يبدو أن التطبيل بشعارات لا تنم للواقع بصلة أصبح سمة إعلامنا الرسمي فمن حين لآخر تمطرنا بعض الأقلام الرسمية بمقالات ( مزوقة ) حول واقع جاليتنا المهاجرة في الأميركيتين وظروف حياتها " الرائعة" أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم. فأنطلق متسائلا إذا كنت بالفعل أقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية أم هو خيالي فقط. ولأن من يده في " العصيدة" هو الوحيد القادر على تقدير نسبة غليانها. إسمحوا لي أن أكون صادقا معكم وأن أقول لكم بالعربية الفصحى الله يلعن النهار الي غادرنا فيه بلادنا. فببساطة كبيرة أصبحت حياة المغربي المتوسط الدخل في الولاياتالمتحدة جحيما لا يقاس بجحيم وبات هذا المواطن " زعما " يمني النفس بعطلة يحمل خلالها أبناءه ويسافر لوطنه لزيارة الأهل والأحباب.. ولكن هيهات .. كيف لمن تتكون أسرته من 4 ابناء وزوجة أن يوفر ما لا يقل عن 7000 دولار ثمنا لتذاكر السفر على طائرة الخطوط الجوية الوطنية، عدا ما سيحمله من هدايا وما سينفقه خلال فترة العطلة. ولأن الحديث في الأرقام يغري مسؤولي شركتنا الوطنية لا بأس أن نزف لهم نتيجة إستطلاع للرأي أجرته جريدة موروكو بوست http://www.moroccopost.net بالتعاون مع جريدة هسبريس خلال الأسبوع الماضي. وهي النتيجة التي من شأنها تقديم صورة حقيقية واقعية وشفافة لمدى " السرور والسعادة والفرح الذي ينعم به مغاربة الولاياتالمتحدة الأميركية" على غرار كل إخوانهم الذين يقيمون في باقي بلاد المعمور. في الأسبوع الماضي طرحنا سؤالا عن رأي الزوار حول أسعار شركة الطيران المغربية بين عالية جدا وعالية ومناسبة فكان رد المشاركين على النحو التالي: - عالية جدا : 999 صوت بنسبة 86% - عالية: 85 صوت بنسبة 7% - مناسبة 80 صوت بنسبة 7% - مجموع المصوتين: 1164 من لا يعيش في أميركا يسهل عليه تخيل الحياة بها سهلة جميلة بل ومغرية تماما كما تصورها أفلام هوليود أو كما يحكي عنها مليونيرية المغرب الذين يقضون عطلهم ببعض منتجعاتها الراقية.. لكن من يعمل ويعيش ببلد الأخ أوباما لا محالة يدرك أن " المزوق من برا " لا علاقة له بما يحكى ويقال. فتتحول العطلة إلى الوطن أمنية لا يبلغها سنويا سوى القلة ممن يسر الله من أمر جيوبهم أما عمال المطاعم وسائقي سيارات الأجرة ومستخدمي الفنادق فقصتهم قصة لعل حكيها سينكد عليكم يومكم ويصيبكم بالغثيان. ثم دعونا نتساءل عن مغزى أن يكون سعر السفر على متن شركة الطيران الإسبانية 500 دولار من نيويورك إلى مدريد بينما نفس المسافة من نيويورك إلى الدارالبيضاء لا تقل في أحسن الظروف عن 1300 دولار. لماذا ندفع أموالنا لشركات أجنبية ينتفع منها إقتصادها ونحرم منه مؤسسة وطنية هي أولى بهذا المدخول. الجواب لا نعرفه .. وحاولنا إستطلاعه من السيدة المسؤول عن الخطوط الجوية المغربية في نيويورك لكنه لا يرد على هاتفه ولا أعتقد أن عسر حياة المغاربة في الولاياتالمتحدة تهمه من قريب أو بعيد ما دام هو يسافر مجانا مع أسرته متى أراد. ليبقى وضع المهاجر المغربي في أميركا وكندا على وجه الخصوص كوضع اليتيم في مادبة اللئام. متهم بأنه يعيش ويعمل في أميركا ولكن واقع حسابه البنكي لا يمكنه حتى من مجرد زيارة وطنه مرة واحدة كل عام. وتتضارب الآراء وتتعدد التفسيرات وتكثر الفتاوى والواقع هو هو لا يتغير .. فكثيرا ما كتبت الشكاوى وحررت المقالات مطالبة شركة الطيران المغربية بوضع تسعيرة تتناسب والقدرة الشرائية للمواطن المغربي فما كان مصيرها سوى التجاهل و " النخال" ، فدخلت شركات دول جارة لتطرح البديل لكن هذا البديل طعمه مر ويلقي بأسر بكاملها في مطارات أوروبا عرضة للنوم على الأرصفة في انتظار الرحلة المتجهة للمغرب. فهل نفهم من هذا التجاهل أن شركتنا الوطنية تريد أن تقول لنا بأنها مؤسسة تجارية وتحكمها قوانين العرض والطلب؟ إذا كان الأمر كذلك لنسمعها صراحة من وزير النقل والمسؤولين عن الخطوط الجوية المغربية. لكي نحمل شكوانا إلى مؤسسات حماية المستهلكين والوزارة المنتدبة لشؤون المهاجرين بل وإلى القضاء. هل يعقل أن يقول 999 شخصا من مجموع 1164 بأن أسعار السفر إلى المغرب عالية جدا ولا يسمعهم أحد ولا تكترث برأيهم شركة الطيران الوطنية.؟ هل تريدون لهؤلاء المهاجرين أن يمتنعوا عن السفر للعطلة في المغرب ويقطعوا صلة الرحم بوطنهم الأصل واهلهم؟ حذاري ثم حذاري .. إنكم بسياسة التجاهل هاته تغذون الإحساس بالإبتعاد عن الوطن وتخسرون ود الملايين ممن إضطرتهم ظروف الحياة إلى الرحيل أو المنفى الإقتصادي.. منفى لا يقل في ألمه عن أي منفى آخر لا يدركه سوى من يشتهون صيام يوم واحد مع الأهل والأحباب أو صلاة ركعتين في مسجد الحي الذي ولدوا فيه. أعزائي القراء لا أريد الإستفاضة كثيرا في هذا الشأن .. لأنني والله يشهد أحس بأنه لا فائدة ترجى من هذه المقالات سوى مشاركتكم همومنا ومقاسمتكم مآسي إخوانكم المهاجرين. أستودعكم الله بكل خير وأدعوكم للمشاركة في إستطلاع الرأي لهذا الأسبوع. من المسؤول عن تعثر المفاوضات حول الصحراء ؟ http://www.moroccopost.net/poll للمشاركة أو المساهمة بالرأي إضغطوا على الرابط التالي http://www.moroccopost.net/poll