الفتور الذِي يجثمُ على علاقات المغرب وموريتانيا منذ مدة، كمَا رصدهُ مراقبون، رأوْا أنَّ الرباط ونواكشوط تعيشان جفاءً غير معلن، لمْ يكن سوَى تأجيج للأوضاع، من جانب الصحافة، حسبَ الرئيس الموريتانِي، محمد ولد عبد العزيز، الذِي نفَى وجود أيَّة مشاكل مع المغرب، مؤكدًا أنَّ العلاقاتِ مع المملكة طبيعيَّة، ولا تجتازُ فترةً حرجة. الرئيس الموريتانِي، أوضحَ في رده على سؤال لأحد الصحافيين، بنواذيبو، فجر اليوم، أن غيابَ سفير لموريتانيا لدى الرباط، لا يبعثُ رسالة مؤداهَا أنَّ أزمة قائمةً بين الرباط ونواكشوط. ولد عبد العزيز اعتبر اكتفاء بلاده، بالقائم بأعمال السفارة في الرباط، حاليًّا، محمد ولد سيدي، ترتيبات إدارية عادية، على اعتبار أنَّ ثمةَ سفارات أخرى لموريتانيا بالخارج، لا يوجد بها سفير، وأنَّ موريتانيا مستعدة لتطوير علاقتها مع جيرانها. وتابعَ المتحدث بالقولِ إنَّ "المغرب وموريتانيا لا علم لهما بوجود توتر في علاقاتهما الثنائية" مردفًا أنهُ يطلع على ما تنشره الصحافة في البلدين، من كلامٍ يفتقدُ الصواب، رغمَ أنَّ عدمَ تعيين موريتانيا سفيرًا لها في الرباط، كان باعثًا لكثير من القراءات على رصد برودة في العلاقات بين البلدين. ولد عبد العزيز جددَ تمسكهُ بقرار إغلاق جمعيات تابعة لتيار الإخوان المسلمين، معتبرًا إياهُ قرارًا نهائيًّا وواضحا وقانونيا، "الأمر لا يتعلق بنقاش بين الرئيس وشخص آخر، وإنما بجمعية حصلت على ترخيص وانحرفت عن أهدافها وتم تطبيق القانون عليها". يسترسلُ المتحدث. وبشأن الانتخابات الرئاسيَّة التي يستعدُّ لخوض غمارها، قال ولد عبد العزيز، إنَّ الحكومة جادة في رغبتها التشاور مع المعارضة بغرضِ تهيئة الانتخابات الرئاسية القادمة، في الآجال التي يحددها الدستور. المعارضة المويتانية نالت قسطًا من انتقادات ولد عبد العزيز، حيث اتهمهَا بتأجيل التشاور بغرض تبديد الوقت والمطالبة بحكومة موسعة، وهو المطلب الذِي لا يمكن تحقيقه في الوقت الراهن، حسب الرئيس. دعواتُ الرئيس الموريتاني، نادتْ بتجديد الطبقة السياسية، في إشارة إلى الزعامات التاريخية التي تتولى زعامة الأحزاب والتكتلات المعارضة، حيث رأى من غير المقبول إدارة الساحة السياسية بعقلية الستينيات، واحتكارها من قبلِ أجيال استفادت من حقها في التقاعد. وعن تقييمه للفترة التي تولى فيها رئاسة موريتانيا، رأى ولد عبد العزيز أن " إنجازات كثيرة تحققت، على مختلف الأصعدة، محيلًا إلى المستوى الاقتصادي، وارتفاع مؤشر النمو البلاد، والتطور على مستوى البنية التحتية.