق جمعية عالمية لقدماء تلاميذ الشبكة. الذكرى 20 لوكالة التعليم الفرنسي في الخارج : انخراط قوي للشبكة المغربية وسيشارك تلاميذ الشبكة المغربية كذلك, من خلال أعمالهم المتمثلة في نصوص وإنتاجات بصرية, في مشروع " نساء حوض البحر الأبيض المتوسط, بين التقاليد والحداثة" من تنظيم الثانوية الفرنسية بمدريد. حيث سيتوج هذا المشروع بتنظيم معرض متنقل لإنتاجاتهم وإنتاجات تلاميذ آخرين من ثانويات فرنسية في الخارج, ترسم تاريخ نساء حوض البحر الأبيض المتوسط, بين الرغبة في التحرر و تقاليد ضاربة في القدم. كما سيشارك تلاميذ الشبكة المغربية في عملية " ثانويات البحار الكبرى", المرتبطة بالبعثة الفرنسية التي تمت على متن القارب الشراعي " تارا", عبر بحار العالم ( البحر الأبيض المتوسط, البحر الأحمر, المحيط الهندي). ويتضمن برنامج هذ التظاهرات, كذلك من بين أنشطة أخرى, تنظيم " كأس العالم 2010 للمدارس الفرنسية في الخارج", المبرمج من 21 إلى 27 يونيو في إفريقيا الجنوبية ( موازاة مع منافسات كأس العالم لكرة القدم ), وسباقا ضد الجوع, وأنشطة رياضية و ثقافية أخرى.