هسبريس- محمد بلقاسم تباينت مواقف نواب فرق الأغلبية والمعارضة، إزاء انتخاب مرشح الأغلبية، رشيد الطالبي العلمي، رئيسا جديدا لمجلس النواب خلفا للاستقلالي، المرشح عن المعارضة، كريم غلاب. ففي الوقت الذي اعتبر فيه عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، الحدث بمثابة عرس ديمقراطي جسد تماسك وقوة الأغلبية، أكد عادل بنحمزة البرلماني عن حزب الاستقلال والناطق الرسمي باسمه، أن الامتحان الحقيقي للديمقراطية هي لحظة مغادرة موقع المسئولية، معتبرا انتخابات الجمعة "رسالة لرئيس الحكومة عبد الاله بنكيران وجماعته الدعوية مع ملحقته المتمثلة في حزب العدالة والتنمية". وسجل بنحمزة في هذا السياق "أن نواب المصباح عابرون في مواقع المسؤولية الحكومية، وأنهم مطالبون ب"الترجل" عن كراسي السلطة بكل هدوء عندما يقول الشعب كلمته الفاصلة في الانتخابات المقبلة"، متنبئا في تصريح لهسبريس بأن "الانتخابات الجماعية ستكون بداية الانهيار لمشروع " أخونة " المغرب". رئيس الفريق النيابي لأكبر حزب في الأغلبية، شدد في تصريح لهسبريس على أن الأغلبية حققت النتيجة المرجوة رغم التشويشات التي صدرت من طرف المعارضة ومرشحها كريم غلاب، مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي زعم غلاب أن نوابا من الأغلبية سيصوتون لصالحه أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما وقع العكس". "ربحنا معركة تنزيل الدستور بالتأكيد على أننا أغلبية حقيقية"، يقول عبد الله بوانو، مضيفا أن الرهان الذي رفعته المعارضة يطرح عليها إشكال القيام بدورها الدستوري"، داعيا إياها إلى التخلي عن منطق التشويش والاستهداف والابتعاد عن الشكليات عبر تقديم مقترحات عملية خدمة للوطن ومصالحه العليا بعيد عن المزايدات. وعكس ما ذهب إليه بوانو أبدى بنحمزة سعادته "بما حققته المعارضة من نتيجة"، مؤكدا أنها "ستواصل التنسيق في كل القضايا التي ستطرح على المجلس مستقبلا بنفس الحماس والإنضباط"، مبرزا أن "تقديم المعارصة مرشحا واحدا في شخص كريم غلاب يعد نموذجا راقيا عن الإيمان بالتناوب وهو سلوك ديمقراطي نموذجي". وأعاب بنحمزة على الأغلبية وخصوصا حزب العدالة والتنمية ردة فعله اتجاه ترشيح غلاب، معتبرا "ما عاشه المغرب في الأسبوع الأخير دليل على تنامي خطاب شمولي وشوفيني يتأسس على الإقصاء ورفض التعددية"، قبل أن يعتبر أن "قيادة حزب العدالة والتنمية تنطلق من بنية فكرية لا تؤمن بالحوار ولا بالتعددية، صعب عليها تقبل مسألة طبيعية في كل الديمقراطيات في العالم، كما أن تشنج الحزب الحاكم يظهر بأن هناك شكوك جدية حول تماسك الأغلبية الحالية". إلى ذلك أكد بوانو مجددا أن فرحة الانتصار لا يجب أن تنسي الأغلبية التحديات المطروحة عليها والتي تضمنتها أولوياتها، داعيا إلى ضرورة الإسراع بتنزيل الدستور عبر استكمال القوانين التنظيمية، وكذا تنزيل البرنامج الحكومي. وذكر بوانو بالرهانات التي ينتظرها المواطنين من الحكومة وفي مقدمتها الإجراءات التي تعود بالنفع المباشر، مشددا على ضرورة تفاعلها الإيجابي مع قضية الصحراء المغربية التي تتطلب تفعيلا للدبلوماسية الموازية والبرلمانية على الخصوص. بنحمزة أكد أن ترشيح المعارضة جاء ليعزز استقلالية السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية، حيث تعتبر المسألة جوهرية، مستنكرا ما اعتبره سعي حزب العدالة والتنمية إلى جعل البرلمان مجرد ملحقة للحكومة تمثل رجع الصدى بالنسبة لعمل السلطة التنفيذية. واعتبر بنحمزة الأمر مساسا بالمبدأ الدستوري القائم على فصل وتوازن السلط، الذي يتجاوز أية حساسية حزبية، "هي مسألة جوهرية يجب على كا ديمقراطي أن يسعى تكريسها، بدل السعي إلى تحويل مؤسسات الدولة إلى مجرد أدوات لخدمة مشاريع مجهولة وبأجندة الكثير من مواعيدها بغير أبعاد وطنية، منبها إلى "أن الحكومة الحالية تراكم الأصفار في كل المجالات، وتسعى إلى أن تلجم كل صوت معارض بشكل يعود ببلادنا سنوات إلى الوراء"، يقول بنحمزة.